الحوار الهاديء

مجزرة الكنيسة البطرسية والأرهاب الأسلامي

الكاتب: وردااسحاق

مجزرة الكنيسة البطرسية والأرهاب الأسلامي

بقلم/ وردا أسحاق عيسى

وندزر – كندا

 سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ 

“يو 2:16”

مجزرة جديدة ، بل أنتصار جدبد سجله أبطال الحركات الأسلامية الدموية التي تسمى بالصحوة الأسلامية . هذه الغزوة كانت على الكنيسة البطرسية في قلب القاهرة ، متحدية السلطة . نشعر كلنا برد فعل عندما نسمع من قادة المسلمين بأن هذه الأعمال تتناقض مع فكر الأسلام الحنيف ، لكن كذبهم هذا ومكرهم لا يتفق مع تأييدهم ودعمهم لهذه الحركات الأرهابية ومنها الأخوان المسلمين والقاعدة ود*اع*ش والنصرة وح*ما*س وغيرها . فالأزهر أعلن بأن جماعة د*اع*ش ليسـت كافرة ، من باب أن قادة الأزهر لا يحبذون مصطلح الكفر لمن نطق بالشهادتين رغم كون الذين يدمرون بلدهم هم والأخوان والسلفيين وغيرهم . وهكذا بالنسبة الى شيوخ السعودية الذين يدعمون الأرهاب بفتاويهم المسمومة وتحريض الشباب للذهاب الى الجهاد لأجل تدمير بلدان عربية مسلمة . وما يزالون يجاهدون هم ونسائهم من أجل أنجاح الربيع العربي بأموالهم وشبابهم وفتاويهم . وهل الأسلام برىء من هذه الأعمال ؟ أم هذه الأعمال المشينة لم تكن غريبة يوماً عن الأسلام منذ نشأته لحد اليوم وكما يقولون الأعلاميين وكتاب مسلمين مثقفين راغبين بأن يقولوا الحق كسيد القمني و أبراهيم عيسى وأديب وأسلام البحيري وفاطمة ناعوت ويوسف الحسيني وغيرهم يشيرون الى أن أعمال الأخوان المسلمين أو الدواعش وغيرهم موجودة بحذافيرها في كتب التراث الأسلامي ، والأسلام عبر التاريخ فعل مثل هذه الأعمال ، بل أكثر منها كقادة الأسلام الذين يسمونهم ( بالخلفاء الراشدين ) 

فأبو بكر الصديق كان يحرق المعارضين لسياسته ، وبسبب تأثر أبراهيم السامرائي بسيرته أسمى نفسه بأبو بكر البغدادي لكي

يقتدي بسيرته ، وهكذا كان يفعلون زعماء السلف الصالح الذين يعتبروهم اليوم أسوة حسنة . فالأخوان المسلمين في مصر والعالم يقتدون بأبو بكر وعثمان وعمر بن الخطاب وغيرهم ويسيرون على نفس الدرب للوصول الى نعيم الحواري .

عرس جديد في الكنيسة البطرسية والذي يتعانق مع عرس سابق وقع في كنيسة النجاة في بغداد . يقدم عرس الكنيسة البطرسية 24 شهيداً نالوا أكليل الشهادة بعد تناولهم جسد الرب المقدس في الربع الأخير من القداس الألهي . بدأت الكنيسة بتشييعهم في موكب أرضي مقدس رافقهم بابا الكنيسة المرقسية المضطهدة مع الأساقفة والكهنة والمؤمنين وكذلك رئيس الدولة وشيوخ الأزهر اللذين يتلذذون بالسير خلف جنازة ضحاياهم ، يبدون حزانى من الخارج أما من الداخل فهم ذئاب خاطفة لا رحمة لها . أستمر الموكب من الكنيسة الى مثوى الشهداء الأخير وأنتهى في السماء ليستقبلهم رئيس الكنيسة السماوية والأرضية ، أنه ملك الملوك ورب الأرباب والحاكم العادل للذين ق*ت*لوا هؤلاء الأبرياء .

الضحايا هم من النساء والأطفال لأن المنتحر فجر نفسه في الجزء الخلفي من الكنيسة . سيكون حكم الرب عادلاً في يوم الدين وبدون رحمة لكل من أشترك في تدبير هذه الج#ريم*ة . 

المسيحي يعيش في هذا العالم بثبات في أيمانه وعقيدته ومحباً لكل البشر ، ويصلي من أجل أعدائه كما صلى سيدهم لصالبيه فوق الصليب . المسيح الذي صلب من أجل العالم يسري في دم كل مسيحي وفي فكره وروحه فأن عاش فللمسيح يعيش ، وأن مات فله أيضاً يموت .

لنسأل ونقول لمن تعمل هذه الأحزاب الأسلامية ، ومن هم الداعمين لها سياسياً ومادياً ولوجستياً ؟

تبدو كل الأحزاب الأسلامية بأنها تعمل من أجل مقاومة الغزو الأمريكي والغربي على منطقة الشرق الأوسط ، فتبدا أولاً على شكل ميليشيات أرهابية كد*اع*ش والنصرة لكنها لم تصطدم يوماً بالجيش الأمريكي ، بل زادت أعمالها لتدمير العراق بعد خروج الجيش الأمريكي من العراق لكي تحتل ثلث العراق وأجزاء كبيرة من سوريا بدعم من جبهة النصرة السورية التي تحولت الى شبه دولة بمباركة السعودية والقطر وتركيا . وهكذا بالنسبة الى أخوان المسلمين المدعومين من تلك الدول أستطاعوا الوصول الى كرسي الحكم بقيادة الرئيس مرسي الذي أستلم دعماً من أميركا قدره 8 مليار دولار لتدمير مصر ، والآن الرئيس المنتخب ترامب يسأل عن مصير تلك المبالغ . لولا حكمة وقدرة وشجاعة الجيش المصري بقيادة الرئيس سيسي الذي قاد أنقلاباً سريعاً أجهض فيه كل خطط أميركا وحلفائها لكانت مصر اليوم ممزقة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن التي دمرتها السعودية . 

هذه المنظمات الأرهابية المتوحشة قد لا تكون من صنع الغرب ، بل نشأت بسبب تمويلها وتغذيتها بأيديولوجية الكراهية النابعة من كتب الدين الأسلامي ومن حكومات الدول الأسلامية المعروفة التي تدعم هذه الحركات وتلك الآيديولوجية المتطرفة التي تدرس في مدراس ومعاهد وكليات أسلامية كما تذيع على منابر الجوامع والفضائيات والصحف اليومية من أجل زرع الحقد والكراهية وحب الأنتقام والتحريض الى الجهاد المقدس لق*ت*ل الأبرياء وتدمير بلدان بأموال البترول التي كانت دائماً السبب الرئيسي في دعم التطرف وزرع الحقد والعدوانية في العالم العربي . فالشرق الأوسط يدمر نفسه بنفسه بعيداً عن أميركا وأوربا واس*رائ*يل . نعم هم المستفيدين من هذا الوضع المشين وذلك لأجل حصر العن*ف والحقد والأنتقام الأسلامي في الدول الأسلامية نفسها بعيداً عن أراضي الغرب وهذا من حقهم ، لكن كان عليهم أن يحافظوا على الأقليات المضطهدة وخاصةً المسيحية المسالمة والتي لا تعادي الغرب ولا الأسلام ، بل تعيش في وسط الأضطهاد الأسلامي منذ نشأته الى اليوم . كذلك لأجل مصلحة الغرب الذي يبيع لهذه الدول وخاصة السعودية ودول الخليج الأسلحة الحديثة وتكنولوجيا الخراب لأجل أنعاش أقتصاده . لهذا يسكتون عن جرائم الأخوان ود*اع*ش والسلفية وغيرهم مراقبين للمشهد من وراء الستار ، لكي يظلون طرفاً ثانوياً في اللعبة ذاتها وكأنهم أبرياء ، ويستفيدون لما يحدث ، متفرجين الى الخراب والدمار والحروب ويعملون على أطالتها دون أن تستهلك أسرائيل وأميركا وأوربا دولاراً واحداً لأن مجانين السعودية والقطر يقومون بالواجب ويتقنون هذا الدور لأجل عيون أسرائيل والغرب . الغرب لا يمنع أعمال الأرهابيين ما دامت لا تمس دولهم إضافة الى دفع هذه الدول الى صراع مستمر لكي تتدحرج يوماً بعد يوم نحو هاوية الخراب والدمار الكامل وبأيدي أبنائها . فالذين يدعون بالأسلام والحفاظ عليه كالسعودية والأخوان في مصر هم الذين يدمرون الأسلام ويفضحونه لصالح الغرب ، يصرفون المليارات من فوائض بترولهم للأرهاب ولصحوة الخراب التي تسمى بالصحوة الأسلامية والتي لا تنتقم من أميركا بل من بلدان أسلامية وشعوبها وخاصة المسيحيين منهم الموجودين في بلدانهم رغم كونهم هم الشريحة الأصلية في المجتمع والبعيدين كل البعد عن السياسة وعن الغرب الملحد الذي لا يكترث أبداً لموضوع أبادتهم من قبل أبناء هاجر ، ولفظة هاجر تطلق على جبل سيناء ، في بلاد العرب وكما يسميه الكتاب المقدس ، وهم يمثلون أورشليم الأرضية ، فأنها مع بنيها في العبودية . أما المسيحيين فهم أبناء سارة العاقرة السيدة ، أي أبناء الحرة . فأنه قد كتب ( أفرحي أيتها العاقر التي لا تلد ، أهتفي بأعلى صوتك أيتها التي لا تتمخض ، لأن أولاد المهجورة أكثر عدداً من أولاد التي لها زوج ! ) المسيحيون هم أولاد الوعد كأسحاق ، ولكن ، كما كان في الماضي المولود بحسب الجسد ( أسماعيل ) يضطهد المولود بحسب الروح ( أسحاق ) ، كذلك أيضاً يحدث الآن ! ( طالع غل4: 21-30 ).

ليرحم الله شهداء الكنيسة البطرسية ولذويهم الصبر والأيمان

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!