الحوار الهاديء

وهكذا سحب البطرك مار ساكو البساط من تحت اقدام زوعة بدعمه لائتلاف الكلدان حكما.  

عبد الاحد قلــو   
في بعض الاحيان يكون لبعض الاسماء معنى يختلف من لغة عن اخرى. ففي مكالمة هاتفية حصلت بيني وزميل مهندس يعيش في بغداد قال مازحا: ماهذا المرض الذي حل لبعض اخوتنا المسيح  بكثرة زواعهم بعد ان كثر ترديد كلمة زوعة على مسامعنا من قبل  ممثليكم في البرلمان ولا اعرف ان كان يحتاج الى دواء خاص يوقف زواعهم ويشفون ويريحوننا.مما اضطرني الى ايضاحه بان تسمية زوعا تعني في لغتنا الكلدانية الفصحى بمعنى الحركة وهو الاسم الاول لتنظيم مسيحي رئيسه الدائم ثابت ولايتزعزع.
وقد استغرب مدعيا  ولكن انتم المسيح تدعون بالديمقراطية وربما انه قائد قد لبى طموح من يمثلهم بتحقيق حقوقهم المهضومة..فقلت على العكس من ذلك فقد زادت مصاعب شعبنا بعد تصديق احد مقربيه  على القانون الجعفري عند توزيره لضمان ولائهم للكتلة الشيعية في عهد المالكي (بالمناسبة زميلي علماني عابر للطائفية) والذي قضي بذلك على اصلاح الفقرات من الدستور التي كانت تجرد المسيحي من الحفاظ على دينه عند اسلمة احد الابوين في العائلة ولذلك تفاقمت هجرة شعبنا خارجا..
وقد اعرب عن اسفه بقوله بانكم كنتم الورود فيما بيننا ورحيلكم سيبقي الاشواك تغرز فيما بينها.. ومصير بلدنا زاحف نحو المجهول مجهول والله الساتر..وبعدها حصل بيننا كلام اخر انهت كلامنا بعده.
وبالعودة الى عنوان مقالنا هذا. فقد انهى غبطة البطرك ساكو الابواق النشاز التي طبل لها اعوان زوعة عندما ذكر غبطته في كلمة له في قداس اقامه في كنيسة مار بطرس / ساندياكو الاميركية في معرض كلامه عن الوضع العام في العراق متطرقا الى تردي اوضاع شعبنا المسيحي السيئة مع عجز ممثليهم في البرلمان لتحقيق مطالبهم للعيش بكرامة.
ومنوها ايضا عن ان زوعة مستقلة بقراراتها وبدون توافق وبمعزل عن الحزيبيات المسيحية الاخرى الذين لهم ممثلين في البرلمان العراقي. ولكن جماعة الزوعة استغلوا كلمة مستقلة بادعائهم بان البطرك يقصد مستقلين بقرارهم وعدم خضوعهم لاي كتلة مهيمنة على القرار السياسي في العراق. في الوقت الذي يعرف غبطته والعراقيين جميعا بولاء زوعة للكتلة الشيعة الحاكمة..! فلماذا تراوغون يا زوعويين..?
ولقطع الشك من اليقين وبعد ان راى البطريرك مار ساكو تحريف معنى مقصده في اعلامهم المشبوه وبعد حيفه على وجود الكلدان بالغالبية في زوعة معتبرا ذلك حرام..حرام…ارتئ ان يعلن في بيان له بدعمه لاتلاف الكلدان الذي سيمثل الكلدان وبقية اطياف الشعب المسيحي طلبا للتغيير بعد الياءس من الموجود التعبان ومنذ 2003 ولاناقة حصلت ولاجمل.
وكما هو واضح فان ائتلاف الكلدان مستقل لكونه تشكيل جديد ويعتمد على اصوات شعبه الكلداني ومسيحيي العراق عامة ليفوز باكثر من مقعد ان كان للنزاهة دور يذكر.. ولكن هل تسمح شلة الفساد تحقيق تلك النزاهة..!?
واخيرا اليكم تصريح البطرك مار ساكو حول دعوته للمشاركة في الانتخابات  ودعمه لاتلاف الكلدان المنشور في موقع عنكاوا كوم:

البطريرك مار ساكو يدعو الى التصويت بكثافة ويعلن دعمه الائتلاف الكلداني في الانتخابات القادمةعنكاوا كوم ـ خاصاعلن البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل الاول ساكو في لقاء له مع قناة سي بي سي الكلدانية بمناسبة مرور خمس سنوات على رسامته بطريركا دعمه لائتلاف الكلدان الانتخابي.

ففي معرض اجابته عن موقفه من إئتلاف الكلدان الانتخابي قال:
ـ اكيد انها خطوة مهمة جدا ان يكون المكون الكلداني والشعب الكلداني ممثل بقوة في البرلمان العراقي اسوة بالاخرين الذين هم اقل منا. وأضاف: كنا نتمنى من كل قلبنا ان تكون قائمة مسيحية واحدة يتفق الكلدان والسريان والاشوريين بحيث ينزلون بقائمة وباشخاص تكنوقراط نزيهين ومستقلين يخدمون قضية المكون المسيحيين ككل, وقضية العراق والهوية العراقية يكون له أولوية, يعملون من اجل بناء دولة قوية حقيقية ديمقراطية مدنية تؤمًن المواطنة للكل, مع البرلمانيين الاخرين.

واستطرد موضحا حالة الانقسام الحالية: لو رجعنا لوجدنا ان العراقيين كلهم منقسمين السنة والشيعة والاكراد منقسمين, والمسيحيين أيضا منقسمين.

وعن موقفه من القوائم والمرشحين أوضح مار ساكو:
نحن لا نستطيع ان ندعم قائمة واحدة دون الاخرين. ككنيسة لا نريد ان نربط العملية الانتخابية في تحديد(تفضيل) شخص على شخص او قائمة على قائمة. ثم اضاف: هذا يبقي على الناس, أتمنى ان يذهب الناس بكثافة الى التصويت ويصوتون لمن هو الأنسب والاجدر لهذا المنصب بغض النظر ان كان من هذا الحزب او ذاك. واختتم كلامه في هذه الموضوع قائلا: فنحن اكيد أيضا ندعم الائتلاف الكلداني ونتمنى له كل التوفيق, من دون ان يوضح ان كان يعني “بنحن” هو كشخص فقط  او سينودس الكنيسة الذي كان مجتمعا في روما.

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!