مقالات دينية

موعظة ألأحد ألأول من زمن البشارة “صوبارا” (30/11/2014)

الكاتب: المطران سعد سيروب
الأحد الأول من البشارة
30/11/2014
البشارة بمولد يوحنا المعمدان

المطران سعد سيروب حنا
نحن في الأحد الأول من سابوع البشارة. تضع الكنيسة أمامنا نص إنجيل يروي البشارة بمولد يوحنا. يبين لنا الحدث كيف أن خلاص الله يتمّ داخل تاريخ البشر. أسم زكريا “الله تذكر” يشير الى افتقاد الله لشعبه. زكريا واليصابات والدان باران. يسيران في كلّ وصايا الله وفرائضه، غير أنهما يبدوان كموضوع عقاب إلهي. اليصابات عاقر، والعقر يعني ان الله حبس رحمها (1 صموئيل 1/ 5-6). ولكن الرب سيعيد ميثاقه وسيرسل ملاكه. كل الرجال والنساء العظماء هم عطية من الله ونتيجة لتدخل إلهي في طبيعة ضعيفة وعاجزة (تك 17/ 16؛ قض 13/ 2؛ 1 صمو 1-2). ولكن الله يستخرج الخير من الشر. أنه يتدخل بصورة خاصة لكي يكشف محبته ونعمته للانسان.

يرى زكريا رؤية. أثارت هذه الرؤيا في قلب زكريا الاضطراب والخوف. هذا أمر طبيعي حين يكون الانسان امام الله. الله هو الآخر، هو الذي لا يُدرك. يقول اشعيا 6/5: ” ويل لي، إني سأموت، فقد شاهدت الله”. يضطرب زكريا لانه يعتقد بان الله جاء لكي يدينه على خطاياه. ولكن، جاء الله لا يسحقهم، بل ليعين البشر. انه سيستجيب الى صلاة زكريا فيعطيه نسلاً. الله يعطي اكثر مما يطلب الانسان. فقد طلب زكريا ولدا، ولكن الله أعطاه ولداً ليس كباقي الأولاد. سيحمل رسالة الى شعب إس*رائي*ل كلّه. الله يحدد اسمه: يوحنا “الله تحنن” “الله تنعم”. التكريس مرتبط برسالة. ابن زكريا، يوحنا، سيبدأ بتجديد العهد: “هائنذا أرسل رسولي قدامك ليهيئ لي الطريق. يصالح الآباء مع البنين والبنين مع الآباء…” (ملاخي 3/ 1).
امام هذا الوعد، يشك زكريا: “كيف اعرف هذا؟” ما يدور في فكر زكريا، بأعتقادي، هو هذا: كيف نوفق بين انفتاحنا على المستقبل وبين معطيات واقعنا الحاضر؟ كيف يمكن التوفيق بين يقين الوعد وبين عقم اليصابات وشيخوختهما؟ فيزاد على ذلك عدم ايمان زكريا. يطلب زكريا علامة واثبات على كلمة الله، وهي الكلمة التي لا تحتاج الى شيء ليبررها. لقد حقق الله وعده وها هو يتمّمه بحبل اليصابات بيوحنا المعمدان. يوحنا هو رسول قدام يسوع، ابن الله.
دعوة للأيمان بقدرة الله التي تفوق تصوراتنا وانتظار تدخلاته العجيبة بحياتنا وإن كانت تفوق افكارنا وتتجاوز عن مخططاتنا. معطيات الواقع الفقيرة ليس إلا معطيات لايمان واثق، ومجريات الاحداث وان كانت مخالفة ظاهرياً لما يعلن، إلا أنها مجريات سوف تختبر حقيقة ايماننا وتسليمنا بثقة بيد الله، الذي يأتي ويخلص شعبه بابنه الوحيد، يسوع المسيح.
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!