مقالات دينية

يوحنا المعمدان ومعمودية الماء

يوحنا المعمدان ومعمودية الماء

بقلم / وردا إسحاق قلّو

   قال يوحنا ( أنا أعمدكم بالماء ، وأما هو فيعمدكم بالروح القدس )

يوحنا المعمدان ومعمودية الماء

تحتفل الكنيسة الكلدانية في يوم 7 كانون الثاني بتذكار مار يوحنا المعمذان ، أي بعد يوم من عيد عماذ الرب على يد يوحنا في نهر الأردن .

   بعد غطاس الرب يسوع في مياه الأردن وصعوده من الماء بدأ الظهور الإلهي ( ظهور الأقانيم الثلاثة )  ليعلن الله الآب بنوية المسيح ( هذا هُوَ إبني الحَبيب الذي عنهُ رَضيت ) ” مت 17:3 ” ويوحنا شهد على هذه الحقيقة وقد شاهد الروح القدس يهبط من السماء في هيئة حمامة ، إستقرت على المسيح . ومن هنا بدأ كشف سر آلوهية المسيح الذي هو الأبن الوحيد للآب كما جاء في كثير من الآيات مثل ( الله لم يره أحد قط . الإبن الذي هو خبّر ) ” يو 18:1 . 16:3 ) .

   طلب الرب يسوع من يوحنا أن يعمده كبقية الخطاة القادمين التائبين الذين كانوا يعترفون ليوحنا بخطاياهم ومن ثم كان يعمدهم . في طلبه نجد تواضعاً عجيباً ، كيف السيد يطلب من العبد ، كيف الخالق يطلب من المخلوق . هكذا تميزت صفات رب المجد بالكمال المطلق أمام خلائقه وأراد أن يعلمنا دروس مهمة في التواضع لكي نقتدي به ، لهذا قال :

( تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ) ” مت 19:11″ .

   معمودية يوحنا كانت معمودية التوبة من الخطايا ، ومع أن يسوع لا خطيئة له ليعترف ويتوب عنها ، فلم يعترف ليوحنا بأي خطيئة لأنه قدوس الله ، ومعصوم من الخطيئة ، فسبب طلبه للعماد الذي لا يحتاج إليه كان ليشبه أخوته البشر في كل شىء ( طالع عب 17:2 ) ولكي يعطينا درساً جوهرياً مهماً في ضرورة التوبة المستمرة لخلاصنا والتي هي الخطوة الأولى التي تقربنا من الله ، ويسوع أكد لنا أهمية التوبة ، فقال ( إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ) ” لو 13: 3.5 ” . والرسول بطرس قال ( فتوبوا وإرجعوا لكي تغفر خطاياكم  ، فتأتيكم من عند الرب أيام الفرج ) ” أع 19:2″ .

    نقول : هل تأكد يوحنا بأن الذي يطلب منه المعمودية هو المسيح المنتظر لهذا حاول أن يمنعه من العماد ، بل طلب هو منه أن يعمدهُ ؟

   لكن يسوع قال له ( إسمح الآن … ) . لعل يوحنا تذكر في تلك اللحظات ما سمعه من أمهِ القديسة أليصابات إنه سجد للمسيح وهو جنين في شهره السادس في بطنها عندما زارتها القديسة مريم لتساعدها في تلك الأشهر الأخيرة من حملها ( لو 1: 43-44 ) . كما يتذكر يوحنا أيضاً أمه عندما هتفت بالروح القدس وقالت لمريم ( من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ ! ) .

   عندما رأى يوحنا الروح القدس من دون الحاضرين يحل على يسوع على هيئة حمامة نورانية ، تحققت نبؤة إشعياء النبي ( روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين … ) ” 61: 1-3″ وهذا النص  قرأه السيد المسيح بنفسه في مجمع الناصرة وشرحها وطبقها على نفسه قائلاً ( أليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم ) ” لو 4: 16-20 ” فأثار كلامه غضب الحاضرين فحاولوا إلقائه من الجبل .

   في معمودية يوحنا المعمدان دروس مسيحية تعلمنا الأدب والذوق واللياقة وإحترام من هو أرفع منا شأناً ، وإحتران الناس والتواضع حتى أمام الفقير فلنعيش فضيلة التواضع والإحترام ونعلمها للآخرين في مسيرة حياتنا الزمنية .

   توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!