سأروي قصة قصيرة قبل أن ابدأ الضحك ..
لقد روَيتُ هذه القصة في إحدى سخرياتي سابقاً ولكنها ضرورية لمحاكاتها مع المضحك الجديد .
عندما إندلعت الحرب العراقية الإيرانية ( والله كانت أجمل من هذه الأيام ) إعتقد الخميني بأنها فرصة لتحقيق الحلم الفارسي بإحتلال المراقد الحُسينية وهي فرصة لا تُعوض كي ينتصر على صدام ومنها لم شمل المراقد الشيعية ( في وقتها لم يتحقق الحلم ولكن في هذه الأيام كُل شيء وارد ) .
لهذا قرر أن لا يُوَقف الحرب بوجود صدام حُسيًن . لقد أقسم بكل ما يمكنه بأنه سوف لا يتوقف بوجود صدام حسين على رأس الحكومة العراقية .
إستمرت الحرب لثمانية سنوات وفي النهاية وافق الخميني على شُرب كأس السم ووقع مع صدام على وقف الحرب .
حسب وصول القصة لي زار أحد الصحفين الجمهورية وأجرى لقاءاً مع الرئيس هاشمي رفسنجاني وسأله السؤال التالي : لماذا أوقفتمُ الحرب وصدام على رأس السلطة بالرغم من كل العهود التي قطعتموها على أنفسكُم !
رد الرئيس الإيراني بقوله : إذا كُنت في دارك ومعك اولادك الاربعة وتم محاصرة الدار وبدأ الرمي من كل الأطراف ولم تستسلم بالرغم من مق*ت*ل ولدان لك ولم يبقى غير الولدان الصغيران وإنك لا تملك ما تقاوم به هذه القوة الكبيرة المهاجمة فهل من الافضل أن تستمر بالتعند كي يُق*ت*ل الولدان الصغيران أيضاً أم من الافضل التنازل والإستسلام كي تنقد الولدان ! عسى ولعلمها يكبران وينتقمان يوماً لمق*ت*ل أخوانهم الاكبر ( شنو بهاي السرعة كبروا بودأوا في الإنتقام ) ! لقد تم محاصرتنا من كل الجهات وإن لم نكن قد وافقنا على وقف الحرب لكانت القيادة اللإيرانية كُلها قد طارت وطار معها حلم الجمهورية في المراقد الحُسينية ! والله فكرة .
تذكرتُ هذه القصة وأنا اُشاهد المضحك والبهلوان الغريب وهو ينزل الى شوارع كيف ويسحب السلفي مع الدمار الذي أصاب بلده جراء القصف الروسي ! هذا المضحك الغريب لا يتوقف ومنذ بداية الازمة إلا وهو يُطالب الغرب بمزيد من الاسلحة النوعية ! كلما تفاقمت الازمة وارتفعت فاتورة الحرب كلما أكثر من إتصالاته بالتفهاء ( هُما هواية ماراح نكدر إنعددهُم ) ! وطالبهم بالمزيد . ولكنه إلى الآن لم يتحدث عن الخسائر التي أصابت اوكرانية وشعبها وجيشها وإقتصادها بل الذي يهمه هي إطالة الضرب والدمار . أكثر من خمسة وسبعون صاروخ باليستي فرط صوتي وعشرات الطائرات الإنتحارية ( إيرانية كما قال المضحك ) وعشرات الأهداف الحيوية والمنشآت العسكرية والبنية التحتية وعدد الق*ت*لى لم يتجاوز العشرة ! شنو أنت أهبل لو هبيل ! ( يا اهبل لو رونالدو ضرب ضربة حرة مباشرة كان ق*ت*ل اكثر من خمسة وسبعون صاروخ وعشرات الطائرات المسيّرة ) أنت تعلم يا فهلوي ويا مُضحك لدرجة التفاهة بأن روسيا ( حتى إن كانت مخطئة في عمليتها هذه ) تمتلك أكثر من ستة آلاف رأس نووي وسوف لا تأخذهم معها إلى المدافن إن تم حفر المدفن لها . وهذا يعني في نهاية المطاف سيتم حرق البشرية بأكملها وفي مقدمتها الشعب الاوكرايني ( والله يمكن تتمنى ذلك ) ! فماذا أنت بفاعل ! لقد إنقضى الوقت وروسيا سوف لا تُعيد الاجزاء المقطوعة حتى لو تم حرق موسكو سبعه مرات متتالية فلماذا هذا الإصرار على هذا الدمار ! في النهاية ستنحني لما اقوله لك الآن !
يا فهلوي ويا ابو السلفي ( صادقاً لم أرى اقبح من هذا السلفي في حياتي ! سلفي ، يا ابو السلفي ) على الاقل خُذ بنصيحة رفسنجاني والإمام الخميني ( لاء ، هذاك جان ذكي ) وتوقف عن هذه المضحكة التي أنت عليها ولملم جراح بلدك وشعبك إلى فترة أخرى قد تكون الاوضاع قد تغيرّت أو إنقلبت او حصل شيء ما . لا تعلم يمكن أن ينتهي عمر الرئيس الروسي وتأتي قيادة جديدة ويمكن التفاهم معها ! أو يحصل تغير مفاجأ في الحكومة الحالية ( هزة أرضية ، حريق موسكو ، إنقلاب مفاجأ ، تضخُم في شراين القلب ، بواسير طولي ) وغيرها من الكوارث . لا تعلم ماذا وكيف سيأتي القادم فلماذا هذا الإصرار على هذا التدمير . الى متى ستتوسل بالتفهاء كي يمدونك بمدفع ودبابة ! كل هذا من أجل سلفي !!!!! ماذا عن بلدك ومستقبله وشعبك ( أصلاً لا أعتقد لك علم بالشعب والجنود الذين يقضون يومياً ) !
الاجزاء الاربعة الصغيرة التي قطعها الزلزال من أراضي اوكرانيا لم تكن أصلاً مرغوبة لكم وغير موالية لعيونك الجريئة ، فلماذا هذا الإصرار في حرق كل اوكرانيا من أجل كم واحد كانوا يتكلمون الروسية وليست الأوكرانية .
ابو السلفي المضحك : مساحة اوكرانيا بحدود 604000 ألف كم ، تم قطع بحدود تسعون ألف كم والباقي أكبر من مساحة ألمانيا بمرتين فلماذا هذا اللإصرار في خسارة الكُل مقابل مقاطعة كانت تحمل العلم الروسي على ظهرها ! اصبر شوية ، هدي قليلاً ، خُذ نفسك ، لملم جراحك ، وإنتظر الفرصة المناسبة وليس ببعيد أن تأتيك من السماء ..
صادقاً لم ارى في حياتي رئيس مضحك كما أراك ! حتى القذافي !!! لاء ، هذاك ألف الكتاب الاخضر وكان يلوي جسده كالافعى عندما كان يضيق الخُزُق ! بينما أنت كلما ضاق الخُزق كلما فتحت ذراعيك للتوسع ! وين راح إدخلهُم !!
شوف يا فهلوي ويا صغير : الكل يُتاجر ببلدك وشعبك وخاصة الشيطان الاكبر والعم سام . وأنت كما قالوا قد أخرجتَ عائلتك الى الخارج وهذا يعني بأنك تعلب اللعبة والفهلوة والمضحكة لصالح أطراف أخرى وليس من أجل ما تقوله وتدعيه ! سلفي بعد الدمار ! يا عيب الشوم .
أنت مشترك في ج#ريم*ة كُبرى وهي تدمير وق*ت*ل كل الشعب الاوكراني ! أو إنك ترغب في تدمير البشرية برمتها من أجل كَم مواطن روسي وقطعه أرض صغيرة أرادوا أن ينفصلوا عنك ويعودوا الى بلد الام ! يا غريب طُز وألف طُز فيهم ! إتركهم للزمن كما أخبرناك ، ولا نعلم ما يخبي لك الزمن ! الصين تبكي على تايوان أكثر مما يبكي الطفل الصغير على والدته ومع هذا صبرت لأكثر من قرن ولازالت على إسترجاع الطفل المُدلل ! لماذا لم تتعلم ولو حركة واحدة من كل المسرحيات الكوميدية البايخة التي كُنت شاطراً فيها !
شنو إلى متى ستبقى على هذا الدور المُضحك ! ألم يعلموك في المسرح الغربي بأن تنحني أمام العاصفة او عندما تشتد الريح ! ولَك خُذ نفس وهدي قليلاً … يمكن أن تطلع شمس مشرقة وجميلة بعد العاصفة ! لا تضحك لأنك أنت المضحك …
لا يمكن لك التقدم دزن الإستمتاع بالسلفي المضحك !
نيسان سمو 11/10/2022
