مقالات عن مانكيش

منكيش الجمال والعطاء / الحلقة الرابعة “ألموارد ألمائية”

الدكتور عبدالله مرقس رابي
منكيش الجمال والعطاء
الحلقة الرابعة/ الموارد المائية

خاص/ مانكيش.كوم

الدكتور عبدالله مرقس رابي
استاذ وباحث اكاديمي

تتمثل الموارد المائية التي اعتمد اهالي منكيش عليها لسقي مزروعاتهم وحيواناتهم واستعمالاتهم البشرية  في الماضي عليها ولا يزال بما يأتي :

الامطار:
تعتبر الامطار المورد المائي الاساس الذي تعتمد عليه الزراعة الشتوية ، وهي مسؤولة بطبيعة الحال عن تموين المياه الجوفية في المنطقة كما انها تؤثر تاثيرا واضحا في حجم تصريف المياه الى جداول المنطقة الزراعية “لقد جاء تفصيل المعلومات عنها عند الحديث عن المناخ في الحلقة الثانية وعليه نتجنب التكرار ”

الثلوج :
تمد الثلوج المياه السطحية والجوفية بجزء كبير من مياهها ،وهي تؤثر في كميتها تاثيرا كبيرا.ففي السنوات التي تتميز بشتاء دافىء وثلوج قليلة ،تعاني المياه السطحية والجوفية من قلة واضحة فتجف بعض الينابيع والجداول المائية الصغيرة . وهو امر يضر بالزراعة الصيفية ويؤثر فيها تأثيرا مباشرا بعكس الحال في السنين ذات الشتاء البارد والثلوج الغزيرة ،حيث يبشر الاهالي بالخير لتلك السنة لتوقعهم بان المياه ستتدفق في ينابيعهم بكميات كبيرة .ومن المعلوم ان ذوبان الثلوج يؤدي الى تسربها خلال مسامات الصخور ،حيث تتحول الى مياه جوفية اضافة الى تغذيها للجداول والينابيع .أما عن سقوط الثلوج تم ذكره في الحلقة الثانية المخصصة عن المناخ ،وعليه اتجنب التكرار ايضا .

المياه الجوفية :
تكثر الينابيع في مناطق الانكسارات على وجه الخصوص ،حيث يتقابل مستوى المياه الباطنية مع سطح الارض ،ويتوقف توزيعها على كمية مياه الامطار وذوبان الثلوج ،وعلى درجة مساحات الصخور وشكل انحدار طبقاتها ،كما يتوقف على عوامل التعرية التي تقوم بازالة الطبقات الصخرية العليا فيسهل الوصول الى مستودعات المياه الجوفية ،وقد توفرت هذه العوامل في عقار منكيش ،مما ساعدت على انتشار الينابيع الطبيعية فيها ،فمنها سد اهل منكيش حاجتهم من مياه الشرب قديما وعليها ايضا اعتمدوا في سقي حيواناتهم ومزروعاتهم الصيفية ،اذ كانت في الماضي العامل الاساس في كيان منطقتنا . حيث كانت تؤثر في الزراعة تأثيرا مباشرا لاعتماد هذه الينابيع على كمية وحجم الامطار والثلوج الساقطة شتاءا ،ففي الوقت الذي تشح الامطار تسبب الشحة في مياه الينابيع وثم الكساد الزراعي ،وأما اذا توفرت كميات من المطر والثلوج سيؤدي الى تدفق المياه بكثرة فتنتعش الزراعة .

هناك ينابيع طبيعية تكونت بفعل العوامل الطبيعية المذكورة اعلاه ،وينابيع اصطناعية حفرها آباؤنا وأجدادنا ،وهي منتشرة في اطراف منكيش الاربعة ،وتظهر عند الانكسارات الارضية في الوديان ،وفي مناطق المروج ،وبعضها وجدت بالقرب من اطلال قرى اندثرت لا نعرف عنها شيئا حاليا ،فهي بحاجة الى التنقيب الاثاري العلمي لنتوقف على طبيعة وزمن تلك التجمعات السكانية ،وبعد اجراء مسح شامل عن هذه الينابيع الطبيعية والمصطنعة تمكنت من حصر أشهرها وهي :

+ الينبوع الكبير : المعروف محليا ” نبوأ ” يقع شمال البلدة بالقرب من اطلال قرية ” قوختا الاثرية ” والى الشرق منها ، ولا نعرف شيئا عن تاريخ حفر هذا الينبوع ،وان مياهه مباحة لجميع سكان البلدة لاستخدامها البشري والحيواني والزراعي .

+ عين رابي : وتقع الى الشرق من الينبوع الكبير بحوالي كيلومتر واحد ،وقد حفرها القس كوركيس ابن القس كيسو في منتصف القرن التاسع عشر ،وترجع ملكيتها الى آل رابي  ولهم حق التصرف بمياهها لسقي البساتين المنتشرة الى جنوب الينبوع ومعروفة ببساتين ” رابي ” .

+ عين كورنكا : وتقع جنوب البلدة بحوالي “500 م ” وتعود ملكيتها لآل تبو لسقي بساتينهم الواقعة الى جنوبها .

+ عين رابي كورئيل : وهي موازية الى عين كورنكا وتبعد عنها بضعة امتار وتعود ملكيتها الى آل مرة .

+ عين جركو : وتقع في الجنوب الشرقي للبلدة وتسقي البساتين العائدة الى آل جركو ،قد استغلت مياهها لتدوير الطاحونة.

+ عين دودا : وتقع شمال طريق منكيش – باكيرات القديم على بعد خمسة كيلومرات عن البلدة وفي منطقة تسمى ” منكيش خراب ” من قبل الاكراد أما اهل القرية يسميها “ماثا دقرذايي ” حيث كانت آخر قرية كوردية قائمة في عقار منكيش واجبر المختار هرمز خنجروا اهلها الى مغادرتها.وتسقي اراضي خصبة ترجع ملكيتها الى عوائل مختلفة .

+ عيون مركا دأقلج : وهي مجموعة من العيون في مرج كبير تقع الى الشرق من البلدة ،تسقي اراضي خصبة ترجع ملكيتها الى عوائل مختلفة .

+ عيون مركا زورا : وتقع الى الشرق من منكيش ايضا وتسقي اراضي تعود ملكيتها الى عوائل مختلفة .

+ عين الكبرات : “قوبراني ” وتقع بالقرب من القرية الاثرية ” قلاجي ” .

+ عين بنن : وتقع عند قرية بنن الاثرية على الطريق الذي يربط منكيش بباكيرات ،وتعود بعض الاراضي التي تسقيها الى بيث دنو من آل قلو .

+ عيون بيناثا : وتقع في الجنوب الغربي من البلدة على الطريق الذي يربط منكيش بدهوك ،وتقع بالقرب من قرية ” بيت العيون ” الاثرية .

+ اضافة الى ماذكر من الينابيع المعروفة ،هناك عشرات الينابيع الاخرى ومنها ايضا :
“عين خيلي ” و”عين رأس السهل ” سردشتي ، “عين دخليصا ” و”عين متي ” و”عين بكو ” ،”عين قاطا رابا ” و”عين كلو موكا ” وعين “خمو بلقا ” وعين ” حنا سارم ” بالقرب من المقبرة ،”عين شيخوركي ” و”مركا دأورو ” و” عين المسمى خلف جرو ” ،وعين دمركا دحريقي ” و”عين الشهداء ” التي وقعت بالقرب منها اضطهادات للمسيحيين في العصور القديمة .و”عين بيبو ” وعين ” الرعاة ” .

ومما هوجدير بالذكر معظم هذه العيون قد جفت أو اصبحت شحيحة المياه ،وذلك لانحسار سقوط الامطار والثلوج ،أو لحفر آبار ارتوازية من قبل البلدية بالقرب منها للاستخدام البشري مما ادى ذلك لجفافها .ولكن لا تزال اهمية هذه العيون قائمة لو استغلت في السياحة الصيفية لكي يستفيد سكان البلدة من مواردها .
وكان نهر منكيش الموسمي من افضل مصادر المياه في منكيش وعرف محليا ” نيرة ” واعتمد في مياهه على العيون المارة ذكرها  حيث كانت مياهها تصب فيه وعلى امتداده ،وكذلك مياه الجداول التي تنتشر بين الوديان ،اضافة الى المياه الجارية اليه عند ذوبان الثلوج في الجبل ، ويمتد هذا النهر جنوب البلدة وشمال سفح جبل منكيش من شرق عقار المنطقة والى جنوبها ،وتمتد على جانبه الشمالي اراضي زراعية استغلها الاهالي في زراعة الطماطة والبصل والثوم والرز،وتسقى من الجداول التي حفرت ونظمت من قبل المزارعين لتحويل المياه من النهر  .
ويفيض النهر في فصل الربيع لغزارة الامطار وذوبان الثلوج في المنطقة ،وتنخفض نسبة المياه فيه تدريجيا بحيث في مناطق  عميقة  منه تتجمع المياه في فصل الصيف وكثيرا ما كان شباب منكيش يستغلها في السباحة ، وسميت محليا ” كرا ” .واما في السنوات الاخيرة ولانحسار سقوط الامطار والثلوج فانخفضت ايضا نسبة المياه فيه .ولان النهر يجري في منطقة منحدرة فبالامكان بناء سد صغير في غربه يمكن الاستفادة من المياه التي يحجزها السد لاستعمالات متعددة للمنطقة ،وعلى دائرة الزراعة في البلدة ان تهتم بمثل هذه المشاريع لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدتنا .

..

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!