مقالات دينية

موعظة ألأحد ألأول من الدنح (11/1/2015)

الكاتب: المطران سعد سيروب
موعظة الاحد الاول من الدنح (11/1/2015)

قراءة الأنجيل المخصصة حسب طقسنا الكلداني لوقا 4/ 14-30

المطران سعد سيروب
إلهنا يسمع لصراخنا فينزل ليخلصنا. ليس الله إلهاً لا يبالي بمصير الانسان وحياته، بل انه ذلك الذي يسمع أنين شعبه ويتحرك لنجدتهم. يستخدم الله الانسان لكي ما يحقق رسالته. لقد نادى الله موسى وهو في وسط حياته الاعتيادية وارسله لكي يهب الى فرعون ويطلب خروج الشعب. الله يتحرك من اجل ان ينصر الضعيف والفقير والمحتاج.. انه يعمل هذا من خلال تحريك ضمائر الناس وقلوبهم للاهتمام باخوتهم.. انه يعمل هذا من خلال تحريك مسؤولية الاخ من اجل أخيه.

الانجيل يتكلم عن الظهور الاول والعلني ليسوع ويضعه في المجمع حيث يجتمع الشعب للصلاة. في هذه الخطبة يعلن يسوع برنامج رسالته الخلاصية. وأريد أن ابين هنا على التواصل في الصورة بين ما يرسمه الميلاد عن شخصية الطفل وهويته (ولد فقيراً في مذود في بيت لحم) وبين ما يعيشه يسوع بالقول والفعل في رسالته: انه ممسوح “ليبشر الفقراء، وينادي للماسورين بالاطلاق”.
ان الصورة التي يرسمها يسوع عن الله هي صورة الاله الذي ينحاز الى جانب الضعيف والفقير والماسور والمتروك والمهمش. أنه إله يفضل الفقراء ويمجد المتواضعين ويُحرّر السجناء. هل ترك الله عدالته؟! لا إنه إله يتحرك بالحب: فمن يُحب ينحاز الى المح*بو-ب. إله يسوع المسيح هو إله ينحاز الى الابن الصغير الذي بدّد أمواله وضيّع حياته (لوقا 15)! إنه الاله الذي يدخل بيت زكا العشار ويأكل مع الخاطئين (لوقا 19)! أنه إله يمجد الارملة التي تضع فلسين أكثر من الاغنياء (لوقا 21)! يقدّر كلمات لص مصلوب وملعون (لوقا 23)! إنه إله يُحب ويفعل كل شيء لمن يحبهم. ألا نفعل نحن ايضا الشيء نفسه مع من نُحب: فننحاز لهم؟!
لقد كشف الله عن ذاته بالمسيح انه إله يحب الفقراء، ولكنه لا يريد ان يقول بان الفقر بحد ذاته هو خير. ان المسيح بمجيئه الى عالمنا اراد ان يخلص الانسان من كل وضع ناقص او شرير يعيش فيها. ملكوته هو ملكوت لتحرير الانسان وليس تخديره وخداعه. فالفقراء مح*بو-بون ولكن الفقر حالة يجب أن نحاربها او نقلل منها. إلا اننا نعرف بان الانسان في قلبه وعمقه مجروح ومريض ويحتاج الى الشفاء. ولهذا فان الخلاص يرتبط ارتباط وثيق بغفران الخطايا. هذا التحرير الذي هو علامة مجيء الملكوت نفهمه كخلاص الله وغفرانه المقدمين الى كل بني البشر في يسوع المسيح.
الايمان هي كلمة الدخول الى شخص يسوع المسيح. لا أهمية الى الاعتبارات الجسدية وللصلات الأثنية، فمنذ الان صار الله مكشوفاً للجميع ونعمته ظاهرة للكل. يمكن للجميع ان يستفادوا من نعمته ومحبته وغفرانه. لقد حرص لوقا في انجيله ان يبين الماساة التي سيتعرض لها يسوع فهو نبي غير مقبول في وطنه. يرفضه أهله وناسه. نحن مدعوون لقبوله ومحبته فوق كل شيء.
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!