مقالات

تعليقًا علي مجريات الراهن السياسي السوداني

تعليقًا علي مجريات الراهن السياسي السوداني:

كنا، وما زلنا نرىّ أنه لا مناص من الإنحياز كليًا للدولة ودعم القوات المسلحة، وعدم الخنوع والخضوع أبدًا لمشروع التقسيم والإستعمار الجديد، وقد تأكد للجميع أن موقف الحياد لم يعد مجديًا أمام تلك الدماء المسفوكة بسلاح الغدر والخيانة، وحركات الكفاح المسلح “مسار دارفور” فعلت ما يليق بتاريخها ومسؤليتها تجاه قضايا الوطن والمواطن، وسنعمل سويًا بغية إنتاج مشروع وطني يحقق السلام والإستقرار والتنمية للريف والمدينة.

من يصفقون اليوم للمتمردين ويمارسون المهاترات السياسية في الفضاء الإعلامي فشلوا في إدارة البلاد عندما حكموها سابقًا، وهم ليسوا ممن يعملون لإنتاج المشروع الوطني التحرري والتنموي إنما يصدرون خطابًا سياسيًا مثيرًا للسخرية وفي إعتقادهم أنهم سينجحون في تغيير حقيقة سقوطهم من قلوب وعقول الشعب الذي سيحمي هذه الدولة؛ فقد أفسد هؤلاء الحياة والمستقبل، ولن يقبل شعبنا وقواه الحية بمنتجاتهم السياسية البالية والمنتهية الصلاحية.

من يقفون مع تلك المليشيات الار*ها*بية ويحاولون تبرير سفك الدماء بالخرطوم ودارفور وكردفان ويعزفون علي آلة الموت المدمرة من مختلف عواصم العالم لا يبالون بتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤن الإنسانية بالسودان “أوتشا” الذي يتحدث بكل أسف عن (6.2) مليون نازح و(24.7) مليون شخص بحاجة للمساعدات و(19) مليون طفل خارج المدرسة و(3) آلاف حالة كوليرا، ولكن علينا جميعًا تحمل المسؤلية التاريخية في إيلاء القضايا الإنسانية أهمية قصوى مع تأكيد سيادة الدولة والبحث عن تحقيق السلام والإستقرار لشعبنا والمحافظة علي الوحدة الوطنية.

النازحيين واللاجئيين في أشد الحوجة للإغاثات التي تقدمها المنظمات الإنسانية المحلية ولإقليمية والدولية علي الرغم من التحديات الأمنية التي تُعِيق أعمالها في الكثير من مواقع الشدة، ويجب ضم صوتنا لنداء السيد طوبي هارورد منسق الأمم المتحدة للشؤن الإنسانية للسودان للمطالبة بضرورة الإلتزام الصارم بمسألة فتح المسارات الآمنة لإيصال المساعدات دون قيود أو شروط، وهذه القضايا بحجم تعقيداتها تحتاج تضافر جهود الدولة والمنظمات المعنية بغية تلبية الإحتياجات الأساسية للمدنيين.

يجب قراءة وتحليل الحالة السودانية من أوجهها السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية دون عزلها من واقع صراع الموارد الذي يمثّل اللبنة الأساسية لبنية الأحلاف علي الفضاء المحلي والإقليمي والدولي، ومن هنا تأتي أهمية أن نبدأ في تصميم وتطوير رؤية إستراتيجية قائمة علي شعار “الحلول السودانوية لمشكلات السودان”؛ فاذا تمكنا من تشخيص الأزمة الوطنية بشكل صحيح حتمًا سيتم إنتاج اللقاحات المناسبة لكل مشكلات بلادنا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!