غير مصنف

القديس الشهيد أحمد الخطاط من القسطنطينية

القديس الشهيد أحمد الخطاط من القسطنطينية

القديس الشهيد أحمد الخطاط من القسطنطينية

إعداد / وردا إسحاق قلّو

   كان أحمد الخطاط مسلماً من القسطنطينة ، كان كاتباً في ديوان السلطان العثماني ، وكانوا يعتبرونه من الشخصيات المرموقة في تلك الفترة ، إضافة إلى ما كان يملك من مال ، لكنه كان يبحث أيضاً عن الإيمان الحقيقي .لم يكن متزوِّجاً ولكن كانت له سُرِّية من الجواري كباقي المسؤلين في الديوان ، من ضمن الجواري بنت صغيرة وحلوة ومسيحية ، من أصل روسي . كما كانت هناك أسيرة أخرى روسية كبيرة السن ومتدينة جداً ، فكانت هذه الإمراة العجوز التقيّة ، كانت تذهب كل يوم أحد إلى الكنيسة وفي أيام الأعياد ، وكانت تحمل لسُرِّية أحمد بركة من القربان الأنتيرذورون والماء المقدّس . ذات يوم لاحظ أحمد أن فاه تلك الجارية الروسية الصغيرة يفوح بعطر طيِّب ، فسألها ما عساها تكون قد أكلت . وهذا تكرّر عدّة مرّات . أخيراً أخبرته الفتاة أنها لم تأكل شيئاً آخر سوى الخبز الذي سبق فباركه الكاهن ، وهو ما أتت به إليها المرأة العجوز. استبدّت بأحمد الرغبة في رؤية كيفية تلقّي المسيحيّين هذا الخبز وأية طقوس يمارسونها في كنائسهم ، فقرر مشاهدة طقوس المسيحيين في الكنيسة ، وكيف تقدم ، وكذلك كيف يقدم الخبز المقدس وكذلك لكي يشاهد القداس الإلهي وما يحصل فيه .

  تخفّى يوماً بلباس المسيحيّين ، لأن لهم لباس المواطنين من الدرجة الثانية ، كذلك لا يجوز للمسيحي أن يلبس ملابس كالمسلمين . توجّه إلى كنيسة البطريرك وفي نيّته أن يتابع سير القدّاس الإلهي سرّاً . فلما دخل رأى الكاهن يحمل الكأس المقدّسة ويمشي دون أن تطأ قدماه الأرض وكلّه نور . ولما بارك البطريرك الشعب رأى أحمد أشعّة من نور تنبعث من يديه وتتّجه صوب المؤمنين لتستقر على رؤوسهم . وحده هو بقي محروماً من هذا الإشعاع . فتحرّك قلب الرجل وآمن من كل قلبه دون تردّد. ومذ ذاك أخذ يجاهر بسمو الإيمان المسيحي أمام أقرانه .

   الخطّاط الذي شغل المركز الثالث بعد أحمد وكان يحسده ، فحرّك عليه رئيس الديوان وبقية العاملين فيه . أُحيل أحمد على المحكمة وجرى استجوابه . أجاب أحمد أنه اقتبل عَملياً الإيمان المسيحي إثر رؤيا وأنه يتمنّى لأقرانه ، من كل قلبه ، أن يدركوا، بدورهم ما هم فيه من ضلال .

 اغتاظ القاضي لكلام أحمد وألقاه في السجن  بين المجرمين ، وأعطى الأمر بحرمانه من كل طعام وشراب لستة أيام كاملة . بعد ذلك أوقف القاضي أحمد أمامه من جديد فصرّح أن هذا الصوم قد أتاح له فرصة استكمال تنقية نفسه وأن المسيح قد كشف له أعمق أسرار الإيمان مثبِّتاً إيّاه ، بكل قوّة ، في تصميمه بحيث صار أيسر على القاضي أن يعجن الحجارة والنار بيديه من أن يجعله يغيِّر رأيه . أُوقف أحمد أمام السلطان نفسه فهدّده بقطع رأسه فأجاب أن هذا سيجعله في منتهى الفرح . للحال لفظ السلطان حكم الموت بحقّه وجرى قطع رأسه في 3 أيار سنة 1682م. هكذا اعتمد أحمد بدم نفسه باسم خريستوذولوس ، أي عبد المسيح. أُلقي جسده على الشاطئ، في مكان بقي مضيئاً عدّة أيام بنور سماوي 

ليتمجد أسم الله بقديسيه

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!