مقالات دينية

موعظة ألأحد ألأول من زمن تقديس الكنيسة (2/11/2014)

الكاتب: المطران سعد سيروب
الاحد الاول من تقديس الكنيسة
قراءة ألأنجيل المخصصة حسب طقس كنيستنا الكلدانية متى 16/ 13-19

ألمطران سعد سيروب حنا

في انجيل هذا الاحد حوار بين يسوع والتلاميذ عن هوية إبن الانسان. يأخذ يسوع المبادرة ليسأل تلاميذه: “من تقول الناس، من هو ابن الانسان” (عدد 13). إنه السؤال الفريد الذي يتأسس عليه مصير الانسان: أن الاعتراف بهوية يسوع يعني أن نضع أنفسنا على الارض الصلبة والقوية.

جواب الرسل يكشف عن معلوماتهم الجيدة بهذا الخصوص: فقسم من الناس يقولون انه يوحنا المعمذان، وأخرون إيليا وأخرون ارميا أو أحد الانبياء. كل هذه الشخصيات هي شخصيات من الماضي. ولا أحد من الناس من يعتبر يسوع كذاك الذي يكمل النبؤات الموعود بها. يسوع بنظر الناس نبي يختبر ما اختبره الانبياء من قبله “ان يكون معارِضاً ومعارَضاً”.
جواب بطرس حدي وحاسم. ان سؤال يسوع يتحوّل الى المستوى الشخصي: يطلب جواباً شخصياً، جواباً لا يمكن ان يكون مجرد كلمات فارغة،، بل كلمات تعبر عن إلتزام كبير بشخص يسوع ورسالته. ان جواب بطرس، الذي يمثل هنا التلاميذ، يعلن بان يسوع بحياته هو المسيح وابن الله. ليس المسيح بالنسبة للمؤمن والكنيسة المسيح المنتظر، محقق الوعود، بل أنه ابن الله الحي. طريقة حياته وطريقة تخليص الانسان هي طريقة مطلقة وكلية.
ان كلمات يسوع لبطرس تكشف بان الاعتراف بيسوع كالمسيح ابن الله هي ثمرة لوحي أعلى وليس مجرد نتيجة لقوة الجسد والدم. انها ثمرة الايمان الذي قبله بطرس كعطية من الله الآب. وهذا الايمان يجعل من بطرس “صخرة” وعلى هذه الصخرة سوف يبني المسيح كنيسته. نعم، أنه ايمان الانسان بيسوع المسيح هو ما يجعل منه صخرة واساس للكنيسة.
وهنا أريد أن أعلّق على أسم بطرس كما يلفظه يسوع في الانجيل: “شمعون بر يونا”. شمعون يعني “ابن الطاعة” و”بر يونا” يعني “ابن الحمامة”. ان اسم “يونا” أو “يونان” يرمز الى الجماعة اليهودية المكلفة ان تعلن كلمة الله في ديار الشتات؛ ولكن هذه الجماعة بدت متقاعسة عن إداء رسالتها، ولكن الله ينبهها على هذا من خلال هيجان البحر، الذي يرمز الى قوى الشر والموت. أن “آية يونان” التي طبقها يسوع على ذاته (متى 12/ 38-39)، هي الآية التي تمرّ بالموت. وكذلك على بطرس ان يمرّ في الموت ويُخلّص من قبل يسوع القائم من بين الاموات، ولكي ما يصبح تلميذاً وابنا لله في يسوع المسيح. ان السلطة التي يعطيها يسوع لبطرس في هذا النص الانجيلي هو سلطة تحرّر الاخرين وتضعه على طريق الحياة بملئها، حياة الغفران.
يكشف لنا الانجيل بأن بطرس لم يفهم بشكل كامل كلام يسوع ومتطلباته الروحية والاخلاقية، فالانجيل يبين بان هذا الفهم لابد أن يمرّ في الموت والقيامة. نعم الايمان يحتاج الى ان يمرّ بالموت والقيامة لكي ما يكون أيمان راسخ وثابت. ان بطرس يمثل كل واحد من التلاميذ، وكل واحد منّا: مدعو لكي ما يجعل من هذا الايمان اتحاد شخصي بالمسيح، وقد لا يفهم كل شيء من الوهلة الاولى، فايمانه يجب ان يمرّ بالموت والقيامة.

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!