مقالات سياسية

قراءة في بيان “جنود ومدربون وشركات أمنية وجوه لاحتلال غاشم”

الكاتب: صفاء العراقي
قراءة في بيان “جنود ومدربون وشركات أمنية وجوه لاحتلال غاشم”
يشهد العراق في هذه الفترة تظاهرات وفعاليات ووقفات احتجاجية رافضة لبقاء الاحتلال، وفي هذه الأحيان يتساءل البعض عن الهدف من هذا الإعلان والتصريح والتحشيد لقضية رفض الاحتلال وإنهائه وعن سبب تناوله أصلا مع ادعاء الكثير أن لا فائدة من هذا الموقف لان الاحتلال ينتهي بصورة طبيعية وفعلية نهاية هذا العام وان العراق يحتاج إلى المدربين من اجل إعداد الجيش والشرطة بصورة مناسبة لحماية العراق وحفظ أمنه وأمان شعبه وان قضية المدربين قضية عادية تجري في كل الدول التي تشتري معدات وأسلحة من دول أخرى كأميركا وغيرها …
وإزاء ما يحدث في الساحة العراقية صدر بيان من قبل المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني حول هذا الموضوع ، وهذه قراءة موجزة لأبرز ما ورد فيه :
في بداية البيان يتعجب سماحة المرجع من وقوع الكثير حتى من يدعي العلم والوطنية في فخاخ الاحتلال ومن ارتبط معه وترك الشعب العراقي المظلوم يُخدع ويعيش في تيه وظلام ..
وذكر أيضا عدة نقاط منها التذكير بأن تخفيض عدد قوات الاحتلال هو رغبة اضطر إليها المحتل بعد الضربات التي تعرض لها والرفض الجماهيري الشعبي الفكري والعملي الذي نزع كل شرعية للمحتل وأعوانه  بجهود العراقيين الشرفاء الوطنيين ، وحذر من الانخداع بمسألة الانسحاب نهاية هذا العام لأنهم وبعد ان سحبوا جزءا من قواتهم سابقا الآن سيسحبون جزءا آخر ولكنهم سيبقون على العدد الذي يحفظ لهم مصالحهم في العراق بأقل الخسائر الممكنة ..
ونبه إلى عدم الانشغال بالأمور الجانبية كمسألة الحصانة للقوات الأميركية وعدمها لأن مناقشة هذه المسألة هو تسليم ببقاء قوات الاحتلال بمعنى ان الاحتلال لا إشكال فيه لكن المشكلة في الحصانة ..
وأضاف حتى لو تم التسليم بإمكانية تحقيق شرط عدم الحصانة للمدربين فهل يمكن محاسبة ومقاضاة ومحاكمة المدربين أو انها كقضية الولاية القضائية في الاتفاقية الأمنية السابقة ؟؟ فلم تتم مقاضاة اي جندي محتل من قبل القضاء العراقي رغم الخروقات والجرائم الكثيرة ..
وذكّر بما قاله قبل أكثر من سنتين في بيان رقم (70) بخصوص الاتفاقية الأمنية وخاصة ما يتعلق بالولاية القضائية وما حصل من تلاعب في الألفاظ ، لأنه لا يوجد أي احتمال لتحقق الشروط التي وضعوها لمقاضاة الجنود الأمريكيين كما ورد في المادة الثانية عشرة وطبقاً للفقرة (8) حين ترتكب تلك الجرائم خارج المنشآت والساحات المتفق عليها وخارج حالة الواجب، وبالتالي لا يبقى أي معنى لورود وذكر الولاية والسلطة القضائية في هذه الفقرة من هذه المادة ، ولا ذكرها في أي مادة من مواد الاتفاقية ، لأنها لا تطبيق لها أصلا في واقع الحال فالشروط هي
1- أن تكون الجناية جسيمة ((ولم يذكر معنى الجسيمة)) .
2- أن تكون الجناية متعمدة ((ولم يذكر معنى العمد وحدوده ومن يشخّصه)).
3- أن تكون الجناية خارج المنشآت والساحات المتفق عليها ((وهذا يشمل كل اتفاق حتى لو كان حين الجناية بل حتى بعدها)).
4- أن تكون الجناية خارج حالة الواجب.
و كل شرط من هذه الشروط فيه باب وأبواب للنقاش والتفسير والتأويلات ، وحتى مع فرض تحقق الشروط الثلاثة الأولى يبقى الشرط الرابع لا يمكن تصوّره وفرضه لأن الاحتلال لم يقطع تلك المسافات ويعبر البحار من أجل اللعب واللهو والتنزه والسياحة والاستجمام ، بل هم وكما يعتقدون في واجب وهل سمع احدنا أن أحد الذين قُتلوا من قوات الاحتلال لم يُلف نعشه بعلم دولة الاحتلال ولم يُعتبر من شهداء الواجب ؟!
وأشار إلى ان بقاء قوات للتدريب ليست مسألة طبيعية وعادية خاصة مع تحذير وتخويف المسؤولين الأمريكيين للعراق من رفض بقاء المدربين إضافة الى مجيء وذهاب الوفود الأمريكية للضغط من اجل إتمام هذه الصفقات وهذا ما لم يحصل مع غير العراق ..
وبيّن ان إصرار وعجلة الأمريكيين من اجل إبرام اتفاقية قبل الانسحاب الكلي من العراق يثبت عدم صدقهم في مسألة المعدات والسلاح والمدربين ..
وأضاف الى ان هذه القضية ليست طبيعية وعادية كما تحصل في كل الدول عندما تشتري معدات وسلاحا وتأتي بالمدربين معهم، أليس المفروض ان المدربين يأتون مع المعدات والسلاح او بعدها وليس قبلها ؟؟ فأين الأسلحة والمعدات المشتراة حتى نقول هؤلاء للتدريب ؟؟ وإذا كانت مشتراة من السابق او هي نفس الأسلحة الخارجة عن الخدمة التالفة التي فرضتها على العراق قوات الاحتلال عندما سحبت بعض قواتها سابقا، لماذا لم يتم التعاقد سابقا مع مدربين ولماذا لم يتم التدريب طول هذه المدة ولكان انتهت هذه القضية وتم تجهيز قوات عسكرية عراقية قادرة على دفع الكثير من الأضرار والأخطار التي يتعرض لها العراق وشعبه فلماذا هذا التأخير في التجهيز والتدريب ولمصلحة من ؟؟
وأوضح أننا سنرجع من مسألة المدربين لقوات احتلال عسكرية والى قوات وشركات أمنية، وقال ان أي فائدة أو مصلحة في بقاء الاحتلال بأي شكل وأي مسمى كان منتفية بل ترتب ويترتب عليه كل ضرر وفساد فلماذا إذن نجعل امن وأمان العراق والعراقيين ودمائهم وأرواحهم وكرامتهم وإنسانيتهم رهينة في أيدي الاحتلال ولماذا نبقى نجرب ونجرب ونجرب نفس الفاسد والفساد ؟ لنحرر أنفسنا من قبضة هذا الاحتلال الأميركي القبيح الواضح الجلي كي نتفرغ ونتعاون لإنهاء باقي الاحتلالات وما ترتب ويترتب عليها من فساد وإفساد ..
وختم بيانه بقوله لنلتحق بباقي الشعوب ولنتأسى بقول ومنهج مجاهدينا العلماء وقائدهم الإمام الحسين الشهيد عليه وعلى جده الصلاة والتسليم وليسجل لنا التاريخ وتشهد لنا الأجيال على الأقل أننا شجبنا ورفضنا بأضعف الإيمان بما هو مقدور ومتيسر .
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=1411..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!