مقالات سياسية

هل تعي حركة التغيير ونوشيروان مصطفى الخطورة المحدقة بكوردستان وشعبها بسببهم

الكاتب: لقمان درويش زاخويي
هل تعي حركة التغيير ونوشيروان مصطفى الخطورة المحدقة بكوردستان وشعبها بسببهم
بقلم: لقمان درويش زاخويي
يبدو أن الكثير من الساسة والحركات والاحزاب السياسية في كوردستان، لا تعي الخطورة المحدقة بالشعب الكوردي، هذه الخطورة التي جاءت نتيجة إنتصار حركة التحرر الثورية الكوردستانية بقيادة الملا مصطفى البارزاني، الذي قدم كل ما هو غالي ونفيس في سبيل تحرير شعبه الكوردستاني من العبودية، وقدم مع أبناء جلدته التضحيات الجسام، آلاف من الشهداء لتمهيد الطريق أمام الأجيال المتعاقبة في ان تعيش حياة حرة كريمة.
وبسبب تلك الإنتصارات التي حققها شعب كوردستان في نيل حقوقه المشروعة، أصبح هذا الإنتصار ثقلا على كاهل بعض الدول والساسة في المنطقة، بسبب تحرر شعب كوردستان من قبضة العبودية، وخوفا من أن تكون تجربة إقليم كوردستان الديمقراطية درسا لشعوب ودولا أخرى، حيث تم تصدير الأجندات التي يعمل عليها أناس مأجورين لا يعلمون خطورة ما يقومون به بأسم الديمقراطية والإصلاحات، الذي هو عكس ما يقوم به أولئك المأجورين من تنفيذ مخططات يراد بها إبعاد الديمقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني عن الساحة النضالية والسياسية، بالظبط مثلما ما قامت به حركة التغيير ونوشيروان مصطفى، عندما أرادوا الإنقلاب على الديمقراطية بحجة الإصلاحات والدستور والقانون، الذي هو أصلا موجود على أرض الواقع بشهادة العديد من دول العالم الأوربية والأمريكية والعربية، وبشهادة مواطني كوردستان الذين إنتخبوا وما زالوا مصرين على إنتخاب الرئيس بارزاني لإدارة أمور وسياسة الإقليم.
وهنا إختلط على نوشيروان مصطفى وحركة التغيير الحابل بالنابل، لأنهم كانوا يشغلون مناصب وزارية ومؤسساتية حساسة من جهة، وكانوا معارضين لحكومة إقليم كوردستان من جهة أخرى، وتبين هذا عندما قاموا بتحريض ودفع عددا من الأطفال للوقوف بوجه القانون والحكومة، بحجة المطالبة بالرواتب، التي تأخرت بسبب الحالة الإقتصادية التي تواجه إقليم كوردستان، وأيضا بسبب عدم إرسال ميزانية الإقليم من قبل حكومة المركز، وهبوط أسعار النفط الى ادنى المستويات، والأهم من ذلك مواجهة د*اع*ش في حرب شرسة تحتاج الى الكثير من التمويل لديمومة الدفاع عن كوردستان وحماية شعبها، فتحويل مظاهرات سلمية الى مظاهرات للعن*ف والتخريب والق*ت*ل، لهو دليل ملموس على تنفيذ أجندات ضد الديمقراطية والمؤسساتية والقانون في إقليم كوردستان، وإلا فكيف نفسر هجوم بعض
الأطفال الذين تم تحريضهم لتوجيه المظاهرات السلمية الى منحدر آخر أخذ طابع العن*ف عندما توجه أولئك الغوغائيين الى مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التي يحرسها أعضاء الديمقراطي الكوردستاني والذين لم يستلموا هم أيضا رواتب عدة أشهر.
إذا ما السبب في توجيه حركة التغيير تلك المظاهرات بإتجاه العن*ف والتخريب وزعزعة أمن إقليم كوردستان، ألا يعير نوشيروان مصطفى وحركة التغيير إهتماما لما يحدق بإقليم كوردستان من أخطار جمة تتمثل بار*ها*ب د*اع*ش، ومخططات بعض الدول بنسف التجربة الديمقراطية التي حظي بها شعب كوردستان، ألا ينظر أولئك الى ما يواجه هذا الشعب المناضل الذي قدم التضحيات الجسام على مدى سنين طوال والتصدي للمخاطر التي تواجه إقليم كوردستان من داخل المؤسسة السياسية العراقية في الداخل والخارج، ألا يلاحظون أن هناك متغيرات آنية في المنطقة يجب الحذر منها والإستعداد لها؟ ولكن يبدو أن هناك بالتأكيد أجندات يريدون بها إضعاف قدرة شعب كوردستان والبيشمركة في تصديهم للار*ها*ب، كما أن هذا الوقت ليس بالوقت المناسب لكي يعلنون عن نيتهم بتصفية حسابات شخصية يريدون بها أن يكون شعب كوردستان ضحية نياتهم المبطنة، ويبدو أن هناك بعض الدول أو الساسة في العراق يرتبطون ويحملون بشكل أو بآخر فكر ونهج حركة التغيير لإفشال هذه التجربة وإعادة الشعب الكوردي الى زمن العبودية والمظلومية المقبور.
وهناك حقيقة أخرى، مفادها أن جميع الدول المتحالفة في حربها ضد الار*ها*ب قد أعلنت صراحة، أن ظرفا راهنا كالموجود حاليا في المنطقة بحاجة الى الشخص المناسب والمتمثل بشخص مسعود البارزاني، بسبب حنكته السياسية والعسكرية، وبسبب ما يحظى به من ثقة الدول التي لا تعد وتحصى عدا عن ما يكنه له شعبه من حب وإحترام وثقة، كما أن المعركة ضد تنظيم د*اع*ش تعتبر من أكبر وأخطر معارك العصر، فالخطر يحدق بكوردستان قبل اي مكان آخر في المنطقة، فكان من المفروض واللائق على نوشيروان مصطفى وحركة التغيير أن تشد على يد الرئيس بارزاني والبيشمركة المرابطين على جبهات القتال بقوة، وتقدم العون بكل انواعه لتفويت الفرصة على المتربصين، لا أن يقوموا بفتح ثغرة ما لتغلغل قوى الشر الى داخل أرض كوردستان، لكنهم للأسف قاموا بعكس ما يصبوا اليه شعب كوردستان، فبدل أن يتراصوا مع صفوف الاحزاب والتيارات الكوردستانية الاخرى صفا واحدا، حاولوا شق ذلك الصف وخلطوا الأوراق، وأصبح الشعب الكوردستاني لا يعلم سبب هذه الفوضى التي خلقوها، أهي بسبب الديمقراطية المزيفة التي يتحدثون بها، أم بسبب عدم إعادة أراضي كوردستانية خارج الإقليم، أم بسبب تأخر الرواتب كما
يدعون أم بسبب الإنقلاب على الحكومة والرئاسة في إقليم كوردستان، ام بسبب أجندات هم وحدهم يعلموها.
وهنا تجب الإشارة الى أن الأخطار المحدقة بإقليم كوردستان ليست بالقليلة، ومنها حالة نصف الجمود في العلاقات بين المركز والإقليم، والحالة الإقتصادية الصعبة التي يمر بها الإقليم، وعدم إرسال المركز حصة الميزانية المخصصة ورواتب موظفي إقليم كوردستان وتفجير أنابيب النفط، والتصدي الى الهجمات الشرسة للار*ها*بيين الدواعش، كلها أخطار تواجه إقليم كوردستان يجب علينا أن نتلمس صعوبتها، لا أن يزيد بعض الساسة والتيارات في كوردستان من تعقيد الامور أكثر فأكثر وزيادة خطرها على شعب كوردستان، بحيث تصل لا سامح الله الى نتائج لا تحمد عقباها، فيجب على أولئك الساسة المحرضين على العن*ف الخجل من كلام الأخوات والأخوة العرب من ساسة وكتاب ومثقفين حتى من الدول الأجنبية، حينما يدعون الأحزاب الكوردية الى رص وتحصين صفوفهم والحفاظ على منجزات ثورة أيلول وكولان بقيادة البارزاني الخالد، لذلك يجب أن نشعر بالخجل من أولئك في أن يعلمونا رص الصفوف والحفاظ على المكتسبات، ونحن من أبناء جلدة واحدة، والأولى بنا أن نقول لبعضنا البعض، لنرص صفوفنا ونحافظ على تجربتنا، وعدم السماح لنوشيروان مصطفى وحركته أن يعيثوا في أرضنا فسادا بإسم الديمقراطية والإصلاح الكاذب، وأن يعلموا ويعوا جيدا بأن الشعب الكوردي لم ولن يقبل مرة أخرى في أن تشوب تجربته الديمقراطية أي شوائب أخرى، كما يجب أن نقول جميعا دون إستثناء ألا تعي حركة التغيير ونوشيروان مصطفى الخطورة المحدقة بكوردستان وشعبها بسببهم؟؟؟..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!