آراء متنوعة

نتوء الدراسة الجامعية المسائي / الأهلي / الخاص

دنيا الحيالي

كانت البلاغة أول محاضرة حضرتها عندما أقبلتُ على الحياة الجامعية تحدث فيها الدكتور عن أهمية النجاح وعدم الرسوب بأية مادة من مواد المرحلة الجامعية وشبه الرسوب في أحد موادها بالنتوء أو الحدبة التي تُثقِل كاهل صاحبها، وعدها عيباً يلازمه طيلة حياته الجامعية والعلمية، تشبيه بليغ أليس كذلك؟! أنا أرى إنَّ هذا التشبيه البليغ لا يجب أن يقتصر مفهومه على الرسوب فقط، بل يتعداه إلى نوع الدراسة أيضاً، فالدراسة الخاصة-المسائية أو الأهلية- أصبحت تُشكل عبئاً ثقيلاً يثقل كاهل صاحبها وعيباً قد يرافقه إلى القبر إن صح التعبير، ولا أُبالغ في نظرتي هذه، اليوم المجتمع باوساطه العادية والعلمية ينظر إلى هذه الشريحة بنظرة ازدراء واستغلال مادي بحت، بعيداً عن الأسئلة غير المنطقية التي تدور في اوساطه، مثلاً: لماذا لم يُقبل هذا الطالب بالدراسة الصباحية-الحكومية- ولماذا لم يتجه إليها ؟! هل مستواه الفكري والعقلي ضعيف حتى اتجه إلى التعليم الخاص – الأهلي أو المسائي- وما إلى ذلك من جملة الأسئلة التي تدور في هذا الفلك؟! ولعلَّ المجتمع فاته أَنَّ هناك شيئاً اسمه الظروف التي تحد من تحقيق طموح الشخص أو الرغبة في اللحاق باقرانه، ولا ننسى أيضاً النظرة القاصرة التي تعد هذا الطالب بقرة حالوب تدر ذهباً، أو دجاجة تبيض ذهباً، أو كنزاً من كنوز علي بابا المفقودة، عثرت عليه أو وقع بين يدي المؤسسة التعليمية وعليها الاستفادة منه واستغلاله بكافة الطرائق القانونية الممكنة عبر قراراتها غير المنصفة أحياناً! كل هذا الكلام واقع حال ولا نستطيع تعديله أو التدخل فيه، فهذا ليس من شأننا؛ ولكن توجب علينا نصح هذه الشريحة الطلابية والخريجين منها، بضرورة الاحتفاظ بكافة الوصولات التي تخص أجور الدراسة تلك، وقرارات الإعفاء إن شُملوا بها، والمطالبة بأخذ النسخ التي تخص ذلك من الكلية؛ لأنه وببساطة شديدة وعند مراجعة الكلية بعد فترة من الزمن- طالت أم قصرت – لسحب وثيقة تخرج أو ما إلى ذلك، سيكتشف ذلك الخريج بأَن بعض الكليات لا تحتفظ بنسخ من الوصولات المعطاة لطلابها، ولا حتى بقرارات الإعفاء الخاصة بهم، وقلنا بعض الكليات حتى نخرج من دائرة العموم أو الإساءة للمؤسسات التعليمية ، وإن أحسنا الظن واحتفظت الكليات وحساباتها بالنسخ المعطاة للطلبة والخريجين، فالنفرض أنَّ اجهزة الحاسوب المدونة عليها معلومات الطلبة و وصولاتهم تعطلت أو الأوراق والمباني احترقت وتضررت وهذا الأمر شائع أثناء الحروب، طيب من سيتحمل هذه التبعات وفقدان المعلومات؟!. نعم لا يدور رأسك كثيراً ولا تسأل، إنه أنتَ عزيزي الخريج؛ لهذا عليك الاحتفاظ بكافة وصولاتك وقرارت الإعفاء التي تخصك وتسعى للاحتفاظ بها والحصول عليها حتى لا تقع في مأزق الدفع مجدداً للحصول على شهادتك أو وثيقة تخرجك، فبعض الأشياء التي تعدها تافهة ولا تأخذها على محمل الجدية قد تُشقيك مستقبلاً وأنت لا تدري ومَنْ مِنّا يدري ؟!. كن أكثر حذراً وحرصاً وفي النهاية تذكر: أنك لا تمتلك تلك الدجاجة أو البقرة الذهبية، وبالأحرى أنك لا تمتلك كنز علي بابا؛ ولهذا عليك أن تكون أكثر حرصاً…وعلى قولة أهلنا قديماً : كانت النصيحة بجمل، ولا تقل سأتحدث واناقش بالمنطق إن تعرضتُ لهكذا موقف وبراءة ذمتي تتحدث وتشهد!. سامحني في صراحتي واسمحلي أن اقول لك:”إنَّ منطق هذا الزمن المادة وما مُلء جيبك منها” ، وأمَّا براءة ذمتك دون وصولاتك والقرارات التي لم تحتفظ بها أو تسأل عنها في حينها، لا تأكل ولا تشرب-انقعها واشرب مائها؛ لأنه براءة الذمة تُعد من الشكليات التي عقلك لن يستوعبها إن تعرضتَ لهذا الموقف، وإن وقعتَ في هكذا مأزق يا عزيزي الخريج، فلا تستغرب أن تُسأل كيف حصلت على براءة الذمة، بل سترى العجائب بسماعك أنك حصلت عليها سهواً أو كرماً من الكلية أو لعلك كنتَ ترتدي طاقية الاخفاء حينها والآن حان وقت التسديد… واالخ الخ الخ، وبالنهاية لن تسمع إلا صدى صوتك والمادة التي عليك دفعها بأي ثمن دون وجه حق !!.نصيحة/حافظ على حقك بمحافظتك على أوراقك و وصولاتك !.ولاتنسى :إنك الحلقة الاضعف-عزيزي المواطن- فقد تتحمل نتيجة إهمال أو تقصير بعض الموظفين أو أي خلل لا دخل لك فيه…

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!