مقالات دينية

نبؤات ورموز عن التجسد في أسفار الشريعة والأنبياء

نبؤات ورموز عن التجسد في أسفار الشريعة والأنبياء

بقلم / وردا إسحاق قلّو

كان لله تدبيراً لخلاص الإنسان الساقط في الخطيئة لكي يعيد علاقتهما. بدأ إعلان خطته برموز ونبؤات كثيرة عن تجسد إبنه الذي سيخلص العالم ، فهذا الموضوع فكرته موجودة في أسفار العهد القديم وبتفاصيل مذهلة وصريحة ، فأشعياء النبي أعلن أسم المولود من العذراء ، والمقصود من كلمة العذراء تحديداً هي ( مريم ) ، فقال ( يعطيكم السيد نفسه آية ” أي معجزة ” ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو اسمه عمانوئيل ) ” أش 14:7″ . كذلك تنبأ ميخا النبي عن المكان الذي سيولد فيه الطفل الإلهي في قرية بيت لحم الصغيرة . ويضيف قائلاً ( ولكن مخارجه منذ الأزل ) ” مي 2:5 . و مت 5:2 ” . وهناك رموز كثيرة ترمز إلى المسيح والعذراء ، كالعليقة المشتعلة دون أن تحترق ( خر 3: 2-14 ) فمنظر وجود النار في الشجرة دون أن تحترق أثار إعجاب موسى ، والذي كان يرمز إلى وجود الله في أحشاء مريم ، أي إتحاد اللاهوت بالناسوت في جسد يسوع الإنسان ، ويسوع المسيح هو الله الذي قال عنه الكتاب ( إلهنا نار آكلة ) في أحشاء مريم دون أن يمسها بأذى . تجسد يسوع في العذراء له مبرراته لكي تُعَرِفنا بصفات الله وأعماله ، ولإتمام عمل الفداء . كما أن الإنسان هو تاج الخليقة وهو أفضل من الشجرة والله تجسد فيه لكي يخلصه بدمه . يوجد في العهد القديم مئات النبؤات عن المسيح وحده مع وجود عشرات الرموز عنه . وأشهر تلك الرموز هو سّلَم يعقوب النازل من السماء ، فالمسيح هو النازل من السماء ، وفي الوقت الذي كان على الأرض كان في السماء أيضاً لأنه السلم الذي يربط بين السماء والأرض ، وهذا ما قال لنقديموس ( وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، إبن الإنسان الذي هو في السماء ) ” يو 13:3 ” . كان رأس السلم الذي رآه يعقوب يمس السماء ، والملائكة صاعدة ونازلة عليها ، والرب واقف عليها ( تك 28: 12-17 ) فالسلم لا يحتاج إليه الملائكة لأنها أرواح مقتدرة على الطيران ، والرب يسوع فسّرَ هذا الرمز عندما قال لتلميذيه فيلبس ونثنائيل ( الحق الحق أقول لكم سترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان ! ) ” يو 51:1 ” وفي يوم تجسد المسيح نرى ظهورات الملائكة صاعدة ونازلة في مواضيع كثيرة ، منها ( البشارة – الميلاد – الهروب – وفي تجربة الجبل – وجثسيماني – ساعة قيامته – الصعود ) كما سيظهرون مع المسيح في مجيئه الثاني . إذاً سلم يعقوب كان رمزاً للمسيح المتجسد ليعَرفنا على الله الآب ، ويصالحنا معه بدمه على الصليب لكي يعطينا القدرة للصعود إلى السماء بسلم صليبه المقدس .
أما سفر دانيال فيخبرنا في إصحاحه الثاني أن الملك نبوخذنصر رأى حلماً مزعجاً جداً فأمر بإحضار السحرة والفلكيين والمنجمين والحكماء ، ليس ليفسروا له الحلم وحسب ، بل أن يسردوا هم له الحلم أولاً دون أن يخبرهم به وإلا سيمزقهم أرباً أرباً ! . أعترفوا بعدم قدرتهم قائلين لا يوجد مخلوق يعرف حلمه إلا الآلهة . لكن دانيال المخلوق كشف له السر بعد صلاته إلى الله الذي أخبره بتفاصيل حلم الملك وتفسيره ، فتمثَلَ أمام الملك وسرد له الحلم اولاً ثم فسره ، فقال له :
( رأيتَ أيها الملك وإذا بتمثالٍ عظيم ضخم كثير البهاء واقفاً أمامك وكان منظره هائلاً . وكان رأس التمثال من ذهب نقي ، وصدره وذراعاه من فضة ، وبطنه وفخذاه من نحاس ، وساقاه من حديد ومن خزفٍ . وبينما أنت في الرؤيا انقض حجر لم يقطع بيد إنسان ، وضَرَب التمثال على قدميه المصنوعتين من خليط الحديد والخزف فسحقهما ، فتحطم الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً ، وانسحقت وصارت كعصافة البيدر في الصيف ، فحملتها الريحُ حتى لم يبق لها أثر ، أما الحجر الذي ضرب التمثال فتحول إلى جبل كبير وملأ الأرض كلها ، ) ” دا 2: 31-36″ . فسر دانيال الحلم للملك وقال له ، أن الله أخبره بما سيحدث في آخر الأيام ، وأنه هو ومملكته بابل المرموز لهما في الحلم برأس التمثال الذهبي ، وبعده ستقوم مملكة أقل منه وهي مملكة مادي وفارس ( الفضة ) ثم مملكة الرومان ( الحديد ) وفي أيام هؤلاء يأتي الحجر المقطوع بغير يدين ( أي المسيح في أيام أغسطس قيصر من عذراء بدون رجل ) ويسحق تمثال الأزمنة ويذريه ويصير جبلاً كبيراً يملأ الأرض كلها ، أي تنشر المسيحية في العالم كله بالحق والحب والحكمة وبغير عن*ف .
ليتمجد أسم المولود من العذراء مريم

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!