مقالات دينية

ج#ريم*ة إنتقام الإخوة من أخوتهم

ج#ريم*ة انتقام الإخوة من أخوتهم

بقلم / وردا إسحاق قلّو

   ( لي الإنتقام ، أنا أجازي ، يقول الرب ) وأيضاً ( الرب يدين شعبه ) ” عب 30:10 “

كل إنسان مدعو إلى المحبة ، فمن فيه المحبة يتصرف بعقل ولياقة . لا يثير سريعاً ، بل يتأنى ، ويتحمَل ، ويستر أخطاء الآخرين من أجل المحبة ، لأن المحبة يجب أن لا تسقط عند الإنسان ، بل أن يصونها لكي لا تضعف وتتحول إلى البغض ، والكراهية ، ومن ثم إلى العداوة والإنتقام ، أي لكي لا يتدرج في السقوط والإبتعاد عن الوصايا .

   المحبة تبدأ من أفراد العائلة ، بين الأخوة أولاً ، ومن ثم تتوسع لتشمل الغريب ، وكل غريب هو قريب للمؤمن وحسب الوصية ( أحب قريبك كنفسك ) فعلاق الأخوة فيما بينهم يجب أن تكون النموذج الأقوى فعلى الأخ أن يتحمل أخيه ولا يسمح للتجربة أن تفسد تلك العلاقة المقدسة بسبب الغيرة والمصالح والحسد والتي تنال من الطبيعة البشرية الحقيقية فتحوِّل كثير من من الأخوة إلى أعداء ، كما حصل بين الأخوة في العائلة الأولى وكما دوّنَ لنا سفر التكوين إنتقام قايين من أخيه هابيل فق*ت*له غدراً بسبب غيرته وحسَدَه وبدون أي مبرر ، فقط لقبول الله ذبيحة أخيه ، ورفض ذبيحته ، أي لم يكن لأخيه اي ذنب ، بل كان إنساناً باراً ، وقد نبهه اله لخيئته ، لكنه لم يكترث ، أو يفهم بأن ( ذبيحة الشرير مكرهة الرب ) ” أم 15 ” فالله لا ينظر إلى نوع الذبيحة وقيمتها المادية ، بل إلى قلب مُقَدِم الذبيحة ، هل قدمها بفرح وإيمان نقي ،  ومن أفضل ما لديه لكي تليق بمقام الرب ؟

 عبر لنا كاتب سفر العبرانيين ، فقال ( بالإيمان قرب هابيل لله ذبيحة أفضل من تلك التي قدمها قايين ، وعلى ذلك الأساس ، شهد الله بأن هابيل بار ، إذ قبل التقدمة التي قربها له . ومع أن هابيل مات قتيلاً ، فأنه ما زال الآن يلقننا العِّبَر بإيمانه ) ” 4:11 ” .

   وفي سفر التكوين أيضاً تحول الأخوين عيسو ويعقوب إلى أعداء بسبب موضوع البكورية التي احتقرها عيسو إمتيازاتها فباعها بأكلة عدس ( 34:25 ) لكن عندما أعطيت لأخيه في حينها ، بدأ يتوسل بأبيه باكياً ، فقال ( ألك بركة واحدة فقط يا أبي ؟ ) فأجهض في حينها بالبكاء ( 38:7 ) فحقد عيسو على يعقوب وصمم لق*ت*له ، فتحولت المحبة إلى العداوة بين الأخوين واستمرت بينهما عقود ، بل دامت بين نسليهما ، اي بين بني أسرائيل وبني أدوم أجيالاً . تحدث لنا عوبديا في سفره في القرن السادس ق.م بأن الله أوصى إليه بشأن خراب أدوم التي تآمرت على دما أورشليم سنة 856 ق. م وهم من نسل عيسة الذين اساءوا إلى أبناء عمومتهم بسبب إنضمامهم إلى الأعداء فنهبوا أورشليم . تقول الآية ( فمن أجل ما أنزلت بأخيك يعقوب من الظلم ، يغشاك العار وتنقرض إلى الأبد ) ” عو 10:1 ” .

   أما المثال الثالث عن العداوة بين الأخوة بسبب الغيرة والحسد ، فنقرأ في سفر التكوين أيضاً عن خطة الأخوة الأسباط الذين ناصبوا العداء لأخيهم يوسف فخططوا لتصفيته فبدأوا أولاً بإلقائه في البئر ، ثم بيعه عبداً لقافلة الإسماعيليين المتوجهة إلى مصر بعشرين قطعة من الفضة ودفعهم الحقد إلى الكذب على والدهم بتقديم قميصه الملون المغموس بدم التيس المذبوح لكي يخفوا جريمتهم ( تك 37: 31-33 ) .   

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!