مقالات دينية

عطايا عيد التجسد الإلهي 

عطايا عيد التجسد الإلهي 

بقلم / وردا إسحاق قلّو 

عطايا عيد التجسد الإلهي 

( لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ، ويدعى اسمه عجيباً ، مشيراً ، إلهاً قديراً ، أباً أبدياً . رئيس السلام ) ” أش 9: 6-7 ” 

فلما تم الزمان المقرر للتجسد ، أرسل الله إبنه الوحيد ليولد من إمرأة في مدينة داود ، ولد من إمرأة وليس من نسل رجل ليسحق رأس الحية . ذكر الرسول بولس في (غل 4:4 ) لفظة ( إمرأة ) ولم يقول يولد من العذراء كما كتب النبي إشعياء في ( 14:7 ) وذلك لكي يربط القصد مع سفر التكوين ( 15:3 ) بأن نسل المرأة سيسحق رأس الإبليس أو الحية . ولد المخلص تحت الناموس ليفتدي الذين هم تحت الناموس فينالوا التبني . 

   الروح القدس الذي حل في العذراء بعد أن أعلنت موافقتها للملاك فبدأ الروح يتخذ جسداً إنسانياً ليختلط الله الروح بجسد الإنسان ، فإن مسيحنا المتجسد فينا هو الوسيط بين الله الآب وبين الإنسان ، وهو الذي يكسو الإنسان فيرشدهُ إلى الآب . فالمسيح الذي أخذ ما للإنسان ، جعل الإنسان أن يأخذ ما هو للمسيح .

   أعظم عطية نالها الإنسان من الإله المتجسد هو الخلاص وصار كل مؤمن إبن الله بالتبني . فعلى كل مؤمن أن يشكر الطفل الإله في يوم مولده لأنه عطية الله للإنسان الذي أحبه ويريد خلاص الجميع .  

   طلب الملاك من مريم ويوسف لكي يدعى الطفل المولود ( يسوع ) أي ( يهوه يخلص ) لأنه سيخلص شعبه من خطاياهم ( مت 21:1 ) فيتحررالإنسان من الموت الأبدي الذي هو آخرعدو يبطله المسيح بقوته ( 1 قور 26:15 ) .  

   في يوم ميلاد المسيح بيننا ظهر الله في الجسد ” 2 تي 16:3 ” (وفيه حل كل ملْ اللاهوت جسدياً ) ، فعلينا نحن المؤمنين به أن نهىء قلوبنا لكي يحل فيها ” أف 17: 3 “وهو يطلب من الجميع أن تفتح له أبواب القلوب ليدخل إليها ( رؤ 20:3 ) ، فعيد الميلاد هو عيد التجسد الإلهي في بني البشر ، وميلاد المسيح هو عيداً شخصياً لكل مسيحي لكي يولد لا في المغارة في في قلب المؤمن بسبب إيمانه فتظهر حياة المسيح فيه عملياً ليصير عضواً حقيقياً في جسد كنيسته المقدسة فيظهر في حياتنا الفرح والسلام والتواضع وإنكار الذات من أجل الخلاص ، بل يتجسد في المؤمنين روحياً ليصبحوا معه جسداً واحداً ، وفي الإفخارستيا أيضاً نصبح معه جسداً واحداً . 

  شعب إس*رائي*ل الذي كان ينتظر ميلاده ، لم يكن يجهل مجيئه لكنه  نكرهُ ولم يهيء له منزلاً لائقاً لكي يولد فيه كما يليق بالمسيح المنتظر لأنهم لم يفرزوا زمن المجىء من النبؤات رغم طلب هيرودس الملك منهم بسبب المجوس القادمين للسجود له . ولد ملك الملوك في مسكن الحيوانات التي استقبلته في مذود صغير ، وفي جو هادىء ، وبتواضع يفوق الوصف  لكي يُعَلِّم العالم الدرس الأول في التواضع والفقر ، هذا الذي قال لنا ( تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب ) ” مت 28: 11 ” . ومن أجلنا تواضع وصار فقيراً وهو الغني لكي نستغني نحن بفقره ( طالع 2 قور 9:8 ) واستمر في التواضع من يوم مولده إلى ساعة موته ، هذا ( الذي كان في صورة الله . وضع نفسه وأطاع حتى الموت . موت الصليب ) ” في 2: 5-10 ” فلنعلم منه البساطة والتواضع لكي نتحرر من حب الذات والكبرياء والكرامة الشخصية ونقتدي بالطفل الإلهي العجيب في إتضاعه وفقره وتعليمه الذي يقودنا نحو العظمة الحقيقية ، فقال ( من أراد منكم أن يكون عظيماً فيكم ليكن للجميع عبداً وخادماً ) فإنكار الذات يجعل الإنسان أن ينسى نفسه من أجل محبة الله أولاً ومحبة القريب ثانياً . 

  ميلاد ملك السلام أعطانا السلام لأنه إله السلام ( رو20:16 ) وقد نشر السلام في العالم كله بالمحبة دون ان يسفك قطرة دم أو حمل السيف للتهديد .  

 في يوم الميلاد بشر ملاك الرب الرعاة بفرح ميلاد الطفل الإله في المذود ، وكان فرح عظيم لا يوصف ، بل هو أساس وأعظم من كل أفراح العالم لما يحمل من معاني ودروس لها غاياتها لخدمة البشر . وبعد زيارة الرعاة الفقراء جاءوا المجوس الأغنياء من المشرق ليؤكدوا للملك الروماني ولقادة اليهود بأن المسيح الملك قد تجسد فأين هو ملك اليهود ؟  لكن كهنة اليهود الذين بحثوا عن الخبر ومكان مولد المسيح قالوا للملك أنه سيولد في بيت لحم دون أن يبحثوا عن زمن مجيئ مسيحهم المنتظر علماً بأنهم خاصته ، وخاصته لم تقبله ، إنما قبلوه الغرباء الذين زاروه  وكرموه فقدموا له ( ذهباً ولباناً ومراً ) ” مت 11:2 ” كما قدموا له إيمانهم فسجدوا له . كان لهداياهم رموز لأهداف عميقة . ف ” اللبان ” يشير إلى كهنوت المسيح ، لأنه رئيس الكهنة الذي يرمز أيضاً إلى كهنوت هارون بسفك دمه ليصبح آخر ذبيحة دموية . أما ” المر ” فيشير إلى آلامه الفدائية . والذهب يرمز إلى أنه ملك . لقد أشركنا المسيح في أثنين من هذه العطايا وهما ( اللبان والمر ) أي العبادة والآلام .  والأثنين في السماء هما ( الذهب واللبان ) أي الملك والعبادة . ولأجل خلاصنا علينا أن نولد ولادة جديدة ونموت مع المسيح في مياه المعمودية لكي ننال الخلاص . قال الرسول بولس ( شاءت رحمته أن يخلصنا بغسل الميلاد الثاني والتجديد الآتي من الروح القدس ) ” طي 5:3″ . المسيح لم يولد من نسل إنسان ، بل من الروح القدس ، هكذا الإنسان المولود من الجسد ينبغي أن يولد ولادةً جديدة من الماء والروح . أما الذي لا يلد من الماء والروح لا يدخل ملكوت الله لأنه لم يموت ليدفن مع المسيح ولم يقوم معه ( يو 3: 3 ، 5 ) .  

ليتمجد أسم الإله المولود فينا 

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 ”  

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!