مقالات دينية

موعظة ألأحد السادس من الدنح ( 1/2/2015)

الكاتب: المطران سعد سيروب
موعظة الاحد السادس من الدنح (1/2/2015)

 
قراءة ألأنجيل المخصصة حسب طقسنا الكلداني يوحنا 3/ 22-36

المطران سعد سيروب
تضع الكنيسة أمامنا اليوم هذا النص الذي يُعتبر صدى لنقاش دار في بداية الكنيسة بين تلاميذ المسيح، وبين تلاميذ يوحنا: من هو الاعظم، يوحنا أم يسوع؟ فيسوع يعمذ ويوحنا أيضاً.

يقدم لنا الانجيل مرّة أخرى شخص يوحنا المعمذان كشخصية تتحلى بوعي إيماني كبير وتواضع كلي يقدم نفسه على أنه “صديق العريس” الذي يفرح للعريس وعروسه. يبين يوحنا كيف أن عطية السماء لنا هي التي تصنعنا: “لا يأخذ أحدُ شيئاً إذا لم تعطيه أياه السماء”. لسنا نحن من يصنع أنفسنا أو يقرر قيمتها، أنها عطية الله العظيمة هي التي تعطي لكل واحد منّا قيمته ومكانته. فالحبّ الذي نستلمه هو أعظم منّا بلا حدود. ومن هذه العطية قد ولدنا، وهي تُعطى لمن يشاء الله أن يعيطها.
يوحنا يعي بكل تواضع أنه ليس هو المسيح وأنه مجرد “رسول قدامه”. لا يدعي ولا يطالب بحقوق، وانما يضع نفسه بكليته كمَن يُعد الطريق ويهيئه للمسيح. لا يهمه مدى تقدير الناس واطرائهم، بقدر ما يهمه انه كان لحظة صادقة في خدمة الآخرين والاشارة الى محبة الله العظيمة لنا.
حياة يوحنا تصبح برنامج شهادة حيّة: “له ينبغي أن ينمو وليّ أن أنقص”. برنامج كلّ همه التركيز على العطية الكبيرة الممنوحة لنا: “المسيح، ابن الله الحي”. لم يعد التركيز على يوحنا بل على المسيح الذي جاء ليُهيء الطريق. يوحنا يعيش حركة تخلي عميقة تطبع حياته. وهو مستعد للموت من اجلها.
من هذا العطاء والى حركة هذا الحبّ دُعينا جميعاً لنكون جزءًا منه. المسيحي مدعو ليكون جزءا من حركة الحبّ العظيم الذي يقف على أصلنا جميعاً، الذي كشفه لنا ربنا يسوع المسيح في موته وقيامته: “من يؤمن بالأبن له الحياة الابدية. ومن لا يؤمن بالابن فلا يرى الحياة، بل يحلُّ عليه غضب الله”.
يسوع هو الآتي من السماء، هو عطية الآب لبني البشر. وأمامه لا يجب أن يبقى فينا أي أثر للكبرياء وينتصر فينا إلا الحبّ والعطاء. حياتنا تصبح شهادة حيّة لذاك الذي اعطانا كل شيء بابنه يسوع المسيح.
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!