الحوار الهاديء

المجلس الكلداني السرياني الاشوري والتطاول على ايماننا المسيحي

د. عبدالله مرقس رابي

المجلس الكلداني السرياني الاشوري

والتطاول على ايماننا المسيحي

د. عبدالله مرقس رابي

باحث أكاديمي

                    في البدء أود الاشارة الى أن عبارة” التطاول على أيماننا المسيحي ” الواردة في عنوان المقالة ليست من أجتهادي، بل مُقتبسة من بيان البطريركية الكلدانية ( الرابط ادناه).

من متابعة أخبار الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة تفاجأ الجميع بما جاء في خطاب السيد ( سلوان جميل السناطي ) مدير مؤسسة باب*لي*ون الاعلامية وهو نجل السيد ( جميل زيتو) رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، وذلك أثناء أقامة أحتفالية الترويج للقائمة المرقمة 113 التابعة للمجلس المذكور، في 27/4/2018 حيث جاء في خطابه الح*ما*سي عبارة( عمل سركيس بقدر عمل المسيح)!!! وهناك اشارات أخرى لرداءة الخطاب وأفتقاره لابسط أسس الخطابة  والافكار العلمية  ولا ترقى الى مستوى صاحبها كمدير مؤسسة أعلامية لم ينتبه أحد اليها كما سابين أدناه.

عمل سركيس بقدر عمل المسيح

لا أدري كيف تجرأ مسيحي واعلامي ان يُشبه المسيح له المجد بالبشر؟كل مسيحي تغذى بتعاليم المسيحية منذ صغره وكل واحد منا قرأ الانجيل لعدة مرات ،ولا يمكنه أن يشبه المسيح بأحد من البشر مهما كان، وحتى الاساقفة يُطلق عليهم رسل المسيح ولم نر يوماً احدا شبههم بالمسيح،فكيف نشبه انسان عادي مثل سركيس آغا جان الذي عمل تنفيذا لما تحتم عليه موقعه الوظيفي كوزير في أقليم كوردستان ،أي ما قدمه ليس من لدنه بل مما خُصص للمسيحيين في الاقليم من الاموال التي دخلت ميزانيته من مصادر معينة ، والكثير لايزال حائرون في تحديد حجم المبالغ ومصادرها.

المعلوم الظاهر للعيان كما هو متداول أعلامياً المبالغ الضخمة أُنفقت على تعمير بعض القرى المسيحية ودرجة البنيان للمساكن كانت بمستوى ردىْ بتصريح من ساكنيها أنفسهم ، وتقديم بعض الخدمات هنا وهناك.ومبالغ أخرى ذهبت لكسب بعض السياسيين والاحزاب من الاثنيات الثلاث الكلدانية والاشورية والسريانية لتأييد العقيدة الايديولوجية السياسية التي أقرها المجلس الكلداني السرياني الاشوري الذي أسسسه سركيس آغا جان نفسه والعمل تحت مظلته.ولا أشكالية هنا لانهم سياسيون وهم يبحثون عن مصالحهم ،بل الاشكالية والمأساة هي قبول بعض المثقفين من أبناء شعبنا ورجال الدين من كنائسنا في العراق مبالغ لكسب ودهم وتحديد مواقفهم وأفكارهم وفق سياسة المجلس المذكور والامثلة عليها كثيرة . هذا ما عمله السيد سركيس،ولو أتيحت الفرصة لايُ كان بمثل موقعه لعمل هذا- واعتقد أنه خطأ كبير عندما نقول عملها سركيس- لو لا حكومة الاقليم تُقرر، فلا قوة وسلطة له لكي يتصرف كما تصرف بالاموال لعملها أحد من ممثلي ووزارء شعبنا في الاقليم والحكومة المركزية،بالطبع لايمكنهم لعدم تخصيص مبالغ لذلك الغرض.

أما المسيح له المجد

لم يبن القصور الفخمة ولا مستشفيات ولا مخازن ولم يقدم هدايا للرومان والسلطة والكتبة آنذاك ليكسبهم بالخديعة ويقنعهم بتعاليمه السماوية، بل كان متجولا في البراري وطرقات المدن والقرى المختلفة شبه حافياً مُبشراً بقرب ملكوت الله وعمل المعجزات وعرف نفسه وفقاً الى ما جاء في الانجيل بأقواله:

أنا هو القيامة والحياة ، أنا هو الطريق والحق والحياة، أنا الراعي الصالح، أنا نور العالم، أن عطش أحد فليأت أليّ .

فأين يا ترى اخ سلوان الاعلامي مكانة سركيس لتقارنها مع المسيح ؟هل بأمكانك أن تخبرنا من الانجيل لتصور لنا القصر الفخم الذي عاش فيه المسيح له المجد وعدد خدمه ومركباته وحراسه وتقارنها مع القصر الفخم الذي يعيش فيه سركيس وحراسه وخدمه ومركباته الفاخرة ؟ هل بأمكانك أن تخبرنا بمعجزة أقامها سركيس كما عمل المسيح؟ هل تخبرنا أخي صفة لسركيس عن ما ذكر عن نفسه المسيح المبينة أعلاه وغيرها مما ورد في الانجيل؟تشبيهك هذا بين البشر وبين المسيح الاله المتجسد بمعنى علينا عبادة سركيس آغاجان والخضوع لتعاليمه.

لم يتجرأ أحدُ أن يُشبه  بشراً بالمسيح له المجد، حتى المسلمين لايتجرأون على ذلك فهم يؤكدون في عقيدتهم على أن ” المسيح هو روح الله” وهو المسيح الحي.لاحظ أخي القارىء يأتي مسيحيً ويشبه بشراً بالمسيح روح االله لاجل الترويج لكسب مناصب دنيوية زائلة.فاذن أنت لست مسيحياً ،ولا يمكن أن يقبل أفكارك حتى المسلمين لانها تُخالف عقيدتهم الدينية.ولا تحتاج عبارته المؤلمة هذه التي تمس كل مسيحي أية تأويلات بلاغية لغوية ،أذ يبدو صاحبها ليس بليغاً باللغة العربية ومتقناً لها كما تبين من خطبته الضعيفة لغوياً لكي نؤولها بلاغية.وعجبي كيف سكت السامعون له لبدعته هذه ، يبدو ان الاموال التي سبق ان مُنحت لهم غدرت عقولهم فبدلاً من الاحتجاج صفقوا له.

العيب

مرات كرر في خطابه سلوان جميل السناطي عبارة” عيب علينا” هذه عبارة لا ترتقي بمستوى مدير مؤسسة وأمام جمهوره الذي لم يعكس أليهم أحترامه.كلمة العيب تتردد على لسان الناس العاديين في جلساتهم الاجتماعية في البيوتات والمقاهي ،كلمة تُقال من قبل الوالدين وكبار السن للصغار والمشاكسين والمنحرفين لردعهم وتنشئتهم ،ولا تُقال في مناسبات اعلامية رسمية وأمام جمهرة من المثقفين وكبار السن وبمناسبة الترويج لقائمة أنتخابية.

الاثنيات الثلاث

الكلدان والاشوريين والسريان بوضع الواوات بين تسمياتهم الحضارية الذين هم جميعاً أجزاء من شعب بلاد النهرين لا تجعل الواوات منهم تقسيماً ولا أعداءأً كما تتصور فالخطأ بعينه هو ما قلت في خطابك ، فالاخرون لم يفرقوا بل يعتزون باثنياتهم الحضارية ،ووحدتهم ليست بدمج تسميتهم بل بالاحترام المتبادل بينهم وقبولهم لبعضهم البعض وتوحيد خطابهم ومواقفهم والعمل معاً كجماعة واحدة. ،وعليه يبدو ” سلوان السناطي” يفتقر الى أبسط المعلومات العلمية عن التاريخ والحضارة والانثروبولوجية والاجتماع والنفس البشرية  لانه لم يتمكن من التمييز بين مفاهيم الشعب والاثنية والعرق والامة والمشاعر الانسانية الانتمائية وكيفية تكوينها وصقلها.وما جئت به من مثل ، في قولك كيف تصوت المرأة لقائمة معينة اذا اختلف انتماؤها الاثني عن انتماء زوجها فهو خطأ ،فما هو الضرر ان تصوت المراة مثلا للقائمة الكلدانية والرجل للقائمة الاشورية او السريانية فهما احرار في مواقفهما وافكارهما ،والا اذا تعتقد على المراة ان تُساير زوجها بهكذا حالات فهذا هو تخلف حضاري بعينه ، فالمراة في المجتمعات الحضارية المتقدمة لا يُشترط أن تصوت لنفس قائمة الحزب الذي يصوت لها زوجها سواء أختلفا في اثيتهما اولا، ولا ينظرون الى ماهية أثنية اغلبية اعضاء الحزب او رئيسه. فكل واحد من اعضاء الاسرة حر في اختياراته.

ابناء الاثنيات الثلاث لهم حالات زواجات مختلطة منذ سنوات طويلة ولا أشكالية بينهم لان زواجهم مبني على الحب وليس على الاصول الاثنية ،وهذه الزواجات تعيش بسعادة وانسجام .انما المجلس بافكاره هو الذي فرق ويحاول بين ابناء الاسرة الواحدة او القرية الواحدة او العشيرة الواحدة .حيث أثار هذا الموضوع الذي لم يفكر أحد به.

تحليلك للواقع

الواقع السياسي والامني لا يمكن لاحد من احزابنا ان يتحداه ،ولا المجلس الشعبي يمكنه أن يعمل شيئاً ويحرك ساكناً ،ان شعبنا يعاني من الضعف الديمغرافي والقوة فلا يمكننا تحدي القوى المتنفذة المحيطة بنا في العراق والاقليم ،فقولك ان المجلس الشعبي هو الذي يتحدى لكي تنال الاثنيات الثلاث حقوقها فهذا غير موجود بالواقع ،ولا أعتقد ان ما تم الحصول عليه من الحقوق هو لاجل عيون الاحزاب بل لاجل الكنيسة ومكانتها في المنطقة .

الكنيسة لم تتدخل بالسياسة كما أشرت ، وجنابك متوهم ، ويبدو انك لا تميز بين التدخل بالسياسة ورسالة الكنيسة في النداء من اجل تحقيق العدالة بين البشر والمطالبة بحقوق رعاياها عندما ترى انهم مظلومين، وبهذا الصدد أين كان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومؤسسها الذي أعتكف في قصره ، أثناء تهجير ابناء القرى المسيحية من الموصل وسهل نينوى، وحتى الذين هجروا من المدن الوسطى والجنوبية من المسيحيين وقصدوا قراهم الاصلية في الاقليم لم يشملوا بمكرمة سركيس اذا صح التعبير في منحهم للبيوت، فتعرضوا الى المعاناة في مجال الاسكان وهذا ما حدث في منكيش بحسب علمنا من قبل اهلها مباشرة الذين نزحوا من بغداد. والكل يعرف ما الدور الذي أضطلعت به الكنيسة ورجال الدين وفي مقدمتهم غبطة البطريرك مار ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية  في الرعاية والمناشدة لجمع الاموال واسكان المُهجرين ،وهذه المفارقة لا تحتاج الى التفصيل ،فاصبحت واضحة وجلية للجميع.

وفقاً لما تحدث به الاخ سلوان السناطي في خطابه للترويج لقائمة المجلس ذي الرقم 113عليه أن يقدم اعتذاره للمسيحيين لانها مست مشاعرهم وعقائدهم الايمانية بكل وضوح وعبر وسائل الاعلام المختلفة . ولما كان خطاب “سلوان جميل السناطي”بمناسبة الترويج لقائمة المجلس المذكور اعلاه ، وأنه عضوا فيه وبمناسبة رسمية عليه يعتبر  المجلس متمادياً على الايمان المسيحي.ومطلوب منه الاعتذار أيضاً..

http://saint-adday.com/?p=23469

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!