مقالات دينية

شفاعة وإكرام الكنيسة لمار كوركيس الشهيد

شفاعة وإكرام الكنيسة لمار كوركيس الشهيد

بقلم / وردا إسحاق قلّو

شفاعة وإكرام الكنيسة لمار كوركيس الشهيد

اللوحة بريشة الكاتب

   يقصد بالشفاعة التذرع بالصلاة الفردية أو الجماعية من أجل المحتاج إلى العون . فعلاقة الله نع الإنسان ليست شخصية فقط مع الإنسان بل هي جماعية أيضاص . إذاً هناك صلاة تشفعية فردية تمارس في المخدع ، وصلاة جماعية ترفع من قبل جماعة المؤمنين إلى الله . هناك من يعتقد بأن شفيعنا واحد فقط وهو الرب يسوع . فهذا صحيح في موضوع كفارة الخطايا لأنه هو الشفيع الوحيد عند الآب ، وهو الذي بذل نفسه فدية لأجل خلاص الجميع ( 1 تي 5:2 ) لهذا تقول الآية ( ولنا شفيع واحد هو المسيح ) ” 1 تي 1:2 ” . أما في المواضيع الأخرى فالشفاعات كثيرة وتنوعة ، كشفاعة الروح القدس الذي يشفع فينا بأنات لا توصف ( رو 26:8 ) فالروح القدس المعزي يشفع في المؤمنين ( طالع يو 6:14 و 26:15 و 16: 13-14 ) . ك>لك العهد القديم يحمل لنا قصص كثيرة موومواضيع التي تتناول قبول الله لشفاعة أنبيائه ومختاريه كشفاعة أيوب البار ( أي 1 و2 ) . وشفاعة إبراهيم لأبيمالك ولسادوم وعامورة ، وتشفع موسى إلى الله لكي لا يمحي الشعب بعد أن صاغ له هارون عجل الذهب ليعبد . كذلك في العهد الجديد بدأ موضوع الشفاعة في عرس قانا من قبل الع>راء مريم وقبل الرب يسوع شفاعتها لأهل العرس . والكتاب المقدس يحثنا نحن المؤمنين لكي نصلي لبعضنا صلاة الشفاعة فيقول ( صلوا بعضكم لأجل بعض ) ” يع 16:5 ” وهكذا بالنسبة إلأى صلاة القديسين المنتقلين إلى عالم الأرواح كمار كوركيس الشهيد

  من يوم إستشهاد القديس مار كوركيس أخذت الكنيسة المقدسة بتكريمه وطلب شفاعته ، وبدأ الرسامون يعبرون عنه كفارس مغوار ، جميل الطلعة ، طويل القامة ، يمتطى صهوة جواده الأبيض ، وهو يطعن برحمه تنيناً كبيراً ( رمز الوثنية ) وذلك لكي يخلص إبنه الملك من براثينه ، ونرى في الصورة تلك الأميرة واقفة مرتعدة من التنين ، وأبواها يشرفان عليها من فوق الأسوار ، ويمجدان بطولة مار كوركيس ، ويتهلللان خلاف إبنتهما المح*بو-بة التي تمثل أبناء الكنيسة المقدسة المضطهدة في عهد الأمبراطور ديوكلينوس ، فقصة مار كوركيس ليست واقعية بل رمزية وتعني إنتصار هذا الشهيد البطل على الوثنية والعمل من أجل تحرر الكنيسة المقدسة المتمثلة في القصة والصورة على إبنة الملك العظيم الساكن في السماء .

    كثرت عجائب هذا القديس في الأرض كلها ، فسابقت الشعوب بتكريمه وذلك ببناء كنائس وأديرة ومذابح بإسمهِ إعترافاً بما قدم هو الكنيسة وبشفاعته وقوته . فالكنيسة الرومانية تعِدُهُ نصيراً للكنيسة الجامعة . أما الكنيسة الشرقية فتدعوه ب ( عظيم الشهداء ) ففي بلاد الرافدين تعد كنائسه الأكثر بين الكنائس وكذلك المذابح ، وهكذا بالنسبة إلى بلدان الشرق الأخرى وبريطانيا التي أتخذتهُ شفيعاً لها . فرنسا وروسيا يكرموه إكراماً عظيماً . وإيطاليا تعبره شفيعها الأكبر ، في مدينة البندقية بإيطاليا أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على إسمهِ . وشعب اليونان يعتبروه ( أمير الشهداء ) . أما الكنيسة البيزنطية فإتخذته في ما مضى شفيعاً لها في الحروب ، ونسَّبَت إلى شفاعته إنتصارات باهرة ، وكان يستنيانس الملك قد بنى على إسمهِ كنيسة فخمة في مدينة ( اللد ) مسقط رأسه .

أما القسطنطينية فقد إمتازت بإكرامه فكان فيها خمس كنائس على إسمهِ . وقسطنطين الملك هو الذي بنى الأولى منها . كذلك الإنكليز يكرموه أعظم تكريم ، إتخذته الملكة شفيعاً لها . كم دعي كثير من الملوك بإسمهِ . وظهر يوماً للملك ( ريكردوس الأول ) في حروبه ونصرهِ على أعدائه ، فإنتشرت عبادته في كل بلاد إنكلترا . وأمر المجمع الإنكليزي العام في أوكسفورد سنة 1222م أن يكون عيد القديس جاورجيوس إلزامياً في كل إنكلترا . كما جعله الملك أدوار الثالث الشفيع الأكبر لفرقة حاملي وسام ( ربطة الساق ) وهو أرفع وسام عند الإنكليز .

  كما إمتازت فرنسا بتكريمه فشادت القديسة ( كلوتيلد ) إمرأة كلوفيس ملك الفرنجة  ” الذي إعتنق المسيحية بعد زواجه منها ” هياكل وكنائس عديدة على إسمهِ . وذكر القديس غريغوريوس أسقف (تور ) أن عبادة هذا القديس كانت منتشرة جداً في فرنسا منذ القدم .

  وذكر تاريخ حياة القديس ( دوكتروفي ) أنهم لما دّشّنوا في باريز كنيسة القديس منصور أتوا بذخائر من عظام مار كوركيس ووضعوها فيها ، كما هو شفيع الكثير من المدن والقرى الفرنسية .

   القديس مار كوركيس هو من القديسين الشهداء العظام الذين تكرمهم الكنيسة وتلتجىء إلى شفاعتهم ونصرتهم الأكيدة في الشدائد والضيقات . . لقد أحسن واضعوا الترانيم الكنسية في طقوس الكنائس وتقام له مهرجانات خاصة . وفي كنائسنا يعد له ( طَبخة الهريسة ) التي يشترك في إعدادها الغني والفقير ، وتوزع إلى كل العائلات .

   ختاماً نطلب شفاعة القديس مار كوركيس اللابس الظفر لأنه إحتمل العذابات المجردة من الرحمة وإنتصر في تلك المعركة الأخيرة معركة الإستشهاد والموت في سبيل نشر كلمة المسيح وتثبيت مصداقيتها 

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” 16:1 “.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!