الحوار الهاديء

الامازيغية لغة (البربر!) تنتصر والسريانية لغة (الحضر!) تنحسر !

الكاتب: اوراها دنخا سياوش
 
الامازيغية لغة (البربر!) تنتصر والسريانية لغة (الحضر!) تنحسر !جلب نظري خبر اورده موقع ايلاف الالكتروني في ان البربر قد انتصروا للغتهم الامازيغية، واصبحت لغتهم رسمية في الجزائر، بعد موافقة البرلمان الجزائري وبأغلبية ساحقة على اعتبار الامازيغية لغة رسمية ووطنية. والبربر كما هو معروف هم شعوب غير عربية كانت تعيش ولا تزال في شمال افريقيا. وكما هو مذكور فان عدد الذين يستخدمون هذه اللغة هم بحدود عشرة ملايين شخص يمثلون ربع سكان شمال افريقيا.حيث جرى اسلمتهم مع بداية المد الاسلامي في هذه المنطقة، وجرت محاولة تعريبهم من خلال فرض العربية عليهم كونها لغة القرآن او لغة الاسلام كما يشاء البعض ان يسميها. ولهم كان الفضل الاول والكبير في احتلال اسبانيا، فطارق بن زياد هو احد ابناء هذا الشعب.بالتأكيد كل من يقرأ هذا الخبر من ابناء شعبنا الغيور على لغته سوف يقارن ما بين حالنا اولاً، وبين حال لغتنا ثانيا ومحاولة انتشالها من الغرق او انقاذها من تحت دواليب العربية، والكردية، والانكليزية، والالمانية، والفرنسية، والسويدية والنرويجية، والدنماركية، والهولندية، وحتى (الفيتنامية !) حيث سمعت بوجود عدد من ابناء شعبنا هناك، وهذا متوقع مع انتشار وتشتت ابناء شعبنا في كل بلدان العالم، جراء الهجمة المستعرة على المسيحية في الشرق، ابتداء من العراق وسوريا.التاريخ والكتب والموسوعات تؤكد ان السريانية كانت في يوم من الايام لغة الثقافة في الشرق، استمرت عهودا الى ان جاء العرب بإسلامهم، وقرآنهم العربي، عندها كانت الحاجة الى نشر الاسلام بالعربية، واعتبارها لغة مقدسة لأنها لغة القرآن المقدس، وبذلك بدأت رحلة (سحق !) السريانية تحت عجلات العربية (المقدسة !)، بمساعدة ابناء شعبنا انفسهم ممن كانوا يتمكنون من اللغة بكافة فروعها، حيث كانوا المصدر الاول الذي اعتمد عليه لترجمة العلوم المكتوبة بالسريانية اولاً، ومن ثم الاغريقية التي كانوا يتمكنون منها ايضاً، واصبحت لغتنا السريانية بذلك جسراً ومعبراً للعلوم والثقافة الى اللغة العربية. وبعد ان استقر الحال وتمكنت العربية من تثبيت اقدامها انحسرت السريانية في صوامع الرهبان واديرتهم وكنائسهم، وصرنا نتعلمها فقط لأجل الصلاة، ولا غير الصلاة، بينما العربية تنطلق لتغزو كل البلدان التي تصلها. فهكذا كان مع القبطية في مصر، ومع الامازيغية في بلاد البربر، ومفرداتها صارت تغزو اللغة الفارسية، والتركية، والباكستانية، وكل الدول التي تدين بالإسلام، الى درجة اننا لو سرنا في شوارع طهران مثلا، فسوف لن نجد صعوبة في معرفة ما هو مكتوب من شعارات وما هو مكتوب على المحلات التجارية والاماكن الاجتماعية والثقافية، لان اغلب المفردات هي عربية، لكنها تلفظ بلهجة ايرانية.ان تأثير اللغة السريانية على العربية كبير جدا، وهذا طبيعي، باعتبارها هي الاصل في الشرق، لكن الملاحظ ان هذا التأثير يحاول البعض ازاحته، ويحاول ان يجعله من عداد الماضي او يحاول مسحه نهائيا، وجعل العربية هي الاصل، بالرغم من ان الكثير من المفردات في العربية هي الاصل من السريانية.الطامة الكبرى الآن هو هذا التشتت الجغرافي الذي نعاني منه، فلو كان الجميع لا يزال في الوطن، لزاد عددنا عن السبعة ملايين، وكان سيشكل قوة للغتنا في وطننا، لكن نزيف الهجرة يجعل من لغتنا لغة الحضارة تنحسر في عقر دارها اولاً وتنتهي في بلاد المهجر ثانياً.وفي هذا لا يسعنا الا ان نذكر محاولات خالد الذكر الاستاذ والكاتب والسياسي يونان هوزايا في انتشال لغتنا من تحت عجلات العربية، ودوره الكبير في هذ المرحلة العصيبة… تحية الى روح المعلم هوزايا وتحية الى جهده العظيم في انقاذ السريانية, ويبقى حلم العودة الى لغة الحضارة قائم.في الختام لا يسعنا الا ان نقول رحم الله من يحذو حذو المعلم هوزايا ويستمر في النضال من اجل لغتنا لكي تنتصر !اوراها دنخا سياوش
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!