الحوار الهاديء

وضع العراق المأساوي ! كيف الخلاص !

 لا علم لي بتفاصيل الدستور العراقي ولم اتطلع على خلطتها الباذنجانية  وذلك ببساطة لأن الفقرة الثانية تفي بالباقي ! أي إن كُل الفقرات الاخرى لا قيمة لها ولا جدوى من مَضيعة الوقت فيها ! ولأن ذلك الدستور وتلك الفقرات نَصّها بعض المتخلفين والمنافقين وحتى ار*ها*بيين فإذاً افضل طريقة للخلاص هو تغير ذلك النص ! نقطة ( إذا تريدون دستور حقيقي راح اشحن واحد لكم يفي بتغيركم جميعاً ) والله فكرة كل واحد يكتب دستور بالبيت وعلى قياسه .

مأساوية العراقي تُكمن في سماح ذلك الدستور لتشكيل احزاب لا علاقة لها بالسياسة بل المذهب هو سياستها . وهنا تُكمن الخطورة ، لأن القدسية تدخل على الخط وتُمنع أي تغير او تبديل او إلغاء لتلك القدسية السياسية ( حرام دخل على الهاتف ) !

وبما إن تلك الاحزاب المذهبية متنوعة كالتنوع  الطائفي والمذهبي لفسيفساء المكون العراقي إذاً لا  مفر من تواجد جمهور كبير لتلك المذاهب والطوائف وحتى العشائر ( كل شيخ حاشر ربع مساحة العراق تحت عباءته ) .

وهنا يُكمن الفشل في أي انتخابات سابقة او مستقبلية ! أي حزب يفوز بعدد اكبر من الاصوات لا يمكن له تشكيل حكومة بمعزل عن الاحزاب الخاسرة ! والله احلى فكرة ! شياطين حاسبين حساب لكل حزب ار*ها*بي او غير عراقي الاصل !

وكمثال على ذلك هو نتائج الانتخابات الاخيرة والذي تفرد بها التيار الصدري ، هذا الفوز لا يسمح له بتشكيل أي حكومة دون التفاهمات بين الاحزاب الخاسرة ! كلمة التفاهُمات هنا هي الج#ريم*ة الكاملة ! ماذا يعني التفاهمات مع احزاب اسقطها الشعب ! يعني ببساطة إذا ماقامت الاحزاب الخاسرة بتشكيل تجمع وحدوي معارض وضم المقاعد التي حصلوا عليها مع بعضها فستُشكل حزب اكبر حتى من الحزب الفائز ، وهذا الذي حصل سابقاً ، وبهذه الحالة سيضطر الحزب الفائز أما بترك العراق دون حكومة ( يعني تعطيلها ) او سيضطر للتفاهم مع الخاسرين لتشكيل حكومة ، وبما إن التكتل الخاسر مقاعده اكثر  من مقاعد الرابح فليس أمام الرابح غير تقديم التنازلات للخاسرين لتشكيل تلك الحكومة . يعني دخول الشخصيات الخاسرة من قبل الشعب العراقي بنفس القوة كما لو كانوا هُم الفائزين ! فكرة ولا اجمل منها! لتقريب الصورة بمثال :

الشعب رفض الحشد الشعبي وحزب دولة القانون وح*زب ال*له ( كُلهم شيعة إيرانية مو عراقية ) وإختار التيار الصدري ( شنو الفرق ما اعرف) والاحزاب الثلاثة المذكورة وحدت او دمجت مقاعدها في تشكيل مُعين فلا مفر من رجوع التيار الصدري لتلك الاحزاب لإشراكها في حكومة هجينية لا تختلف عن سابقتها وليست كما طالب الشعب !

وهنا الطامة الكبرى ! لأن على الذي يقوم بتشكيل الحكومة والذي اختاره الشعب أن يملك اكثر من نصف مقاعد البرلمان ( نصف زائد واحد ) وبما إننا ذكرنا فسيفساء المكون العراقي ففي هذه الحالة سوف لا يحصل الشعب العراقي في حياته على حكومة مستقلة او وطنية او علمانية ( من ويييييين راح يُوصل الصدري الى نصف زائد واحد إذا لم يتوسل بالعامري والهادي والمالكي ) الله لا يجبركم بجاه النبي موسى ! ! حتى لو  اختار الشعب غداً الحزب الشيوعي العراقي ( مثال أعوج ) فعليه الهروع والتوسل بالتيارات الدينية ليتقاسم معهم الفساد ( شوف المصيبة ) !

إذا الشعب العراقي  سيلف ويدور في حلقات فارغة بما دستوره لا يسمح للحزب الفائز بتشكيل حكومة لوحده ! وبما إن التفاهمات والمشاركات هي سيدة الموقف وسؤالي هنا هو : إذا كانت التفاهمات والمفاوضات والتقاسمات هي الاساس في تشكيل أي حكومة فما الداع لإجراء الإنتخابات اصلاً ! حجز وتدويخ الشعب لأشهر طويلة ومنافسات وبرامج ومصاريف وتغطية الشوارع والأعمدة الكهربائية بِصوَر الفنانين وفي النهايه التفاهمات هي الخطوة اللابد منها ! ليش الإنتخابات أصلاً ! ليش ما تقوم تلك الاحزاب بتلك التفاهمات بعد كل اربعة سنوات لتشكيل حكومة طائفيه هجينية دون دوخة الشعب ! هَم فكرة !

الدستور العراقي يتكون او يشمل على مائة واربعة وأربعون مادة مقسمة ومتفرعة إلى سبعة ملايين فقرة ، لأن كل فقرة مادة مذهبية وطائفية تتكاثر وتنتج عنها آلاف الفقرات لتخفيف الضغط على المادة والفقرة التي سبقتها . بينما الدستور الحقيقي والنظيف لا يحتاج الى اكثر من عشرة مواد وبعض الفقرات الملحقة . ولهذا يتم تشكيل سبعون وزراة ووزير  وحقائبهم وملحقاتهم في العراق بينما كل الولايات المتحدة لا تملك أكثر من عشرة وزراء ! وبهذا يزداد النهب والفساد في وادي الانبياء اكثر من الولايات المتحدة الكافرة بسبعون مرة ! لَعَد الشغلة هَوَنتة ! ليش الجماعة أغبياء !!

إذاً الدستور اعوج ويسمح بكل هذا اللغط ولا يسمح وسوف لا يسمح بتشكيل حكومة نظيفة مستقلة إن لم يتم حذف ورمي ذلك الدستور وتطوير آخر مقتضب يكون فيه العلم والعلمانية هي الاساس ولايسمح بهذه الهيصة المفروضة على أي حزب فائز .

هل تعلمون تجربة فوز حزب مستقل لأربعه سنوات دون إضطراره لمشاركة الآخرين به أفضل بمليون مرة عن احزاب تنسخ بعضها البعض في كل أربعة سنوات حتى لو كان الحزب الفائز حزب طاجي او آري أو بهشتي ! على الاقل بعد أربعه سنوات سيدرك الشعب مزاعم وناتج ومردود ذلك الحزب وسيقوم بتغيره في السنوات اللآحقة وتنتهي تلك التجربة المريرة . بينما في الوضع الحالي سيتم إستنساخ كل تلك الحكومات الفائزة في كل دورة إنتخابية . والدليل على علمية ذلك ، منذ السقوط مرت على العراق عشرات الحكومات خلال عقدين من الإنتخابات المتكررة والنتيجة من فساد لأكبر ! من فقر وجوع وتشريد أكبر ، من إنعدام الامان وزيادة الار*ها*ب والخطف والق*ت*ل الممنهج اكثر فأكثر ، من إنقطاع الكهرباء وشح المياه وفقدان الصحة اكثر فأكثر  …………………. خُما راح أعدهُم كُلهُم !

يجب عليكم إلغاء ورمي هذا الدستور الطائفي ورسم دستور جديد لا تدخل فيه أي فقرة دينية يضطر الإنسان العراقي إتباعها ! نقطة . حتى الإشكالات الدينية يُمكن حلها بالطرق العلمية !

دستور على الاقل يسمح بالفائز بتشكيل حكومة إن جمع رُبع أصوات المقاعد ( على سبيل المثال ) وبذلك سوف لا يضطر للعودة الى كل الاحزاب الار*ها*بية للوصول الى نصف زائد واحد ( خَلوها ناقص واحد ) !! هنا ستحدث المفارقة ، وهي إن تَجَمُع وتكتل تلك الاحزاب الطائفية سوف لا تجدي نفعاً لأن الحزب الفائز قد لا يحتاج إلا الى حزب صغير او بعض الكوتات للوصول الى ربع زائد واحد . ستضطر هنا وبالعنوة تلك الاحزاب تغير سياسيتها وتوجهاتها لمحاولة التقرب من افكار وأهداف الحزب الفائز كي تشاركه الحكومه ولكن حسب شروطه التي اختارها الشعب وليس شروط الخاسر . بشرط أن يكون الدستور قد سَنّة فقرة خاصة يلزم الخاسر بإحترام النتائج والقبول بها وأي تهديد بقوة السلاح سيُعتبر ذلك الحزب حزب غير عراقي وار*ها*بي وبالتالي إخراجهُ من العراق حق مشروع ! والله فكرة حلوة . طبعاً إذا كانت الإنتخابات نزيهة وغير مغسولة بمياه عفنة ( حتى لا نظلم الخاسر ) ! ..

شوفو إشكد العملية سهلة ! دستور عشرة فقرات بسيطة يُحوَل العراق الى دولة حقيقية كما باقي دول العالم ويُخرجه من هذا الطريق المُظلم الدموي المستميت للعطش الفسادي والار*ها*بي والطائفي…

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

نيسان سمو 16/10/2021

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!