مقالات

الذكاء الصناعي (AI)

بأختصار بدأ العمل على الذكاء الصناعي كمشروع مهم يهدف الى زيادة قدرات الحاسبات الالكترونية والرقي بها لتولي مهام اوسع و اكبر في كل مجالات العلوم والصناعة ، وعمل الباحثين بالعمل على هذا المشروع الكبير بأستخدام مبدأ الـ الالكورزم (ALGORITHEMS)، وبشكل مختصر فأننا نستطيع ان نصف الالكورزم في المجال العلمي بأن لو لدينا موضوع معضلة سنضع لها خطوات لنصل بها الى حل للمعضلة .. يعني :
TASK >>> STEPS >>> SOLUTION
وهو مبدأ معتمد في ادارة المشاريع وهو ما تم الاستناد اليه كمبدأ للعمل في مشروع الذكاء الصناعي (Artificial Intelligence) الذي يعرف اختصارا بال (AI).
لكن السؤال المهم ماذا يفعل الذكاء الصناعي؟ او بالاحرى ماذا فعل وماذا يفعل وماذا سيفعل مستقبلا ؟ .
بدايةً الذكاء الصناعي اصبح اليوم هو الناتج الاجمالي و الشمولي لكل تطبيقات و برامج الانترنت على اختلاف انواعها و مصادرها ولسنا بصدد تقنية الشبكات و الاتصالات وانما ما يهم هو المعلومات والبيانات التي يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي . وعليك ان تعلم ان كل التطبيقات و البرمجيات لها ارشيف يسجل كل ما يقوم به المستخدمين العاديين من نشاط على الشبكة سواء الفيس بوك او الواتس اب او غيرها. من خلال هذا الارشيف يتم تحليل البيانات و المعلومات التي اهتممت بها شخصيا او التي بحثت عنها اوالتي تجاوبت معها في الردود او تنزيل نسخ منها ، كل ما تم ذكره عن اهتماماتك مسجل بالتفصيل وبالوقت و التاريخ وبدقة. وفوق ذلك فأن كل تلك المواضيع التي اهتممت بها مصنفة اصلا بصنوف كالفهارس في المكتبات (علوم، فنون ، صناعات ، سياحة ، حروب ، تسليح ، اخبار ، كوارث ، غذاء ، صحة ، مشتريات ، تكنلوجيا ، دراسات ، بحوث، تسوق و …..عدد ولا حرج) اذن من خلال هذه التصنيفات التي انت اهتتمت بها واهتم بها غيرك من المستخدمين والمستفيدين نستطيع ان نصف الموضوع على الشكل التالي .
لنفترض اننا في مكتبة عامة وجاء شخص زائر ليستعير او يشتري او يطالع كتاب محدد. وطبعا الكتب كما نعلم مصنفة وفق انظمة متعددة و حديثة و متقدمة (نظام دوي مثلا) اذن بعد ان يتم تسجيل اسم ذلك الزائر و معلوماته الشخصية سيسجل ايضا الكتاب ومعلومات صنف الكتاب الذي طلبه .. وفي المرة الثانية سيسجل فقط الكتاب الثاني (الجديد) الذي طلبه (المعلومات عن صنف الكتاب) ، وهكذا دواليك للكتاب الثالث و الرابع ، إذن بالنتيجة وبسهولة نستطيع ان نحلل جزء مهم من شخصية هذا الزائر واهتماماته المعرفية و المعلوماتية من خلال سلسلة الكتب المستعارة وصنوفها ، ولاحظ اننا قلنا كلمة جزء من شخصيته ..لأن في الانترنت ستكون المعلومات المسجلة اوسع بكثير ومتنوعة بشكل لا يخطر على بالك ولزيادة توضيح الصورة نذكر ما يلي على سبيل المثال لا الحصر : لنذكرك ببعضها …
1- الاتصالات وجهات الاتصال والاشخاص و الاصدقاء الذين تتعامل معهم مهما كان نوع التعامل.
2- نوع المعلومات التي مررت عليها او سألت عنها.
3- الجهات ونقصد بها عناوين المواقع الالكترونية التي قمت بزيارتها.
4- المعلومات التي قمت بنسخها واحتفظت بها.
5- نوع الاسئلة و الاستفسارات التي تطرحها في محركات البحث مثل (Google, Yahoo, Fox, Microsoft, وغيرها من محركات البحث).
6- قد يسلك البعض سلوك يعتبره احترافي كأن يحتفظ بأرشيف الكتروني ، كأن بحجز مساحة من مواقع التخزين سواء كانت مجانية او مؤجرة ليحمل عليها أرشيفه الخاص، او يجعلها مرفقات لملفات يبعثها بالبريد الالكتروني لنفسه تتضمن كل الوثائق و المستندات الشخصية من باب تسهيل العودة اليها عند الحاجة.
7- الحسابات المصرفية وحركة الاموال و الحوالات.
8- الرسائل و المراسلات التي تجريها عبر الشبكة.
9- كل المواقع و الأماكن التي زرتها على الارض توشر على الخريطة عبر خاصية تحديد الموقع على الموبايل.
وغير هذا الكثير الكثير مما لا يتصوره العقل والخيال لمن لم يدخل في هذ المجال من العلوم. ونظيف الى ذلك شيء خطير لكنه ليس عام وهو ان ليس من الطبيعي ان يتم اخضاع كل معلومات المستفيدين للرقابة او الفحص والتدقيق وانما يتم وضع مفاتيح بحث محددة تساعد على قنص المستفيدين الذين يهتمون بكلمات مفتاحية تهم الباحثين او المراقبين . او من ناحية ثانية هناك من توضع عليه مؤشرات امنية يتم متابعة كل تحركاته و نشاطاته بالتفصيل الممل وتكون المعلومات التي اوردناها حاضرة عند طلبها وكما قلنا لا يتم ذلك لكل المستخدمين عموما وانما فقط لمن يتم تحديد هويته كهدف مطلوب للمتابعة و التدقيق .
من خلال ما اوردنا وهو جزء بسيط من ما يقوم به او يوفره الذكاء الصناعي في المرحلة الحالية ، فإذا ما توفرت مثل هذه البيانات و المعلومات بشكل كاف فمن الطبيعي ان يحين حينذاك مرحلة جديدة للذكاء الصناعي وهو وقت يتم فيه تحليل شامل لكل المستفيدين المستخدمين المسجلين على شبكة الانترنت وتصنيفهم حسب اهتماماتهم .. مع ملاحظة ان الوقت الحالي نحن في مرحلة فقط جمع و تسجيل و ارشفة تاريخ كل المستخدمين والاستفادة منها في توفير افضل الخدمات الترغيبية للمستخدمين. ونقصد بالترغيبية اي ان الاقبال على شبكات الانترنت و برامج التواصل الاجتماعي متزايد بشكل متصاعد ، ذلك لأن تلك البرامج و المواقع قد صممت بشكل ترغيبي و تتجاوب مع اهتمامات المستخدم بشكل لا يستطيع الفرد الا ان يستمر ويزيد من التواصل .. ونجد ذلك اوضح في الظاهرة او المثال التالي وهو وصف لما تم ذكره والذي غالبا ما حصل معنا او مررنا به … مثلا اذا اردت شراء موبايل جديد وكتبت في اي محرك بحث او على الفيس بوك او اليو تيوب كتبت كلمة (اريد شراء موبايل جديد) ستحصل على اجابات متنوعة و مختلفة لكن لاحظ ان في وقت اخر وفي يوم اخر عندما تفتح محرك البحث ستجد رسائل و اعلانات عن موبايلات جديدة كما كنت تسأل في السابق ، ذلك لان الذكاء الصناعي سجل انك ترغب و تهتم بان تشاهد الموبايلات الجديدة . هذا الحدث يبعث على الاعجاب و الترغيب على الاستمرار و الاندماج في التعامل و الاستخدام. والحقيقة انها عملية خدمة مقابل تجميع المعلومات مع مزيد من الالتصاق بالجهزة و الموبايلات من اجل البقاء على اتصال مع الشبكة لأستمرار التعامل مع الشبكة والادمان على استخدامها لذا نجد ان معظم اذا لم نقل الكل ماسك الموبايل طيلة النهار والليل لحين وقت النوم واذا سمع صوت تنبيه ينهض فورا ليتابع و يتعامل مع الشبكة وهذا هو الهدف الاعظم للذكاء الصناعي.
اذن و وفق ما سبق نتمنى ان تكون الصورة قد وضحت بالقدر اليسير للمرحلة الحالية وهو امر محتوم لا مناص منه اذ ان مرحلة الادمان على التعامل مع الشبكة قد تجاوز حدود المعقول خصوصا بين الشباب و الفتيان و حتى الاطفال وهؤلاء هم جيل الذكاء الصناعي المنتظر. ترى اين ستؤول الامور والى اين سيأخذنا المستقبل ؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!