الحوار الهاديء

الكنيسة والأعلام، وجهة نظر

الكاتب: زيد ميشو
زيد ميشو: الكنيسة والأعلام، وجهة نظر

[email protected]
 
وسائل الأعلام والأعلاميين لهم دورهم الإيجابي في ابراز الأمور المهمة والجيدة كي يطلّع عليها جميع من يريد، وأيضاً تحتّم المصداقية على التطرق للسلبيات، ومهما حصل الأعلامي على سمعة مميزة في جرأة الطرح، يبقى الأهم أنسانياً هو الكلام عن الأعمال الحسنة.
ولو اخذنا مؤسسات العالم أجمع لما راينا أكثر من الكنيسة عطاءً ومحبة وعاملة للخير، دون أي مقابل غير ما ذكره بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثية الآية التاسعة قائلاً:
“ما لم تراه عين، ولم تسمع اذن، ولم يخطر على بال انسان، ما اعده الله للذين يحبونه”
كم غريبة تلك الجملة عن المنطق البشري! ماذا أعد الله للبشر؟ الأجل وعد غير معروف وغير مفهوم أفنى الكثيرين جداً حياتهم خدمةً للأنسانية؟
وعندما اقول الكنيسة فالمقصود هم جميع الأكليروس والمؤمنون.. لا بل المؤمنون أكثر بكثير لأنه لولاهم، لما بنيت حجارة من أي كنيسة او مركز كنسي في العالم أجمع وعبر التاريخ ومنذ فجر المسيحية، ولا نستثني أيضاً دور الأكليروس وايضاً لولاهم لما قامت الكنيسة واستمرت.
والكنيسة كما هو معروف تحمل رسالة انسانية رائعة، أحتواء البشر وقيادتهم إلى الحياة الأبدية عبر اختبارات روحية مع المسيح، وافضل الطرق في الصوم والصلاة والنشاطات المختلفة والتي يجب ان يتجرد القائمون عليها من كل (أنا) سلبية، وهذا ما ينطبق على الجميع دون استثناء.
ولا يكفي أن تكون الكنيسة في مكان جغرافي ما لتؤدي دورها التبشيري، بل على القيمين عليها والناشطين فيها الذهاب إلى الجميع على الأقل عن طريق الأعلام. وذلك من خلال نشر النشاطات التي تقوم فيها، والأعلان عنها، ومن ثم يكتب عن أهم ما في النشاط لجني الثمار في المستقبل، وهذا لا يتم إلا بتجرد الأعلامي أيضاً عن فكرة السبق الصحفي او اسلوب المديح الفارغ لبعض رجال الدين بعد أن غدا النشاط عبارة عن كاهن او اسقف على حساب الرسالة، وجميعنا كأعلاميين ومهتمين في المجال الكنسسي وقعنا في هذا المطب ومدحنا الأكليروس واهملنا الكنيسة وحقيقتها الروحية.
فأن احببنا كاهناً اوصلناه إلى السماء السابعة في مديحنا، ولا نتطرق لسلبياته كي تبقى العلاقة قائمة وطيبة كوننا نعرف مسبقاً بأن اشد الناس عداءً للنقد هم رجال الدين، لذا نرى لكل كاهن واسقف اعلاميون مقربون وآخرون منبوذون، وطالما اسعدني نبذ الكهنة لي، واقصد الذين أنتقدهم وبصراحة شديدة وهم يستحقون.
والكلام عن كنداً وقد أصبح للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية أسقفاً جديداً لها، سمعته طيبة لكن الحقيقة لا أعرف نظرته عن وسائل الأعلام والأعلاميين، ويهمني جداً أن يجمع يوماً ما وقريب، كل من يعمل في حقل الأعلام والتابعين لأبرشيته فقط، ويفتح حواراً معهم، ومن ثم يتفقوا على التعاون من أجل خير الأبرشية وبعدالة مطلقة، يدعوهم في كل نشاط لغرض الكتابة عنه بالإيجاب او السلب، مفضلين الإيجابي كارهين السلبي وأن اشرنا له.
مهم جداً أن يكون هناك حضور اعلامي شامل في كل النشاطات الكنيسة، ومهم جداً ان يكون هناك موقعاً ألكترونياً لأبرشيتنا على ان يكون مميزاً، كوننا نفتقر إلى موقع الكتروني كنسي يجذب الزوار، شكلاً ومادةً، وكل ما لدينا في كنيستنا الكلدانية مواقع بائسة تثير الشفقة، ولن يسمع لنقدنا احد كون أكليروسنا لا يملك بعد نظر لأهمية الأعلام! حتى الفضائيات التي تتصور بأنها تحمل طابعاً كنسياً هي الأخرى مثيرة للشفقة وبائسة وتعيسة من كل الجوانب…مادةً واخراجاً واهدافا! والطامة الكبرى في واحدة منها، لا تملكها كنيستنا بل شخصية ومجهولة النوايا والتمويل والغاية، ومع ذلك نالت حظوة بعين من لا يهمه سوى نفسه!
فأما ان تكون لنا فضائية نملكها او ننسى أمر أي فضائية أخرى ممكن أن يُسيطر عليها من قبل جهات غامضة…. وسنندم حتماً حيث لا ينفع الندم
بالتأكيد لا يسعدني كممارس للأعلام ولست صحفي (حالي حال السواد الأعظم من كتاب الأنترنيت والصحف المحلية) أن أرى الأهمال المطلق للأعلاميين بأستثناءات خجولة تصب في ارضاء الغرور، متمنياً من اسقفنا الجديد عمانويل شليطاً ان يبدأ بخطوة مهمة يقرّب من خلالها الأعلاميين الكلدان كافة، ووسائل الأعلام التي يملكها او يشرف عليها او يمثلها كلدان من الأبرشية، كي تصل النشاطات الروحية والثقافية التي تقوم بها ابرشيتنا إلى أكبر عدد ممكن، وايضاً حثّنا على ابراز الخطأ والأشارة له ….علماً بان كل ما لدينا لغاية الآن سلبي ومللناه، وحان الوقت على ما اعتقد لأبراز الإيجابي.
متمنياً لأبرشيتنا الكلدانية في كندا كل ما هو مميز بظل راعيها الجديد.
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!