مقالات دينية

هل ان التوبة سهلة وميسورة …؟؟؟

في التوبة
الكثير من المسيحيين يعتقدون بأن التوبة سهلة ميسورة وفي متناول كل من يطلب المغفرة .
ومع الأسف كل ذلك بسبب المفاهيم الخاطئة التي تسربت الينا من خارج شرقنا العزيز بما يخالف عقائدنا وتقليداتنا وممارسة الآباء القديسين لها فترة أخذت مشوار حياتهم كله لأجلها .
في سفر التكوين نرى أب الأسباط يعقوب يدفع ثمن خداع أبيه سنين غربة دامت اكثر من 20 عاما قضاها راعيا لأغنام خاله لابان الذي أذاقه المر وخدعه أكثر من مرة .
بالرغم من برائته قضى يوسف سنوات عديدة في السجن لكنها كانت نارا من الرب نقته الى التمام ليكون بعدها سيدا ومتحكما في غذاء أهل الأرض .
حتى يوسف البار احتاج تنقية بنار الرب وهو بريء .
داود قضى اياما ليست بقليلة صائما لابسا المسح وذر التراب على رأسه وعاش أيام توبة مريرة قبل أن يبشره ناثان النبي بأن الرب نقل خطيئته عنه .
وليس هذا فقط بل إن هذه الأيام المريرة القاسية على داود جعلته يبرز أعظم صلاة توبة ما زلنا نرددها حتى اليوم في المزمور ال 50 .
أرميا النبي قضى اياما وسنين في السجن ينوح وينتحب على خطايا شعبه أمام الرب يقضي الليل والنهار صائما سهرانا مصليا ابرز لنا سفرا رائعا يرينا كم كانت مرارة نفسه في التوبة وهو سفر مراثي أرميا .
دانيال النبي في السبي كم صلى وصام وحتى طعاما شهيا لم يأكل وتعرض للموت وهو يصوم ويصلي ويتضع لأجل شعبه .
وفي ما بين العهدين
قضى زكريا والد المعمدان فترة صمت أخرسا حين شك ببشارة الملاك له وقضى 9 أشهر في حالة صمت مقدس متأملا بشكه وعقابه وحين انطلق لسانه سبح الرب مباركا اياه وهي تسبحة تستعملها الكنيسة ضمن التسابيح التسع لروعتها وحرارتها .
وفي العهد الجديد
بكى بطرس بكاء مرا لإنكاره وجحوده لسيده ولأيام ربما قضاها في رعب أن يطرده سيده من مصاف الرسل إلى أن وصلته البشرى من حاملات الطيب أنه باق في مصاف الرسل
) إنجيل مرقس 16: 7
لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ».
بولس الرسول بعد بشارة الرب يسوع وعماده من الرسول حنانيا قضى ندما وحزنا وتأملا ثلاث سنين معتكفا متأملا دارسا فصار رسول الأمم العظيم .
من هنا
ليست التوبة سهلة الى حد ما يزعم الهراطقة .
التوبة والاعتراف بالخطايا والنية الحسنة للمضي في طريق الرب هي الخطوات الأولى للتوبة الحقيقية .
بعد ذلك يلزم مشوار طويل من اتباع قانون صلاة وإرشاد الأب الروحي وبالتأكيد هذا المشوار مليء بالعثرات والأشواك والحفر والمطبات ومقاومة الشرير حتى الوصول للخلاص وغايته العظمى التأله في المجد السماوي .
القديس أنطونيوس الكبير مثال حي عن الباحث عن خلاص نفسه .
84 سنة قضاها في البرية صائما متقشفا مصليا محتملا الويلات من عدو الخير بل وقدوة لكل من رآه واستمع لحديثه عن تجاربه .
ويضيق الوقت أن نتحدث عن مريم المصرية ناسكة البرية من الطراز الأول والقديس سابا المتقدس ويوحنا ذهبي الفم البطريرك الناسك والقديس ييراسيموس الأردني والقديس باخوميوس وغيرهم الآلاف اللذين هم قدوة لنا لشق الطريق الصعب للتوبة والوصول للملكوت السماوي .
أدعوكم اخوتي الأحباء للتأمل في هذه الكلمات والاقتداء بسير القديسين بحسب وصية الرسول يعقوب لنا إذ يقول : 10 خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ.
هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. 4 : 10 – 11
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!