مقالات

ملايين الدولارات !!

فى الوقت الذى تشكو فيه البلاد من الفقر والفاقة والصعوبات الإقتصادية والديون الخارجية وندرة العملة الصعبة، وكذلك عدم الشغف الجماهيرى بكرة القدم بسبب تصاعد الحرب الإجرامية على فقراء وبؤساء غ*ز*ة وإبادة أطفالهم ونسائهم بلا رحمة،
ووسط تصاعد الدعوات الصهيونية والأمريكية والأوروبية من أجل تشجيع الفلسطينيين على الهجرة للخارج سواء إلى سيناء أو غيرها ، فجأة طلت علينا الأخبار من النادى الأهلى المصرى تفيد بالتعاقد مع اللاعب ( الفلسطينى) وسام أبو على بقيمة تصل إلى7.2 مليون دولار ، فمرتب اللاعب السنوي مليون و200 الف دولار بإجمالى 5 مليون دولار خلال أربع سنوات مدة التعاقد، بالإضافة لقيمة الصفقة مع النادى الدانماركى والتى تقدر بحوالى 2 مليون و200 الف دولار ،
، ورغم أن اللاعب مولود فى الدانمارك ويحمل الجنسية الدانماركية، إلا أن الأنباء المنشورة ركزت فى معظمها على كونه فلسطينى الجنسية ومن ( أب وأم فلسطينيين)
وتوازيا مع ذلك التعاقد كانت هناك أنباء عن طفل فلسطينى فقد أسرته وتعرض للأصابة بحروق شديدة فى غ*ز*ة ( مثله مثل آلاف الضحايا) لكن هذا الطفل المحظوظ( وحده )إستغاث (بمصر والأهلى ) فإستجاب له مسئول فى (حزب مستقبل وطن والأهلى) بأنه مرحب به تماما وستتم اجراءات استقباله وعلاجه واقامته فورا !؟
ولمن يلتبس عليه الأمر نقول أن هناك علاقة وثيقة بين القصتين،وعامل مشترك واحد يمتلك جماهيرية وقبولا شعبيا كبيرا تم استخدامه ليلعب دورا له أهداف مشبوهة لا تصب سوى فى صالح الص*ها*ينة وحلفائهم ، فبدلا من دعم الضحايا جميعهم ( وليس طفل منتقى) من خلال تبنى النادى لتنظيم مباراة جماهيرية تحول ايراداتها للضحايا لدعم صمودهم وتثبيتهم وعلاج كل أطفالهم دون اعلانات ومتاجرات، وجدنا تركيزا على طفل واحد تحاط به الأضواء وتلتقط الصور،
ثم إنفاق أشبه بالسفه لملايين الدولارات على شراء لاعب فلسطينى واحد أيضا، ومن نادى أوروبى وبشكل مفاجئ لايتناسب مع الوضع الاقتصادى الداخلى ،
لكن الكارثة الأكبر لا تتعلق فقط بحجم الإنفاق الذى تم، ولا فى عدم المساعدة الحقيقية للضحايا جميعهم، لكنها تكمن فى تلك الرسالة المزدوجة الواضحة التى يراد تمريرها للضحايا فى غ*ز*ة وكل فلسطين بنشر هذين الحدثين وترابطهما الزمنى ، والتى مفادها بإختصار : ” أنكم إن تمسكتم بالبقاء فى غ*ز*ة سيصبح مصيركم الق*ت*ل والسحق والأبادة ” وسيكون مصير أبنائكم الحرق والبتر والضياع فى الفيافى بلاثمن” كما حدث مع ذلك الطفل المسكين المحترق الذى فكر هو نفسه بطريقة أفضل من أسرته، فنال فرصة جديدة للحياة، لكن بعد أن فقد أهله وتعرض لعذابات م*روع*ة ،
” أما إذا نحيتم الشعارات جانبا، وإلتزمتم العقل، وفضلتم مصالحكم الخاصة ومصالح أسركم وقبلتم بالخروج والهجرة لمصر أو لغيرها، مثلما فعلت أسرة اللاعب (وسام على ) المنتقل للأهلى ، فستنالون كل الرعاية والعناية، وستتحول حياتكم للأفضل، وسيكون أبناؤكم فى أحسن حال، وقد يصبحون نجوما ،ولو أراد أحدهم العودة للمنطقة العربية فستنفتح أمامه كل الأبواب ولن يكون بعيدا عن غ*ز*ة ”
وهكذا يستخدم الأعداء مؤسساتنا ويستغلون جماهيريتها ،،،

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!