مقالات دينية

إنتخاب القديس مار أحا مطرافوليطاً ، نبوئته ونهايته

الكاتب: وردا اسحاق

 

 

 إنتخاب القديس مار أحا مطرافوليطاً ، نبوئته ونهايته

إعداد / وردا إسحاق قلّو

كان مار أحا يتلألأ بمحاسن كثيرة وهو يوجه جمعيته المقدسة شطر السماء بتعليمه سنين طويلة ، غادر المطرافوليط الطوباوي مار يوحنان هذه الدنيا الفانية وراح يتمتع بحياة لا تفنى في عالم الأرواح ، فقد وافته المنون بعد شيخوخة قضاها بالصلاح والخير . فهب قوم من رؤساء المؤمنين في حدياب ودهاقنتها ونبلائها الذين أختبروا دماثة أخلاق المطرافوليط مار يوحنان ، وسمعوا من آبائهم عن القديس مار أيشو عياب ومار كوركيس والبار شمعون المطرافوليطين الذين أتوهم من هذا الدير المقدس وساسوا أبريتهم ، وأخذوا يطالبون الدير بضرورة التخصيص لهم أبداً من الجمعية نفسها رعاة نشطين في كل أجيال والأزمان . قرروا هؤلاء الرؤساء ألا يقوم عليهم رئيس قدر المستطاع ، إلا من جمعية أبناء ربان يعقوب ، ونزلوا عند أبي الآباء القديس مار أبا الجاثليق المسمى بأبن بريخ صويانة ( 741- 751 ) ونالوا منه رسالة المنع للطوباوي مار أحا إلى حين يمتثل لأمر البطريركية ويلتحق بالمنصب الجديد الذي يعهد إليه . فأضطر مار أحا للذهاب إلى البطريركي وقبول الرسامة المطرافولطية السامية على مقاطعتي آثور وحدياب . ولما صعد وجاء إلى بلده ، أستقبله مؤمنو ولايته مثل ملاك النور ، ومثل الرسول شمعون الصفا ن ووجدوا الرئيس الذي أختاروه لنفسهم فوق حسن ظنهم به وتوقعهم منه ، لأنه كان مزداناً بالمزايا العالية في تعليمه وقداسة سيرته .

 وهكذا انطلق من مجد إلى مجد ، ومن قوة إلى قوة كما يقول المزمور ” 7:13″ ودبر أمر الدير لخليقته الطوباوي مار أيشو عياب والذي أقيم بعد سنين هو الآخر أسقفاً لمدينة نينوى وحينها أنفصلت مرعيث نينوى النسطورية عن مرعيث بانوهذرا في نحو سنة 554م وكان أولاً مركز أسقف نينوى في دير مار يونان ( الذي تحول إلى جامع نبي يونس والذي تم تفجيره من قبل زمرة د*اع*ش ) .

الأعجوبة التي أجراها الطوباوي مار أحا

الأعجوبة التي أجراها مار أحا كانت في الهيكل عندما قدم البعض رجلً في حدياب سقط في ذنب علني ، فلما حضر المخبرون بهذا الأثم والمتهمون به أمام الرئيس الحكيم الي كان جالساً في الهيكل وقدموا شكواه بين يديه ، شرع كل يتبرأ كالمعتاد ، ريثما يأتي خصمه ويفحمه . فاستدعى مار أحا المذنب وعاتبه بلطف قائلاً له ( يا بني إن كنت قد اقترفت هذا الذنب ، فأقر به فيقبل الله توبتك إن كنت راغباً في ذلك ) لكم المذنب عاند وأصر ولم يخجل لا من شهادات الخصوم ، ولا من نصح القديس . عند ذلك خاطبه امطرافوليط وقال : ما دمت متمرداً ولا تخجل منا بصفتنا بشراً ، فالرب يطالبك بطائلة ذنبك . ثم لعنه قائلاً له ( إني واثق بالرب الذي أقامنا عبيداً على رعيته وأعطانا السلطان على ربط وحل كل ما في السماء وفي الأرض ، وعليه فأن كنت مذنباً فلينلك العقاب الذي تستحقه ، وإلا فلا يلحقك أذى ) وما كا القديس ينهي كلامه ، حتى سقط أكداس من سقف الهيكل وتراكمت فوق رأس ذلك الشقي ، فهوى مهاناً ومفضوحاً في الهيكل أمام القديس والجمع الكثير وزهقت روحه ، وكان لكلام الطوباوي مار أحا وقع رهيب على الجمع كله .

في أنكشاف ما سيحدث للطوباوي مار أحا القديس ، ونهايته

يقال نفس الصديق تخطب لله ، وهي ترى الله لأنها تعيش قدامه حسب إرادته ، وهكذا كان الشأن مع نفس القديس مار أحا الذي كان دائباً على إرضاء الله ، فقد كشف له الله عن مدة حياته ومكان دفنه ومرقده ، وهذا ما حدا به إلى مضاعفة أعماله الصالحة ، وكانت هناك قصص كثيرة لأعمال القديسين أمثال مار أحا لكن الخاملون أهملوا تدوين تلك القصص .

عندما كان مار احا صبياً في مدرسة قرية شلمث رأى رؤيا كان فيها متوشحاً بحلل كهنوتية على غرار أسقف وعلى رأسه تاج ، وبيده صولجان وهو يدخل القري وكان مقبل من مكان قاص ، وقد أنهك التعب قواه فجلس في الكنيسة ، ووقف فوقه رجل يكلل الجلال هامته وخاطبه قائلاً ( إنك الآن قد تعبت وكللت . فادراً عنك تعبك وضيقك في هذا الهيكل ) وأخذ منه الحلل الكنسية وقال له ( أرقد الآن حتى أدعوك ) . لم يفهم هذا الحلم في وقت صباه ، وبعد أن اقيم مطرافوليطاً تذكره وأضحى موضوع تفكيره الدائم ، وحينما كان ربان شمعون المعلم القديس الذي اصبح اخيراً أسقف بيث بغاش يبني هيكل قرية شلمث بالحجارة والجص ، وصل القديس مار أحا حسب عادته لزيارة القرية مثل غيرها من القرى ، وبات الهيكل الذي لم يكن بعد قد أنجز بناؤه ـ عادت الرؤيا فظهرت اه ثانيةً : وكانت الأولى غامضة والثانية واضحة ولكني لم أقف على ماهيتها .

ولما أنبلج الصبح ودخل عليه ذلك القديس أستخبره المطرافوليط عن النفقات التي بذلها في بناء هذا الهيكل ، فقال المعلم القديس ( إني أنفقت كذا وكذا ) فقال له : وكم يجب لأنجازه حسب قول البنائين ؟ أجابه ( كذا ) فأخرج فضة من عنده واعطاه قائلاً ( إن الرب قد أعلمني أني سأغادر هذه الحياة الفانية في هذا الهيكل الذي سيكون لي موضع راحة إلى ظهور الرب ) . فقال له المعلم مبتهجاً ( إنك بشرتني بفرح عظيم إذ إننا في هذا الهيكل الذي شيدناه كلانا سندفن إلى يوم ظهور باعث الأموات ) فقال له المطرافوليط : ( إن الأمر ليس كذلك ، بل أنت تبني وأنا أرث ) فقال له ، وكيف ذلك ، أجابه ( ان لك هيكلاً آخر ترقد فيه وهو دير ( بي ) الواقع في بيث بغاش . وأضاف أن المطرافوليط الذي سيخلفني يقيمك أسقفاً على بلاد بيث بغاش ، وهناك تنهي حياتك ) ” يجهل الآن معرفة موقعه ” . وجرى الأمر كما قال القديس مار أحا . فمن بعد موته خلفه الطوباوي ( مارن عمه ) الذي كان أسقفاً لسلاخ . فرسم مار شمعون أسقفاً على بيث بغاش . وبعد ثلاث سنين توفي شمعون ودفن في كنيسة ( بي ) مرقد أساقفة بيث بغاش . وقد علمت هذه الأمور من ( راما ) الشيخ الذي كان كاهن كنيسة قرية شلمث . وحينما رقد القديس مار أحا الذي قلنا سابقاً أن مار يوحنان المطرافوليط رسمه لكنيسة سلاخ ، اقام مار أحا شخصاً آخر عوضه وهو مار مارن عمه . 

نطلب شفاعة القديس لكنيستنا المجاهدة وله الراحة الأبدية عند الرب 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!