مقالات دينية

القديس المطرافوليط أيشو عياب الثاني

وردا اسحاق

القديس المطرافوليط أيشو عياب الثاني

إعداد / وردا إسحاق قلّو

كان القديس أيشو عياب من بلاد مركا شمال مدينة عقرة ، ومن أسر شريفة ونبيلة ويَمِت بصلة القرابة إلى أيشو عياب الكبير البطريرك . ولد في قرية تِلاّ ( تلان حالياً ) الواقعة إلى الجنوب الغربي من قرية بيرتا . تتلمذ منذ نعومة أظافره في دير مار يوحنان الأسقف لما كان الأخير رئيساً للدير , وعندما رسم القديس مار أحا رئيس الدير مطرافوليطاً بعد مار يوحنان . أنتخب أيشو عياب ليكون رئيس للدير المقدس زماناً طويلاً . لما توفيَّ أسقف نينوى ” مار أبراهام ” طلبه النينويين ليكون لهم أسقفاً ، فرسمه مار أحا ، فقام بأعباء الأسقفية إلى أن كلل الشيب هامته ، وعندما توفيَّ البار مار حنا نيشوع الثاني الجاثليق ألتأم المجمع لينتخب خلفاً له . أتجهت الأنظار إلى الطوباوي مار ايشو عياب بين جميع الأساقفة والمطرافوليطين ورؤساء المؤمنين وأرادوا أن ينتخبوه بطريكاً . لكن كرسي البطريركية اخذه مار طيمثاوس ، فرسم مار أيشو عياب أسقفاً على كنيسة حدياب ومطرافوليطاً على كل مقاطعاتها لأن القديس مار مارن عمة مطرافوليط أربيل قد توفي وكتب إليه البطريرك طيمثاوس قائلاً : لا تهبط عزيمتك … أذهب إلى حدياب وكل قرية تقبلك أمكث فيها ، والتي لا ترضى بك لا تخاصمها فأن يوم إنكسار الأثمة قريب ، وعاجل ما سيحل بهم ، فان الرب يدين شعبه ويتعزى بعبيده . ( كان يشير إلى روسطم أسقف حنيثا ) ولما قرأ الطوباوي مار أيشو عياب هذا الجواب ، تشجع وصعد وجاء إلى بلده حدياب ( أربيل ) التي أصبحت أبرشيته . ولما لم يخرج الشهارجة ولا الأروعيون لأستقباله ، كما كانوا قد أتفقوا فيما بينهم ، صعد عند البانيقيين ( تقع بلادهم بين جسر الزاب وجبل حدياب ، أي في الشمال الشرقي من أربيل ) فقبله هؤلاء بفرح عظيم وبإكرام يليق بقداسته ، هُم وكل منطقتهم وكل أبناء جبل حدياب وبنو حبتون . ومن هناك اجتاز إلى مركا وظل يتفقد شؤون هؤلاء المؤمنين الذين طابت به نفسهم . اما روسطم فكان منهمكاً في إقامة الولائم هو وأشراف كفرعوزيل ، إذ كان يبكر إليهم ، فيلتفون حول الموائد ويهددون بإقصاء الطوباوي مار أيشو عياب من نصف البلاد التي في يده ، ولم يعلموا أن كيدهم سيعود إلى نحورهم .

فعلاً نهض الرب مثل نهوض النائم ونكص اعداؤه على أعقابهم ، واختار أيشو عياب عبده وأقامه وكيلاً على بيته . لم يفكر روسطم ويقول لنفسه كيف يمكنني الثبوت في المطرافوليطية بدون أن يرسمني ويعيّنني الجاثليق  ؟ وكيف أتجاسر على ما أنا عليه ؟ فينما كان راكباً يوماً بغله المبهرج عائداً بخيلاء إلى مقره من أحدى الولائم ، بلغ إلى جوار مركز بيث مار قرداغ ، وإذا بكلاب هذا الموضع أحاطت به واضطرته إلى النزول من دابته ، وما أن وضع رجله على الأرض حتى انقضت عليه الكلاب سوية وأوسعته عضاً حتى صار من الموت قاب قوسين ، على غرار إيزابيل المنافقة التي اضطهدت الأنبياء ” 1مل4:18 ” واستحوذت الدهشة والرعب على الذين سمعوا الخبر وخزيّ أصدقاءه وشملهم العار ، وفشلت مؤامرتهم وتفككت عرى صداقتهم وانحل رباط المحبة التي كانت تشدهم إلى بعضهم أمام كؤوس بنت الحان يوم كانوا يتسارعون ويهددون الصديق بالموت ، وقدم البار مار شليمون أيضاً إعتذاره واستقالته ، ثم ترك الأسقفية وذهب وانزوى في دير ربان هارون حتى نهاية حياته . وهكذا تم فيهم ما قاله البار طيمثاوس أن يوم اندحارهم وشيك ونهايتهم آتية عاجلاً . وهكذا بارح روسطم الحياة وذهب إلى الجحيم ، أما الشهارجة فلما رأوا ما جرى جاؤوا إلى مار أيشو عياب وأبدوا له الندم والتمسوا منه أن يقوم ويصحبهم إلى كرسيه ، لكنه قال : أني سأظل حتى يرسل إليّ الجاثليق ويأمرني بالمجيء . فلما جاء منشور البطريرك احتفوا بدخوله إليهم كيوم السعانين ، وخضع له أبناء البلاد بأجمعهم .

فيما حدا بالقديس مار أيشو عياب إلى هدم هيكل الطين الذي كان القديس مار أيشو عياب الجاثليق  قد شيده ، وبناء آخر من الجص ، وكيف أن الرهبان المعاصرين له كانوا ينصحونه ألا يقدم على هذا العمل لكلفته الباهضة ، والآخرون يقولون بأن هذا الهيكل شيده الآباء القديسين فلا نريد هدمه ، لكنه تغلب على كلتا الفئتين برسوخ رجائه بالله . فجلب فعلة ونقارين عديدين ، وجلب الأحجار والجص على ظهر الحمير والبغال ، ثم بدأ بنقل المذبح وأجساد القديسيسن وصناديقهم من بيت الشهداء ، ثم استأصل الجدران العريضة القديمة فتراكم التراب وملأ جوار الهيكل كله لكنه كان القديس كفء في كل شىء والله دفع البشر إلى مساعدته في هذا العمل العظيم .

لما بدأ القديس ما أيشو عياب بأرساء أسس الهيكل صارت المواد وأجرة الفعلة والبنائين تصله كل يوم ، وقد دهمته أزمنة صعبة في أثناء البناء إذ بلغت من الحديث المتداول أن حاكماً جشعاً وغاشماً تولى زمام السلطة على منطقة الموصل ، واستخدمه الآباء الحاقدون للضغط على هذا الدير ، ففرض عليه غرامة قدرها خمسة عشر ألف درهم ، ودفع أحد مؤمني حدياب أيضاً إلى التذمر قائلين : ( لماذا يدع المطرافوليط كرسيه ( دار المطرانية ) يتهدم ويبني هيكلاً في بيث عابي ؟ ) إنما حدث كل ذلك بفعل الشيطان الذي أثار ضده حتى في ديرنا هذا حزباً من فوضويين ، فبينما كان يوماً جالساً إلى المائدة مع لفيف من الأخوة ، إذ بهم يقولون له : ( إنك هدمت هيكلنا ، ولا نريد الآن أن تبني لنا هيكلاً . فأخرج وأرحل من دَيّرنا ، فإننا تحت سلطة البطريرك ، فأذهب إلى ولايتك ولا تمكث فيما بيننا ) غير أن القديس لم يتخل عن تواضعه ووداعته ، وعرف أن ذلك يجري بتأثير من الشيطان ، وقال لهم ( ليغفر الله لكم ، لأنكم لستم أنتم المتكلمين ، بل ذاك الذي لم يذق طعم السلام ولا يحلم بالسلام . فأني لا أغادر الدير ولو سحلتموني من رجلي حتى أبني هذا الهيكل المقدس ) ثم أردف قائلاً ( لما شرعت أهدم الهيكل الأول ، يعلم الرب انه لم يكن بحوزتي سوى مائة وخمسين درهماً ، ولا أعرف من أين أرسل لي الرب هذه النفقات التي رأيتموها . فإن البنيان أوشك أن يبلغ نصفه ، فهدئوا خواطركم ولا تستسلموا للشغب والأضطراب ، فالرب يبنيه ، ولا آخذ شيئاً منكم أو من دَيرِكُم ) .

وبيمنا كانت الهموم تساور القديس بشأن المصاريف ، لأن الأحد كان وشيكاً وفيه سيطالبه المعمار بأجرته وأجور فعلته ومقدارها سبعة آلاف درهم حسب اللائحة المنظمة التي تسلمها منه ، فالكآبة بدأت على وجهه وشحب محياه من الأعياء والقلق لأنه كان متفقاً عليه بأنه يزن في غداة الأحد سبعة آلاف درهم للبنائين ، ولم يكن في حوزة الطوباوي درهماً واحداً ، ولكن ماذا فعل ذاك الذي لا يصعب عليه شىء وتأتيه الخزائن الخفية والكنوز المستورة بدون نصب ولا كد ؟ كان في الدير الأنبا أيشو عداد الشيخ معلم كيوركيس الجائليق واستاذ أبينا مار ابراهام الجاثليق ، وكانت صومعته في أعلى الظهر بين الواديين وتقع عن يمين الصاعد إلى رأس الينبوع أزاء القمة المدعوة الصغيرة ، فحينما انتهت صلاة الليل وصعد ( أيشو عداد ) في ختام مزامير الصبح إلى صومعته ، وإذ هو سائر في الطريق حركته النعمة فنظر إلى يمينه نحو المشرق ، وإذا بنار تشعل في تنورة صومعة خربة مهجورة . وكما قال موسى ( لأذهب وأرى هذا المنظر المدهش ، لماذا لا تحترق العليقة ؟ ) ” خر 3:3 ” كذلك فكر هذا الطوباوي في نفسه قائلاً : ترى ما شأن هذه النار المضطرمة في هذا الوقت في صومعة غربة ؟ ولما دنا منها أبصر الشيطان بزي رجل شيخ أسود يأكل خبزاً ويضرم ذلك التنور ، ولأنه كان رجلاً جليلاً وقديساً ، أمر الشيطان بقوة الرب أن يغادر المكان ، فانشق ذلك التنور حالاً إلى شطرين وقذفت من داخله جرة مليئة بالفضة أمام قدمي الأنبا أيشو عداد وانكسرة الجرة وسمع رنين الفضة ، فخر أمام الله ظاناً إنها وليدة الخيال ، ولكنه لما مسها بيديه علم إنها فضة حقيقية . أخذ الصليب الذي كان بعنقه وغرسه فيها ، ثم أسرع منطلقاً راكضاً في طريق الوادي إلى أن بلغ صومعة ربان وقرع الباب ، فلما استجاب المبتدى البواب ، قال له أيشو عداد ، أخبر مار ايشو عياب أن أيشو عداد على الباب ، فأجاب المطرافوليط وقال ( ماذا يريد منا هذا الشيخ في هذا الوقت ؟ ) فقال له الشيخ حال دخوله ( قم فقد استجيبت صلاتك ، فأني كنت أراك في صلاة الرمش والسوباع كاسف البال مغموماً ، فعرفت أنك في ضيق ذات يد . فضرعت إلى المسيح أن يبعد العار عنك ) ولما علم أيشو عياب ، قال ( لعله خيال ظهر لك بفعل الشياطين ) فقال له ( يا سيدي أني سجدت لله وقد لمستها أيضاً ووضعت عليها الصليب الذي كنت حامله ، فأنهض إذاً ولنذهب قبل بزوغ الفجر لئلا يرانا أحد ) فأخذوا معهم المبتدىء وشرعوا بالركض . جمعوا الفضة ، وجاء الربان الشيخ معهم إلى الصومعة ، وقال للمطرافوليط : ( أستحلفك بقبر الربان ” يعقوب ” الحي بكم ألف درهم أنت مُدين ؟ ) قال له ( بسبعة ) ولما وزنا الفضة إذا بها سبعة آلاف بالوزن الصحيح ، هكذا يتفقد الله القديسين محبيه الذين لا ينفكون في الليل والنهار من السعي في إرضائه .

بعد أن دفع المبلغ إلى البناء مرتبه سبعة آلاف درهم ، اتفق معه على مواصلة العمل بمبلغ قدره ثلاث عشر ألفاً واثقاً بالعناية الإلهية التي لا تخزي الذين يتكلون عليها ، وبلغ البناء إلى نهايته ، وكان البناء مزمعاً أن يطالبه بثلاثة عشر ألفاً فتصدعت فقرات ظهر القديس مار أيشو عياب من الخوف وكان يصرخ إلى الله بألا يتغافل عن هيكله لئلا يكون موضع عار وسخرية ، وما زاد في غصه المطرافوليط أن لبَناء كان أيضاً يرغب في مهانة المطرافوليط لأن البَناء كان هرطوقياً ، فأجابه ( لا تقلق فأن فضتك موزونة ومعدة ) لكن الحزن والأسى كان يملآن طيات قلبه .

كان شيخ طاعن في السن يسكن بجوار الدير في كار الكهنة ، دفعته النعمة إلى تقديم ما لديه لبناء الهيكل ، ففي الصباح أقبل متوكلاً على عصاه ، ولم يكن بوسعه المجىء إلى الهيكل لتناول الأسرار إلا مرة واحدة في السابوع . جاء وقرع باكراً باب صومعة الرئاسة ، فرد عليه البواب وأخبر المطرافوليط بمجيئه ، فأضطرب المطرافوليط لدى سماعه بمجيئه وهرع إلى استقباله ، وقال له ( لماذا تكبدت هذا التعب كله وأتيت إليّ يا ربان ؟ فلو كانت لك حاجة وارسلت في أثري لأتيتك أنا ) فقال الشيخ : ( كمثل محبة كلينا واستعدادنا الطيب كذلك غني كنز المانح القدير وهو لا يترك المحبة بلا مكافأة . لكني أطلب إليك أن تحمل اليوم نفسك عناء النزول إلى الصومعة التي تراها ) فقال له المطرافوليط ( أنا معك كل هذا الزمان ولم تطلب إلي أن انزل إلى صومعتك إلا الآن وقد أذنت شمس حياتي بالزوال ؟ ) فقال له ( قم ولا تتضايق فأن خلاص ربك قريب ) فلما سمع المطرافوليط ذلك سرّ جداً كأنه وجد الراحة والفرح ، وكأن قد اختبر الأمر مما جرى له مع الأنبا أيشو عداد ، فقام ونزل معه . وقال له الشيخ ( خذ معك هذا المبتدىء لأننا بحاجة إليه ) فنزل المطرافوليط تلبية لرغبته . فقدم له ربان كسرة خبز وأخذ يناشده أن يتناولها كبركة . وشق على المطرافوليط أن يجيب إلى طلبه . فقال له الشيخ ( بكم من الفضة تبيع لي حفظ صومك اليوم ؟   

أعلم إننا نحن أيضاً  بذلك الإمساك ونعرف زمان الإنقطاع والزمان الذي يجيزه الحب ) ولما أكلوا وشربوا ، قال له الشيخ : ( يا سيدي المطرافوليط رأيتك بالروح وكنت واقفاً في غرفة مظلمة وكنت تدعونا جميعاً إلى نجدتك فعلمت إنك محتاج إلى نفقات بناء الهيكل . وأنا أقسم لك بصلاة ربان يعقوب أني لا أملك ذهباً ولا فضة ، فإني قمت بأودي من عمل يدي يوماً فيوماً ، كما تعلمون كلكم ، ولكن عندي وديعة صغيرة أعطيها أياك إن وعدت بأن توفيها ) فقال المطرافوليط : ( وكم هي وديعتك أيها الأنبا ؟ ) قال له : ( أقسم بمحبتكم بأني لا أعرف ، فقد أتتني عجوزان من وطني بيث بغاش قبل عشرين سنة ، وكانتا ذاهتين إلى أورشليم ، فوضعنا تحت السقف وما أعرف مقداره ، لكني أخاله مالاً طائلاً ، ولم يعودوا مذ ذاك . وقد أوصاني قائلتين : ( إن رجعنا فهذا مالنا ، وإذا فاجئنا الموت في الطريق فأعطه لهذا الدير . فخذه الآن ، وإذا عادتا وإنهما لن تعودا فترده ، وإلا فليس من يطالبك به ولن تكون ملتزماً بالوفاء ) . ولما سمع المطرافوليط قبل كل شىء فرح ، ووزن الفضة وكانت ثلاثة عشر ألف درهم وأعطاها البناء بكا سرور ، وقد سمعت هذه الأمور من كثيرين ، وكما علمتها دونتها في قصة القديس مار أيشو عياب .

معجزات القديس مار ايشو عياب ووفاته 

كان مار ايشو عياب يبني الهيكل والمساعدات المالية تنها عليه من الكبير والصغير ، وكل حسب إمكانياته ، وكان في إحدى القرى بستاني أصم منذ صباه حسبما بلغني ، أنفق مالاً كثيراً على الأطباء من أجل الشفاء دون جدوى . أتى إلى الدير بحملِ بصل ، فتقبلوا هديته ، وكان هناك راهب يعرفه فأخذه وجاء به إلى صومعة الرئاسة عند المطرافوليط لكي يباركه ، واخبره الراهب بالصدقة التي جلبها للدير وأنه لا يسمع البتة ، فحزن المطرافوليط وبارك على ماء بصليب ربان واطلقه قائلاً له : ( إننا واثقون بأن الرب سيمنحك السمع ) ولما ركب الرجل حماره وخرج ووصل إلى مرتقى ( سباق الحمير ) سمع صوت أيائل تنفر، فتعجب ودهش ، ثم سمع وقع حوافر حماره ، ولما دنا من القرية سمع صوت صياه الديكة ونباح الكلاب ، فأخذ العجب منه كل مأخذ ولم يكن ليصدق ما جرى له من فرط فرحه ، وإذا دخل باب بيته ورآه أحد أولاده ، سمع الولد يقول لأمه : ( جاء أبي ) فأخبر إمرأته بكل ما جرى ، وهكذا شفي بصلاة ذلك القديس واحتفط بعافيته إلى يوم وفاته . وكل القديسين الذين كتبت سرهم قد صنعوا آيات وعجائب ، لكن الزمان أتى عليها بقدمه ، لأن الذين عرفوا بها حينذاك لم يسجلوها .

لما انتهى بناء الهيكل ، ما عدا السقف ، تركه القديس في تلك السنة وأجّلَ إتمامه لكي يتوطد ، وفي السنة التالية أكمله مع بيت الشهداء وقّدسهُ ، ونقل رفات ربان يعقوب مؤسس الدير والسيد الجاثليق والآباء الذين معهم في بيت الشهداء . وكان ينوي أن يشيّد بالحجر والجص الدير كله وغرفة البواب ، إذا أمده الله بالحياة ، وبعد الصوم الكبير ، في الجمعة التابعة للأحد الجديد التي عونيثتها ( بصليب الرب يسوع المسيح … ) خلع قميص الجسد واوزاره وانتقل إلى موطن النور والأفراح ، ودفن مع الاباء رفاقه في مركز أبرشية حدياب ، أي في بيث مار قرداغ ( ويقول التقليد المتواتر في عينكاوة القريبة من اربيل وأن هذه الكنيسة كانت مشيدة بالقرب من باب قلعة أربيل من الداخل .

لتكن صلواته سوراً منيعاً لكل المؤمنين . 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!