محرقة أيامها مائتان
علي السوداني
طَلَبَ الشيخُ فراشاً من زَبيبْ
قالَ دلّوني على ضَرْبِ الحبيبْ
زَرَعوا إبهامَهُمْ في دُبْرِهِ
صاحَ ما أحلى هوى ” تلِّ أبيبْ ” .
طلب الطفلُ حليباً للنجاة
خطّت الأمُّ طريقاً للفلاة
ظلَّ يبكي وحده حتى المغيب
وهي خاشعةٌ على بعض صلاة .
سقط السقفُ على رأس العيال
فرأت ناسٌ بقايا من هلال
ماءت القطةُ من فرط الهزال
وارتقى شيخٌ يؤذنُ يا بلال .
أمتي تلطم في باب الزقاق
وأنا أشتهي قبراً في العراق
نادت الأرض بأوشال الرفاق
فتصادى الأمرُ وازدهر النفاق .
أين ضاع الحقُّ أين البوصلة
أين من جمْع الوحوش المقصلة
لبسَ السلطان ثوب المنغلة
وامتطى كرسيه كالمهزلة .
سيكون الفصل فصلَ الجلجلة
ويعاف القوم سور البلبلة
أيها الشاخر في جبّ الغياب
حان وقت الفعل وقت المرجلة .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.