مقالات دينية

الشمس أخفت عري المصلوب و ج#ريم*ة الأنسان

الكاتب: وردااسحاق
الشمس أخفت عري المصلوب و ج#ريم*ة الأنسان 
 

( .. لا صورة له ولا جمال ، ولا منظر فنشتهيه ، محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاعٍ ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به ) ” أش 53: 2-3″
جاء المسيح الى العالم وأبناء العالم لم يقبلوه . صنع لهم خيراً وعلمهم طريق الخلاص وأخذ آثامهم وحمل أوزارهم ، أنه قدوس الله الذي صار خطية لأجلنا وحمل كل خطايا البشر ” عب 28:9″ . كان منظره جميلاً ، لكن بني البشر لم يروا المسيح بجماله الحقيقي علماً بأنه كان أبدع جمالا من كل البشر والذي قيل عنه أنه ( أبرع جمالاً من بني البشر ) ” مز 2:25″ . شاهد بطرس ويعقوب ويوحنا جماله الحقيقي على جبل التجلي مضيئاً أكثر من الشمس ” مت 2:17″ . رفضوه كهنة اليهود ودفعوه الى الموت وصارو يستهزئون به ويجدفون عليه ويسخرون به ” لو 23: 35-36″ لقد رآه الناس عارياً ومعلقاً على الصليب ومخضباً بالدماء ومصلوباً بين لصين . هكذا تجرد الأنسان من الرحمة فلم يشفق على خالقه بل ظن بأنه تخلص منه فقطعه من أرض الأحياء ” أش 8:53 ” . عندما تجرد الأنسان من الرحمة تدخلت الطبيعة الجامدة لكي تخدم خالقها ، لأنها لم تشىء أن ترى الخالق مرذولاً من قبل المخلوق . فعندما رفع الرب يسوع على الصليب أشفقت عليه الشمس والطبيعة كلها ، لهذا يقول الكتاب ( ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها الى الساعة التاسعة ) ” مر 32: 15 ” هنا المقصود بالساعة السادسة والتاسعة هو ، الساعة الثانية عشر ظهراً الى الثالثة بعد الظهر ، لأن لا يجوز أن يغيب الشمس على المصلوب وذلك لأن اليهود كانوا يحسبون الوقت الذي يلي الغروب اليوم التالي أي يدخل الوقت في حدود يوم السبت وهذا لا يجوز ، لأن اليهود لا يعملون في السبت .
 لماذا أظلمت الشمس في الساعات الثلاثة التي كان فيها الرب على الصليب حياً ؟ لأنها أبدت للرب حزنها فأغمضت عينيها لتبكي على خالقها حتى لا تراه عارياً فساهمت في تغطية ج#ريم*ة الأنسان لكي تغطي جسد ربها العاري بالظلام لكي لا يروا بني البشر عري خالقها . ولم تفتح الشمس عيناها الى أن سلم الرب روحه الطاهرة الى الآب السماوي . بعد موته أرسلت الشمس نورها الى الأرض ، لماذا ؟ لأن بعد موت الأنسان لا يوجد من يستهزأ به . لقد شهد المنجم الروماني فليكون على هذا الحدث الفلكي فسجله للتاريخ قائلاً ( أنه في السنة الرابعة عشر من مُلكِ طيباريوس قيصر مات يسوع الناصري . وصاحب موته أعظم كسوف عُرفَ عند المنجمين . لأنَ النهار تحول الى ظلمة فظهرت النجوم في كل أرض اليهودية وما جاورها .. وامتداد الظلمة لم يُعرف الى أي مكان وصل … ودامت ثلاث ساعات وإنتهت عند موته ) وهذه الشهادة مطابقة تماماً مع نصوص الأنجيل المقدس .
وهكذا الطبيعة وقفت مع الحدث لكي تؤكد للبشر بأن المصلوب كان المسيح المنتظر فأنشق حجاب الهيكل الى أثنين من فوق الى أسفل ، لأن بعد موت الرب دفع ثمن الخطيئة فأزيل الحجاب الذي يحجب الله عن الأنسان الى الأبد وتمت المصالحة . أما الأرض فعبرت عن موقفها من موت الخالق فتزلزلت ، والضخور تشققت والقبور تفتحت . وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ” مت 52:27″ هكذا تحركت الخلائق لتعبر عن حزنها على الوحيد الإله ، فأهتزت الأرض وارتعشت المسكونة ، وناحت الصخور ، أما عمل حجاب الهيكل فكان رسالة واضحة لكل أحبار اليهود الذين دفعوا مسيحهم للصلب لقول لهم أن رئيس أحباركم قد مات من أجلكم . لكن هل فهموا الرسالة ؟
لقد أحسنت الطبيعة في التعبير عن حزنها لخالقها وعن أحساسها الصادق له فلبست ثوب الحِداد فغطت جمالها خجلاً وحزناً وحباً لخالقها المُهان ، ما أجمل أحساس الطبيعة الجامدة ! أما أحساس الأنسان العاقل فأصيب بالقسوة وتحجر القلب بين ضلوعه .
في الختام ننادي المصلوب فنقول ، ما أعظم صبرك أيها العظيم ، ما أعظم حبك أيها القوي المعلق على الصليب . لن تهزك الجروح والكلمات الجارحة التي عيروك بها العميان ، بل كان جل أهتمامك في خلاص الأنسان فطلبت من الآب أن يغفر لهم لأنهم لم يعلموا ماذا يفعلون ! لا وبل تحملت كل تلك الأوجاع من أجل الجميع ، لأنك تريد أن تربح الجميع فشفعت على كل المذنبين ( … لأنه سكب للموت نفسه ، وأحصي مع أثمةٍ . وهو حمل خطيئة كثيرين ، وشفع في المذنبين ) ” أش 12:53 ” .
للمصلوب الإله كل الحب والشكر والأكرام الآن وكل أوان والى دهر الدهور .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!