الحوار الهاديء

رؤية في معضلة المسيحيين العراقيين في ظل الاحوال السائدة وتناقضاتنا

د.عبدالله مرقس رابي      

 

 

رؤية في معضلة المسيحيين العراقيين

في ظل الاحوال السائدة وتناقضاتنا

قرأت المقال الرصين عن أحوال شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني في الوطن وعلى أرضنا التاريخية للكاتب المهتم في شؤون شعبنا “انطوان الصنا” وما أثار أنتباهي تعقيب الكاتب المهتم الاخر في شؤون شعبنا” كوركيس أوراها”. فعلا كانت قراءة صائبة للواقع الذي يمر به شعبنا في العراق عموماً وفي منطقة سهل نينوى التي أستحدثت في السنين الاخيرة سياسياً كمصطلح يتعاطى به .وما جاء في المقال من تحليل يستند على الواقع على الارض سياسياً وأجتماعياً .واتفق معكما في التحليل ودعوتكما لتعاضد ومساندة لابناء شعبنا والمسيحيين حتى لو بقى هناك اخر نفس في الوطن كل بحسب قدراته وامكاناته ، وهي دعوة صريحة من كلاكما وموفقة.

انما اعزائي انطوان وكوركيس انتباني الاستغراب بعد قراءة المقال هذا وتصريح غبطة البطريرك مار ساكو ،حيث لتاكيدكما على مقترح وخارطة الطريق لتحقيق الاستقرار والاماني والامان لشعبنا عن طريق استحداث محافظة ذات ادارة خاصة بشعبنا او اقليم وهذا ما تؤكده معظم احزاب شعبنا في كل المناسبات وتسعى اليه. وجدت التقاطع والاختلاف الواضح في خارطة الطريق التي تسعون من اجلها وتعدونها المفتاح الآمن لانقاذ ما تبقى من ابناء شعبنا على ارضه وما جاء به من خارطة الطريق غبطة البطريرك ساكو من خلال عبارته هذه:

(اقولها بكل وضوح أن المسيحيين يشجبون هذا الصراع، من أجل التغيير الديموغرافي، ويرفضون إدارة مناطقهم على أساس طائفيّ أو إثنيّ. انهم يطالبون بإدارة مشتركة من كل المكونات المتواجدة في المنطقة، على أن تعمل كفريق واحد وبانسجام للصالح العام. فالتاريخ يشهد على تعايش المسيحيين السلمي مع أبناء المنطقة، بالمحبة التي تعلموها من المسيح، ويَصبُون الى أن يبقى ذلك متماسكاً بقوّة. لقد حان الوقت لتحويل معاناة العراقيين إلى دروسٍ للتغيير الحقيقي في إدارة التنوع، وترسيخ المواطنة الحاضنة للجميع، وتطبيق القانون، وإحترام كرامة الانسان. فالحل الوحيد لأزماتنا هو أن نقبل أننا كلنا متساوون)

هنا يؤكد وبقوة وبصراحة غبطته رفضه لادارة المنطقة على اساس طائفي او اثني( بالمفهوم السياسي القومي) .انما معالجته لانقاذ شعبنا هو على اساس المساواة في المواطنة وادارة الدولة للمنطقة من خلال نقاطه الاخرى في التصريح ،وفي كل مناسبة يرفض غبطته تداول او الاشارة لتاسيس محافظة او اقليم خاص بالمكون المسيحي او لشعبنا الكلداني والسرياني والاشوري.وهو دائم الاعتراض عليه .

وانتما هنا تؤكدان على النقيض مما يؤكد غبطته ! فكيف تتحقق المساندة والمعاضدة لغبطته طالما هناك تقاطع بينكما وبينه فكرياً وعملياً في فلسفة رسم خارطة الطريق لشعبنا؟كيف مرت عليكما هذه المسالة المهمة جدا من وجهة نظري. وعليه قادني ذلك الى كتابة هذا التعقيب مفصلا وبمقال مستقل لطوله وربطه بأمور اخرى نبهني مقالك والتعقيب عليها.

هنا الصميم ونقطة الضعف التي اودت بشعبنا ان يُطرد من اراضيه ويُشرد ويهمش المتبقي منه ،هنا السبب الرئيسي في اهمال وعدم الاكتراث لما ينادي ويطالب به غبطة البطريرك ساكو ورجال الدين الاخرين.

وعدم الاكتراث لما ينادي به ويطالب به احزاب شعبنا السياسية وممثلينا .نقطة الصميم هي اختلافنا وتقاطعنا في الرؤى والمواقف الرسمية ومطالباتنا المتناقضة من الحكومة العراقية أو اقليم كوردستان.

بعض من احزابنا السياسية تطالب باستحداث محافظة خاصة ادارية بشعبنا ،اخرى تطالب بحكم ذاتي داخل اقليم كوردستان واخرى تطالب باقليم مستقل واخرى تطالب بامبراطورية على ارض الاجداد .والكنيسة ممثلة بتاكيدات البطريرك ساكو ترفض كل هذه المطاليب والتصريحات. ورجال دين مسيحيين اخرون يؤكدون على ذلك أي استحداث محافظة واخرون يرفضون.

يدل مما سبق أن الخلل هو فينا وليس من خارجنا ابداً، خلل في عدم اتفاقنا ولا اقول وحدتنا ،هذه صعبة التحقيق .هذا الاختلاف اشخصه وفقاً لمفاهيمي في علم الاجتماع السياسي كما يأتي :

الانفرادية في الرؤية وعدم تقبل اراء الاخرين والاخص لدى رجال الدين فهم يرسخون ورُسخ في عقولهم مبدأ ( أنا الكل بالكل هنا) ليس دينيا ومؤسساتيا بل حتى في الشؤون الحياتية الاخرى. فماذا يُفسر مثلا أصرار رجل دين على موقف معين دون الاكتراث لما يتفق عليه الاخرون. أ ليس مرض التسلط الوهمي أو الجموح في الانفراد في السلطة وهنا لا اعني أحد وانما كل من يسلك هكذا سلوك .

وهذا التسلط وحب الانفراد يسري على قادة احزابنا السياسية أيضاً، والاحداث من 2003 ولحد الان ومن المتابعة المستمرة كشفت الأغوار النفسية لقادة أحزابنا فهم رابضون على قمة أحزابهم السياسية ،كأنما هم ولا غيرهم مؤهلون لادارة الحزب السياسي.وهنا أيضا لا استثني أحد الا قلة سواء من الكلدان او الاشوريين او السريان.

مرض الكورسي والمصالح الشخصية كما وصفها غيري ،هذا المرض الذي يستشري بين ابناء شعبنا والاخص السياسيين .اذ كل ما يهم الافراد السياسيين في العراق والمسيحيين معهم بالتأكيد هو الحصول على الكورسي في مقدمة المؤسسة أو في أعلى السلطة متناسياً المبادىء التي من أجلها انضم الى الحزب أو رشح نفسه الى البرلمان . بل كل همه هو كيف يحصل على الكورسي وما هي المنافع التي يجنيها . بالاضافة الى ما يكتسبه من منافع بشكل رسمي وقانوني وقد يكتسب منافع اخرى بطرق غير قانونية من خلال استغلاله لسلطة الكورسي ،وبدليل واضح ،الارقام الخيالية التي يمتلكها من هم في االسلطة من مبالغ نقدية وممتلكات غير منقولة لا يتصورها العقل.هذه الانحرافات لمن هم في السلطة يطلق عليها علماء الاجتماع الجنائي ( جرائم ذوي الياقات البيض). وبالطبع ان هذه المنافع الشخصية لمعظم المسؤولين والممثلين من أبناء شعبنا لمجرد وجودهم على الكورسي وحتى دون استغلال الكورسي كغيرهم هي مغرية جداً فينسىى كل ما جعله ان يصل الى موقعه. وبدليل واضح ، التشبث بالكورسي ,الصراعات التي تحل بينهم لاجله وحتى أن كانت فلسفتهم ذات الفلسفة السياسية عينها.

من العوامل الاخرى هي .اعتبار ممثلي شعبنا واحزابنا أسرى لدى الاحزاب المتنفذة في العراق سواء في الاقليم او الحكومة المركزية ،وهذه ظاهرة جلية لا أحد يمكنه النكران ،فمعظم ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي واقليم كوردستان حصلوا على الاصوات بتعضيد واضح من الاحزاب المتنفذة ، فهل ياترى كيف سيكون موقف ممثلنا في البرلمان .هل سيكون بالضد من تلك الاحزاب التي وضعته في موقع ينتفع منه

شخصياً؟ ام معهم ؟وكما انه سوف لن يطالب بشيء خارج أو مخالف لمواقف تلك الاحزاب لكي لا يُحرجها. وهذا واضح جدا من تصرفات ومواقف ممثلي شعبنا باثنياته الثلاث بعد وصولهم الى قبة البرلمان. فمثلا تأمل الكلدان خيراً وعملا من أجلهم عند وصول احد الكلدان في الدورة الاخيرة الى البرلمان العراقي ومعه اثنان من حركة باب*لي*ون ويحسبون انفسهم انهم يمثلون الكلدان..نراهم اليوم لا يكلفوا انفسهم لزيارة قرية أو بلدة كلدانية أو مسيحية وبالاخص تلك التي هي في منطقة الصراع ،لا بل دعمهم للوصول الى البرلمان من الاحزاب المتنفذة في كوردستان أو حكومة العراق ، وتكتلهم مع الاحزاب المتنفذة جعلت من الصراعات تترسخ في المنطقة. وممثلي الاحزاب الاخرى من شعبنا لا تختلف عن ممثلي الكلدان ،فهم أنشغلوا في صراعاتهم على الكورسي،ولم يحركو ساكناً ولم يتفقدوا احوال شعبنا في قراه المدمرة وغيرها لحد الان. سوى بعض التصريحات الضعيفة في وسائل الاعلام التي لا تجدي وليس لها صدى يُذكر وهي مجرد مطالبات . بدليل عدم تشريع أية قوانين لصالح شعبنا تخص شؤونه ومعاناته.فهل سيعي الشعب لحجب انتخابه لدورات مقبلة طالما هناك فجوة كبيرة بينهما؟

وأما العامل الذي لا يقل تأثيراً على قضية شعبنا هو : الارباك أو عدم الوضوح لدى الجهات الرسمية في عملية مخاطبتنا والتع-اط*ي معنا . اخاطبك باسمك ستكون معروف لي وما الذي تطالب به تحديدأ ، أما ان أخاطبك بمصطلحات متعدد وصادرة من المسؤلين في المؤسسة الدينية أو من الاحزاب أو من المفكرين التنظيريين فتُربك الاخر المتلقي في التع-اط*ي لعدم الوضوح .

فعندما نؤكد على مخاطبتنا والتع-اط*ي معنا وفقاً لمفهوم (المكون المسيحي) يظن الاخرون نريد حقوقاٌ دينية، أي نطالب بممارسة حقوقنا الدينية من الطقوس والشعائر. وفي الوقت ذاته ياتي غبطة البطريرك ساكو مثلا ليؤكد وكما في تصريحه الاخير ،نريد حكومة وطنية لا تقر الطائفية والاثنية وانما الكل متساوون امام القانون . طيب هنا نلح على التع-اط*ي دينياً لاننا نفضل ونؤكد مخاطبتنا والتعامل معنا بمفهوم ( المكون المسيحي ) بينما نؤكد لا للطائفية والاثنية ، متناسيا غبطته أو غيره من الاحزاب السياسية التي تؤكد على هذا المفهوم بعينه هو ترسيخ الطائفية ،أي علينا التعامل بيننا كشعب عراقي على أساس هذا مسلم وهذا مسيحي وذلك صابئى والاخر أيزيدي ,وأخر كاكائي والاخر سني وشيعي وكاثوليكي وارثودكسي وانجيلي,ونسطوري والى اخره .

وبالمقابل تأتي أحزابنا الاثنية أي القومية لتؤكد على التع-اط*ي بالمفاهيم الاثنية، منها المركبة مثل ،الكلداني الاشوري السرياني) واخرون بمفهوم واحد ،كلدان او اشوريين او سريان ويطالب كل منهم بادراج تسمية كما يفضلونها في الدستور للحكومتين .ولا تزال هذه المعضلة قائمة. فاذا من جهة نرفض التعامل معنا طائفيا واثنيا ،ومن جهة اخرى،نطالب التع-اط*ي معنا رسميا بمفهوم( المكون المسيحي) واخرون يؤكدون على التع-اط*ي الاثني سواء مركباً أو منفرداً.أ ليست هذه تخبطات متناقضة حالت دون اكتراث المُتلقي بما نطالب به من قبل مسؤلي كنائسنا وأحزاب شعبنا وممثليهم؟.

العوامل المذكورة انفاً هي التي تسبب في تفعيل عوامل خارجية وتهيء الفرصة لها ليكون تأثيرها سلبياً على شعبنا . بالطبع الذي نعيش معه على الارض عندما يستقرءْ الوضع الفكري والعملي والسلوكي لابناء شعبنا ويستشف عوامل الخلل والضعف فيه ،ستكون فرصته كبيرة لتهميش شعبنا .وثم خلق بيئة تعسفية

وخطرة أقتصادياً وأجتماعياً وسياسياً لكي يترك ارضه .أو يتعرض الى التشريد والتجاوزات على اراضيه وممتلكاته ،وعدم الاكتراث بالمطاليب ،انما افضل ما يكون لدى السلطات هي الوعود الكاذبة التي هي عبارة عن مواقف مزيفة تجاه شعبنا انما الحقيقة هي ما هو مكبوت في عقلهم الباطني .

يعد بعض الاخوة المهتمين والمتابعين أن التظاهرات وتشكيل لوبي ضاغط من ابناء شعبنا في الخارج للتاثير على الحكومات المتنفذة حاليا في السياسة العالمية كحل لتحقيق آمال شعبنا المُضطهد في العراق اليوم.انها خطة مهمة ولكن .. هل ابناء شعبنا موحدون في كلمتهم ومواقفهم في الشتات لكي يتمكنوا من خلق أجواء لتأسيس لوبي قوي ومؤثر ،أم كل جهة تريد أن يكون هدف اللوبي الضاغط بحسب اهوائها وطموحاتها ؟ فهم أيضا منقسمون الى من يريد محافظة ،واخر حكم ذاتي داخل أقليم واخر أقليم مستقل واخر ادارة ذاتية لبلداتنا المسيحية واخرون أن يحكم القانون لا هذا ولا ذاك ، وبل ابعد من ذلك يطالب بعضهم بتاسيس امبراطورية مستقلة على ارض الاجداد وطرد كل من أحتل اراضينا .حق مشروع لكل هذه المطالبات وليست منية من أحد ولكن ايضاً كيف سيتعامل المتلقي لاراء اللوبيات من ابناء شعبنا؟ فالنتيجة صفر حاله حال ما وصفت من الاحوال والمواقف داخل العراق.

يقول البعض انظروا الى الاخوة الايزيدين ماذا عملوا؟ وسيدة واحدة هزت السياسة العالمية وهي( نادية مراد) المتالمة ذاتيا من الدولة الاسلامية في العراق والشام ومتالمة من أجل ابناء شعبها الايزيدي.نعم اقول تمكنت نادية مراد ان تتالق وتصبح نجمة عالمية وحصلت على جائزة نوبل للسلام ،ولكن ما الذي حققته للشعب الايزيدي ياترى؟ الشعب الايزيدي لا يزال متشرد حاله حال شعبنا، قراه وبلداته منقسمة على بعضها مع العرب او مع الكورد ، وهو معرض للصراعات التي تدور في منطقة سهل نينوى كما شعبنا، وبل الحالة الشاذة في سنجار وضواحيها هي دليل واضح على عدم الاستقرار والتعرض للضغوطات السياسية .

لم يحقق الايزيديون سوى ان بعض الدول عرفت هويتهم الدينية وادرجتهم ضمن خططهم لقبولهم كمهاجرين لاجئين.فهل عُمرت قراهم مثلا؟ هل توحدت كلمتهم ؟ هلى أستقلوا بفكرهم الاثني ؟ ام لا يزالون موالين بعضهم للكورد او للعرب أو مستقلين في ارائهم ؟هل حققوا الامان في بلداتهم ؟هل أنزلت الامم المتحدة قوات عسكرية لحمايتهم؟ هل جرى تعويض لممتلكاتهم ولاهانتهم الاجتماعية والدينية وسبي بناتهم وق*ت*ل رجالهم بالالوف؟ .لم يتحقق أي شيء سواء التعاطف الدولي وتعاطف بعض منظمات المجتمع المدني معهم اعلامياً ومحدودية الاستفادة ميدانياً كما هو الحال مع شعبنا .

والان يسال القارىء الكريم ؟اذن ما هو الحل يا ترى؟

في رؤيتي ومن متابعتي أرى ان الحل لا يكمن في استمرار شعبنا في ما هو عليه نفسياً واجتماعيا وديمغرافيا وسياسياً على هذه الحالة،ولا يكمن في مطالبتنا التناقضية الصادرة من المواقف المتقاطعة لجماعات شعبنا السياسية والدينية سواء في الخارج أو في الداخل . ولا بل عند الجماعة الواحدة هناك التناقضات كما وضحت اعلاه. فكيف سيكون الحل عندما نقول تعاطوا معنا ياحكومات كمكون مسيحي ومن جهة اخرى نطالب الحكومة ان لا تتعامل معنا كطائفة ا واثنية ؟ بل مساواتنا بالاخرين في الحقوق والواجبات امام القانون.

ولا يكون الحل بتشكيل لوبي ضاغط في ظل التناقضات بين ابناء الشعب أو جماعاته الفرعية.وان فرضنا ان هذا اللوبي تحقق واتفقوا ابناء شعبنا توحيد هدفهم من اللوبي وماذا يريدون.ولكن علينا أن ندرك ولا ننسى ماهية المبادىء والاسس التي تتعاطى تلك الدول التي سيؤثر عليها اللوبي مع شعوب العالم رسمياً وأجتماعيا واقتصاديا . الدول المتنفذة في كل خطوة تخطوها باتجاه التع-اط*ي مع شعوب العالم في اولياتها وهدفها الرئيسي ،التساؤل ماهي المنافع المتوخاة من تلك الخطوة لشعبها؟ هل هناك منفعة لمساندة الايزيديين او المسيحيين في العراق؟ وما حجم المنافع ونوعيتها ومداها الزمني؟الدول الغربية المتقدمة تتعاطى كما هي الفلسفة الاجتماعية والاقتصادية في اوطانها وفقا للقانون العلمي الاجتماعي الذي يستند على نظرية ،المسماة في علمي الاجتماع والاقتصاد ( تبادل المنفعة) ولا غيرها.

انظر الى مساندة اهل كوسوفو مثلا ،هل كانت لاغراض أنسانية ام سياسية ،بالطبع أصرت الدول المتنفذة لتاسيس تلك الدولة لاستمرار ضرب المعسكر الاشتراكي في عقر داره ومن تاثيرات سعودية التي هي منبع الخيرات لتلك الدول. وليس حباً أو تع-اط*ياً لانهم مضطهدون. انظر الى مساندة الدول المتنفذة لجماعات دون اخرى اثنية او طائفية في الشرق الاوسط لا يستند على الاسس الانسانية ،بل مدى الفائدة منها لترسيخ عدم الاستقرار في المنطقة للاستحواذ بيسر على ثرواته الاقتصادية ،علماً أن مساندة شعب ما من قبلهم يعتمد أيضا على مدى ثقل هذا الشعب ديمغرافيا وجغرافيا واقتصاديا ،فلا يهمهم هذا مسيحي او مسلم او كوردي او تركماني او ايزيدي او اشوري او كلداني او سرياني .بل التخطيط الاول والاخير يستند على النظرة المستقبلية ؟ما الفائدة المتوخاة سياسياً واقتصاديا وانعكاساتها الاجتماعية على مجتمعاتهم في الداخل ؟

فاذن في رايي ،ان تكون مطالبنا هي الاقرار بحكومة مركزية مدنية ترسخ القانون. وتشريع قوانين لا تجيز لتاسيس احزاب طائفية او قومية بتسميات اثنية ،بل احزاب علمانية بعيدة كل البعد عن المفاهيم الدينية في الحياة السياسية لترسخ مبادىء المواطنة والقانون وليس الطائفية ، وأن تحبط تلك الاحزاب العلمانية دور المرجعيات الدينية ولا ترجع اليها ابدا لان كل مرجعية حتما ستكون توصياتها وتدخلاتها طائفية لا محال.

وبناء جيش وطني يستند في توجيهه ورسالته السياسية المبادىء الوطنية ،لا الطائفية والاثنية. وهذا يحدث في الزام كل الاحزاب الطائفية والاثنية على حل نفسها ،ومعها حل ميليشياتها الداعمة لايديولوجيات تلك الاحزاب .والا بوجود هذه الاحزاب المتخلفة في الحكم ،ستظل الطائفية هي السائدة والقانون ضعيف والفساد مستشري لوجود المحسوبية والانتماءات والولاءات ،واضطهاد وتهميش المكونات الاقل ديمغرافية مثل المسيحيين والايزيدين وغيرهم.والاهم أستقلالية التعليم والرقابة الشديدة على كل المناهج التي تُثير النعرات الطائفية .كما ان للاعلام أهميته فعليه نبذ الاعلام الطائفي بكل أشكاله .

والتفكير في تأسيس لوبي ضاغط على صناع القرار الدولي أن يكون على أساس المفهوم العراقي ،أي لوبي عراقي من جماعات لمختلف مكونات الشعب العراقي المخلصة والمتفهمة والواعية للمفاهيم الوطنية والقانونية ونابذة للمفاهيم الطائفية والاثنية ،لوبي عراقي للضغط على الدول المتنفذة عالمياً والامم المتحدة لتخليص العراق وشعبه من هكذا حالة سياسية شاذة،فهي قادرة لو كانت جدية في مساعدة العراقيين لتشكيل حكومة علمانية تعتمد القانون والانتماء الوطني ، وتقييد تدخل دول الجوار في السياسة الداخلية للعراق.

مثلما جاءت بالحكومة الحالية قبل خمسة عشرة عاماً وفسحت المجال للدول الاقليمية التدخل بالشأن العراقي والتحكم في مصيره.

في ظل هكذا بلد سينعم بظلاله كل مواطن له روح الانتماء الوطنية ويعيش لبنائه واستقراره دون خوف أو فزع ، لان مقومات التمييز الديني والاثني لا مكان لها في ظل حكومة علمانية .

ومن يرى ان هذه الفكرة صعبة التحقيق أو أنها خيالية ،في نفس الوقت أن تحقيق الاستقرار والطمأنينة وازالة الاضطهاد على المسيحيين وغيرهم في ظل هذه الظروف الشاذة في العراق والتناقضات في تصريحات مسؤولينا السياسيين والدينيين لا يتحقق ولا رجاء في تحقيقه مستقبلا.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,949278.0.html

http://saint-adday.com/?p=34218

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!