مقالات دينية

عندما يغيب العقل والمنطق في العقيدة الأسلامية

الكاتب: مشرف المنتدى الديني
 
 
 
 
 
عندما يُغيَّب العقل والمنطق في العقيدة الأسلامية
 
نافع البرواري
مقدِّمة
يقول سدني هكسن استاذ علم الحيوان في جامعة مانشستر  
” كل بلاد حرة يجب ان تمرّن ابنائها  وتشجعهم على التفكير وعلى البحث والمناقشة ، وأن تطلق لهم حريّتهم ليرتئي كل واحد منهم الرأيي الذي يعتقد صحته ، والمعلم المستبد بآرائه المتعصب لها ، ينشئ طلبة جامدين ، والدولة التي تجري على نظام تعليمي هذا اساسه امة  تهمل الحرية الفكرية اللازمة للأرتقاء ” .(11)
أمّأ نوبواكي نوهارا “استاذ جامعي ياباني “يقول:
“مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن الدين أعطاهم كل العلم!.. العرب متديّنون جدا ، وفاسدون جدا… الدين أهم ما يتم تعليمه. عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم
يكن يقرأ و بقي هو ذاته، ولم يتغير”(2).
أمّا الشاعر معروف الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية ” يقول:
“من العجائب أنّك إذا طالعت ما كتبه علماء المسلمين من كتب التفسير وغيرها مما يتعلق بالأمور الدينية رأيتهم في أقوالهم يَعقلون ولايَعقلون في آن واحد ومسألة واحدة ، تراهم إذا سلكوا طريقا للبحث والتحقيق يُماشون العقل جنبا الى جنب ما لم يعارضهم شيء غير معقول مما له علاقة بالدين ولو من وجه بعيد. أمّا اذا عاقهم في طريقهم شيء من ذلك فإنَّهم عندئذِ يتركون العقل وراءهم ويمشون خلف غير المعقول ، والشواهد على ذلك كثيرة في كتبهم فلا حاجة الى ايرادها “.(3)
 من الناس من يصدق كل ما يقال له ويسلم به دون نقاش وخاصه فى العقيدة التى يدين بها الانسان دون محاوله منه فى البحث عن الحقيقة التي  يجب أن يبحث عنها كل انسان يملك  العقل والأدراك والوعي .   لكن للأسف الحقيقة دون أعمال العقل مسلمات في بعض العقائد والشرائع لاينبغي النقاش فيها
أنَّ رجال الدين  المسلمين في هذه الأيام يفتون بمنع استخدام العقل حتى طرح ألأسئلة على علماء وشيوخ المسلمين هي محذورة ويُتّهم السائل بأنَّ أسئلته تعني أو تدل على الحاده  . فألأسئلة في ألأسلام بدعة وكُل بدعة هي من الشيطان !!!    وها هو موقع مشهور في الأنترنت (اسلام ويب نيت ) يؤكد على أنَّ المسلم عندما يستخدم عقله فهو في هذه الحالة قد زاغ وضلَ .
فبعد استشهاد صاحب الفتوى بالنصوص القرانية الورادة في سورة النحل 43 وسورة النساء 59  و83 يجاوب على سؤال مطروح من شخص يقول: ما رأيكم في شخص يقول انه لايفترض أنّنا نكون الصم العمي للعلماء فيفترض تحكيم العقل في بعض المسائل  التي يحدث فيها خلاف بين العلماء . افيدوني وما هو الواجب عليَّ تجاه هذا الشخص ، لاسيَّما هو صديق . وشكرا”؟ .من
  يجاوب صاحب الفتوى على تسائل هذا الشخص فيقولون بعد مقدمة :
” …..أحكام الشرع – من حلال وحرام – لاتُعرف بالعقل ومن إتَّبعَ فيها عقله زاغَ وضلَّ . …. والخلاصة أننا أمرنا باتباع ما أنزل الله على رسوله فيستشهد بالآية ألأعراف :3 ” … ولايمكن لغير العالم معرفة ما أنزل الله ، وما هو حكم الله الاّ بالرجوع الى أهل العلم. (4)
إنَّ المازق الذي وقع فيه علماء وشيوخ المسلمين هو تغليب النص القرآني على العقل . فعندما يفكر الأنسان المسلم بطريقة عقلية ومنطقية مقنعة وواضحةوضوح الشمس ولكن يخالف ،حرفية النص القرآني أو تفاسير من سبقوه ، فعند ذلك على المسلم أن يتخلى عن قناعته الشخصية المبنية على التفكير السليم ليُسلِّم عقله وقلبه ووجدانه الى رجل الدين الذي يدعوه الى التخلي عن العقلانية واتباع النص المنزّل والمنزه من كُل خطأ بالرغم من وجود عشرات الآيات القرانية المتناقضة والتي تخالف العقل والمنطق المبني على قانون عدم التناقض * !!!!.
 هذا هو الفكر السائد في المجتمعات العربية والأسلامية . فحتى الطبيب ، المسلم ، المتخصص في  النسائية على- سبيل  المثال لا الحصر-   عليه أن يتبع الشريعة الأسلامية التي تقول أن فترة الحمل قد تصل الى سنتين او حتى اربعة سنوات*. وهذا الطبيب الذي يعرف جيدا ان فترة الحمل عند المراة لاتتجاوز تسعة اشهر ، ولكنه يخضع لما يقوله  الشرع الأسلامي ولو يناقض علمه وعقله ما نُقل اليه السلف من علماء الدين المسلمين .
هكذا رجال الدين وشيوخ وعلماء المسلمين يمنعون أن يختار الأنسان المسلم  طريقة حياته ويقمعوا حريته الفكرية والعقائدية  ويحرّمون على المسلم استخدام مَلكات التي منحها الله للأنسان المخلوق على صورته كمثاله وهو  العقل وحرية الأرادة والتفكير وألأختيار ، والسبب برأي الكثيرين من المفكرين والباحثين في العقيدة ألأسلامية ، هو أنّ التاريخ ألأسلامي ومنذ القرن الحادي عشر حارب العقل  على حساب النقل ،وجعل الشريعة ألأسلامية والنصوص القرآنية هي فوق العقل ويجب أن يخضع  العقل للنص ولايُقبل أن يخضع النص للعقل ،لأنّ العقل بحسب رجل الدين هو محدود ونسبي بينما النص القرآني والشريعة هي مطلقة ومنزلة ، وهي المرجعية للقوانين والشرائع التي تسنُّ في الدول ألأسلامية . وهكذا يتم استعباد حرية التفكير وتحجيم وتغييب العقل لدى المسلمين  و يتم التحكُّم بحريّة التفكير وحرية ألأختيار وحرية الرأيء . بالرغم من وجود آيات قرآنية لايمكن أن يقبلها إنسان القرن الواحد والعشرون ، بل حتى البدو في الصحراء اليوم لايقتنع بها ، ومع ذلك يقول علماء المسلمون :”أنّ القرآن صالح لكُلِّ زمان ومكان “. جاء في سورة المائدة : 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )
 المائدة/ 101 ..
اجمع علماء المسلملون في تفسير هذه الآية بالقول : الله نهى المؤمنين عن سؤال محمد  عن أشياء سكت الله عنها في كتابه ، وعفا عنها ؛ 
إنَّ العقل والمنطق هما حجة ووسيلة لشرح ألأفكار والمعتقدات ، أمّأ في ألأسلام ، الفكر والمعتقد والتعاليم تفرض فرضا بالأكراه على المسلمين  .
عندما القى البابا السابق”بيندكتس السادس عشر” محاضرته في احدى الجامعات ألألمانية – وذكر فيها ، نقلا عن الأمبرواطور البيزنطي  وهو العالِم “مانويل الثاني”  ، والذي ناقش في حواره مع مثقف مسلم  علاقة الدين الأسلامي بالعن*ف – حتى قامت ألأمة ألأسلامية ولم تقعد. وفي وقته شنّ العالم الأسلامي حملة اعلامية ،وقامت مظاهرات ، ضدَّ بابا الفاتيكان والعالم المسيحي ، حتى ان ّ يوسف القرضاوي في وقتها وصف  البابا السابق بقوله “يكفينا شرك ” . أمّا فضيلة شيخ الأزهر السابق ، فقد قاطع حوار الأديان مع الفاتيكان . هذا بالأضافة الى فتاوي تحرّض على كراهية المسيحيين في الدول الأسلامية حتى تم  حرق بعض الكنائس ومحلات المسيحيين .
الأسئلة التي يجب أن تُطرح على المسلمين وتحتاج الى إجابات  هي:
لماذا هذه الحملات الغير المعقولة واللامنطقية التي يشُنّها علماء ورجال الدين المسلمين ضد الكنيسة بصورة خاصة والعالم الغربي بصورة عامة ؟
هل فعلا أجمع  فلاسفة المسلمين على تأسيس الاعتقاد الإسلامي على العقل والعقل وحده ، بينما المسيحيين لهم إيمان ولكن دون عقل  كما يدعي شيخ ألأزهر الحالي “أحمد الطيِّب”؟
هل المسلمون انشأؤا مجتمعات غاية في الحضارة العلمية والثقافية والفنيّة وأنَّ حضارة المسلمين مرتبطة بالأسلام  ، وانَّ الغرب تخلّف حضاريا بسبب الدين المسيحي كما يروج لها كبار شيوخ ألأزهر؟
هل فعلا شجّع رجال الدين المسلمين العلماء والفلاسفة العقلايين عبر التاريخ ألأسلامي أم تم محاربتهم بشتى انواع الأرهاب الفكري والجسدي والمعنوي ؟
 
لماذا هذا الفزع والخوف في ألأسلام عندما يتم إنتقاد العقيدة ألأسلامية ؟ وهل الأسئلة لمعرفة الحقيقة يحتاج الى هذا الكم من العن*ف والتهديد والوعيد من قبل العالم الأسلامي عندما تُطرح أسئلة موضوعية تخص مصير ألأنسان المسلم  ؟
لماذا يُحارب  الساسة ورجال الدين المسلمين  كُلِّ إنسان يحاول كشف الحقائق التاريخية وتسليط الضوء على التراث ألأسلامي فيتم محاكمتهم بتهمة ازدراء بالأديان؟
يتسائل الكاتب عبدالرزاق عبدو في كتابه “سدنة هياكل الوهم ”
كيف يكون تاريخنا المليء بسفك الدماء والويلات التي تطرز جسد تاريخنا استبدادا وطغيانا وسفكا للدماء مثال سدنة هياكل الوهم ومستقبل الأمة يكون عليه؟
كيف ان المفسرين دخلوا في التفاسير والأحاديث في الميثولوجيا والأساطير وتركوا العقل؟
:اليس الفكر الديني الذي يطفو على المشهد الراهن عرض من اعراض ازمة الهوية المهددة بالتلاشي سياسيا وثقافيا وحضاريا .، كونه محكوما بمنظومة فكرية قاصرة ،عن الأستجابة لكل التحديات والمعضلات التي تجابهنا اليوم ، اعني المنظومة الفقهية كما تتجلى في العقل المشيخي ، المنبري الوعظي ،الداحض للعقل الكوني الحديث بشتى تياراته ومدارسه؟(4)
لماذا يُغيَّب العقل والمنطق  في المؤسسات الدينية في العالم ألأسلامي ، ولايُقبل كُلِّ من يحاول مراجعة أو نقد  العقيدة ألأسلامية ، سواء النصوص القرآنية  والتفاسير او السنة النبويةّ؟
لماذا لايقبل رجال الدين وعلمائهم   ألأجابة على تسائلات المسلمين ، وخاصة الشباب منهم في مواضيع تاريخية عن الجرائم التي ارتكبها الصحابا والخلفاء وسلاطين الخ*لافة ألأسلامية ؟
لماذا يحاول رجال الدين المسلمين استخدام  حكم الردة على كُلِّ  انسان ولد في بيت مسلم إذا اراد أن  يغيّر اعتقاده الديني بعد نضوجه العقلي وبحثه عن الحقائق  التي يكتشفها عقله وفكره ؟
لماذا يتجنب رجل الدين و العالم المسلم المتخصص في تفسير الآيات القرآنية أن يجاوب على تسائلات المسلمين حول حقائق  تخص النصوص القرانية المتناقضة
والتي تجعل المسلم يصاب بالشيزوفرينا  (ألأنفصام في الشخصية) ؟
ويطرح احد المفكرين  السؤال التالي: “لماذا تخلّف المسلمون”؟
ماهي اسباب  الانغلاق الفكري والانعزال الحضاري في الدول العربية – الأسلامية؟
لماذا هذا الهوس والفزع من نظرية المؤامرة ؟
وأخيرا وهو ألأهم :
هل القرآن والشريعة الأسلامية  صالحين لكُلِّ زمان ومكان أم انهما يخالفان العقل والمنطق في احيانٍ كثيرة وتخالف العقيدة ألأسلامية ابسط حقوق الأنسان وخاصة حقوق المرأة ؟

هذه ألأسئلة وغيرها سنحاول ألأجابة عليها  في المقالات التالية   
 

* راجع الموقع التالي: وهو لقاء مع الشيخ الأزهري “علي جمعة” وهو يفتي باغرب فتوى عن فترة الحمل، عند المرأة، التي تصل الى 4سنين
https://www.youtube.com/watch?v=2XYwvuHFga8..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!