مقالات دينية

هل خلاص الأنسان يأتي بالأيمان أم بالأعمال ..؟؟؟

هل خلاص الأنسان يأتي بالأيمان أم بالأعمال؟
..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰
=====================

يشعر بعض الناس بأنهم خطاة فيحاولون استرضاء الله بوسائل مختلفة لكي يغفر لهم خطاياهم . فمنهم من يلجأ إلى الأعمال الصالحة , ظنا منهم أنها الطريق المؤدي إلى السماء . و لكن يا صديق , ليتك تنتبه إلى ما يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع , فعلى الرغم من أن للأعمال الصالحة قيمة طيبة في حد ذاتها , ولكنها لا تستطيع أن تنال غفران الله عن الخطايا السالفة.

هذه الحقيقة أعلنت على لسان إشعياء النبي , حين قال : قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا , وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا. (إشعياء 46 :6) وهذه الحقيقة نفسها كشفت للرسول بولس , فكتب لنا وصيته الملهمة بالروح القدس : “ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد , لأننا نحن عمله , مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة , قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها .” ( رسالة أفسس 2: 9-10) ونفهم من قول الرسول بولس , إن الأعمال الطيبة , التي يقوم بها الإنسان , لا يمكن أن تنيله الخلاص من أجرة الخطية التي هي الموت . لأن لا فضل له فيها , إذ هي من الواجبات الضرورية , التي وضعت عليه , والمسيح نفسه , أشار إلى هذه الحقيقة حين قال :” متى فعلتم كل ما أمرتكم به فقولوا إننا عبيد بطالون , لأننا عملنا ما كان يجب علينا ” . (الإنجيل بحسب لوقا 7: 10 ) صحيح أن الأعمال الصالحة ضرورية جدا , نظرا لتوفقها مع أفكار الله , لكن الأعمال الصالحة لا يمكنها أن تشتري الخلاص , وإلا لحذفت كلمة نعمة من معاجم اللغة .

وكلمة نعمة تعني إظهار محبة الله للخطاة إذ أن نعمة الله تخلصهم من الخطية بدون أن يستحقوا ذلك. إذا كيف يخلص الإنسان من العقاب الإلهي للخطية؟ يقول الكتاب المقدس : ” لأنكم بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان …” أي ليس بأي شيء آخر لا أعمال صالحة ولا بطرق أخرى . فقط بالإيمان بالمسيح يسوع يمكن أن ننال طريق السماء أو طريق الحياة الأبدية . كما هو مكتوب أيضا في الكتاب المقدس : ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية “. ذلك لا يكفي لنكون مؤمنين , والإيمان ليس شعوريا أو فهما لحقيقة معينة . صحيح أنه يبدأ بالمعرفة و الفهم , أي يجب أولا أن ندرك ما يعلنه لنا الله كي نؤمن بوجوده ,أن ندرك خطة خلاصه لنا نحن بني البشر , موت المسيح لأجلنا ليدفع ثمن خطايانا و يخلصنا من الدينونة, و يمنحنا الحياة . ثم نطلب هذا الإيمان بصدق نية و قلب تائب و مطيع فيعطينا إياه , و هكذا يمكننا أن نصرح بشفتينا وبأعمالنا . فحين يطلب أحدنا برهانا حسيا لمسألة ما ليؤمن و يصدق بعدها , نقول له هذا ليس إيمانا

و ذلك لأن الإيمان يجب أن لا يكون عقليا فحسب بل تصديقا و ثقة في القلب بأن على صاحبهما النفع والفائدة والبركة . فمثل هذا الإيمان يجعلني إنسانا سويا في مجتمع معوج . ويجعلني أحب أعدائي وأدعو الله لأجلهم . و يغير حياتي و يعطيني امتيازا عظيما لا تعطيه معارف العالم المجتمعة و هذا الامتياز هو الحياة الأبدية في السماء مع الله كما وعد الله كل من يؤمن به قائلا “له يشهد جميع الأنبياء , أن كل من يؤمن به (أي بالمسيح ) ينال باسمه غفران الخطايا .” ولكن  ماتم ذكره في الأسفار المختلفة في الكتاب المقدس. فان قمنا بمقارنة ما هو مكتوب في رومية 28:3 و 1:5 وغلاطية 24:3 بما هو مكتوب في يعقوب 24:2، فيمكن للمرء لأول وهلة أن يعتقد أن بولس ويعقوب غير متفقين اذ يقول بولس (الخلاص بالايمان فقط) ويعقوب (ان الخلاص بالايمان والأعمال). ولكن في الحقيقة، أن بولس ويعقوب متفقين تماما. ولكن نقطة الجدال التي يدعي البعض وجودها هي حول العلاقة بين الايمان والأعمال. ويؤكد بولس أن التبرير بالايمان فقط (أفسس 8:2 – 9) بينما يقول بعقوب أن التبرير بالايمان والأعمال. حل هذه المعضلة متوافر ان درسنا بعمق ما يقوله يعقوب. اذ أن يعقوب يفسر لنا اتجاهه بأنه ليس من الممكن أن يكون للشخص ايمان ان لم يظهر ذلك من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن كنتيجة للايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26).

ويقول بولس نفس الشيء من خلال ما كتبه عن ثمر الايمان في غلاطية 22:5 – 23. وبعد أن يقول لنا بولس أننا مخلصون بالايمان وليس الأعمال (أفسس 8:2-9) يخبرنا أننا خلقنا لنقوم بأعمال حسنة (أفسس 10:2). فبولس يتوقع التغير في الحياة الناتج عن الايمان بنفس المقدار الذي يتوقعه يعقوب فيقول في كورنثوس الثانية 17:5 “اذا ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا”. فبولس ويعقوب لا يختلفا في تعليمهم عن الخلاص والتبرير. ولكنهم يوضحون جوانب مختلفة لنفس الموضوع. أي أن بولس يوضح أهمية الايمان للحصول علي الخلاص في حين أن يعقوب يوضح أن الأعمال الحسنة تأتي كنتيجة طبيعية للايمان بالمسيح.

وألرب يبارك ألجميع / ..♰..♰..♰

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!