الحوار الهاديء

صورة لحال شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (المسيحي) بعد استقلال الاقليم !

الائمة ينسفون الجسور في اوسلو !
بقلم: گابرييل گابرييل

من الطبيعي ان الاستفتاء المترقب في الاقليم سيكون له تأثيرات كارثية على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي عاش على امد الدهور حرا يتنقل في ارضه من دون قيود ومعوقات. وبحكم تواجد شعبنا في جميع ارجاء العراق، فان عملية استقلال الاقليم المرتقبة ” هذا لو اعطي الضوء الاخضر لتنفيذها من قبل الدول الكبرى” ستقوم بعزل واحتجاز الجزء المقيم في هذا الاقليم اداريا، واتباع الاجراءات الادارية باعتبارها دولة اثناء الانتقال من الشمال الى الجنوب وبالعكس، وبالتأكيد فيها من المعوقات ما تجعل شعبنا يتذمر من الاجراءات الادارية، والامنية عند حدود الشمال والجنوب، لأنها ستحد من حريته في الانتقال عل ارضه الطبيعية، وتجعله ومع مرور الزمن بانه قد فقد ظله، لا بل حتى الظل تم تقسيمه، ما بين العرب والكرد. وبالنظر الى ان الكرد في الاقليم ينظرون اليه على انه كردي فانه من الطبيعي انهم سيسعون الى تكريد كل شيء، حتى اللغة ستكون هي اللغة الرسمية في البلاد، وسيتم اجبار الجميع على تعلم لغتهم باعتبارهم “كردستانيين”، وهذا ما هم يفعلونه الان فكيف سيكون الحال ان استقل الاقليم ؟ بالتأكيد سيكون الضغط اكبر واشد. وهنا بالإمكان تخيل ما الذي سيحصل عندما يريد احد من ابناء شعبنا الذهاب الى حيث اهله في الاقليم، لزيارتهم، وهو الموظف في دولة الجنوب، فالفيزا ستفرض، والاقامة ستحدد، وسيضطر الجميع من غير ساكني الاقليم الى اتباع الاجراءات الادارية للحصول على الفيزا:
الموظف: مرحباً
سفارة “كردستان”: اهلا … تفضل !
الموظف: اريد اخذ فيزا، وهاي استمارة التقديم.
سفارة “كردستان”: ليش تريد تاخذ فيزا … شعندك هناك ؟
الموظف: رايح زيارة لاهلي واقاربي بسرسنك !
سفارة “كردستان”: منو عندك من اقاربك هناك ؟
الموظف: اهلي … امي وابوية واخواني وعمامي وهواية من كرايبي !
سفارة “كردستان”: وليش انت عايش ببغداد وهما بـ”كردستان” ؟
الموظف: اني اشتغل موظف ببغداد !
سفارة “كردستان”: وليش ما تشتغل بدهوك ؟
الموظف: قدمت على شغل بدهوك، بس يردوني احجي كردي !
سفارة “كردستان”: أي .. وشكو بيها احجي كردي ؟!
الموظف مبتسماً: مو اني ما اعرف كردي !
سفارة “كردستان” مستغرباً: شلون ما تعرف كردي اذا كل اهلك عايشين بـ”كردستان”؟!
الموظف: هاي قصة طويلة… بس اني درست ببغداد وتخرجت من بغداد، لهذا ما اعرف كردي ؟
سفارة “كردستان”: روح تعال بعد اسبوع !
الموظف: ليش بعد اسبوع ؟ اني بس موجود بالسفارة دا اقدم على الفيرا ومجاي اشوف احد غيري هنا … شدعوة اسبوع ؟!!
سفارة “كردستان”: اجراءات امنية … لازم نسأل ونشوف منو انت، بلكي تطلع ار*ها*بي !!!
الموظف: ويا يوم شفت واحد مسيحي ار*ها*بي بالعراق كله ؟!
سفارة “كردستان”: ما شفت بس هاي اجراءات امنية !
الموظف : أي بس شراح يبقى من اجازتي اذا انتو طيرتو اسبوع منها ؟؟!!!
سفارة “كردستان”: هاي مو مشكلتنا، اهم شي المحافظة على الامن بـ”كردستان” !
الموظف : يعني الامن هذا اني راح ازعزعة لانه رايح ازور اهلي وناسي ؟!
سفارة “كردستان”: تفضل اخي … روح وتعال بعد اسبوع !
خرج الموظف مطأطأ الراس لا حول له ولا قوة مسلما امره لله، وصابرا على مرِّ الزمان وتقلباته.
وبعد ثلاثة ايام اختلف الجانبان، العربي والكري، وتوترت العلاقات، وزادت المشاحنات، والانكى من هذا والذي اقلق الموظف، ان سفارة “كردستان” قد اغلقت ابوابها، واضحى الموظف ما بين حانة العرب ومانة الكرد … وراحت اجازتك يا صابر، وصارت شوفة الاهل في خبر كان !
هذه ابسط صورة لما هو متوقع من انفصال الاقليم وتأثيرها على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المتواجدين ما بين الشمال والجنوب العراقي، ولكن المعاناة سوف تكون بالتأكيد اكبر من هذه الصورة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!