مقالات دينية

الخلاص مجانا التكملة

اوراق الخريف (القسم الخامس)

الخلاص مجانا-تابع

الشماس ايشو توما

عرفنا سابقا سقوط الانسان في الخطيئة وما جلبت هذه الاخيرة من شر وويلات للبشرية منذ حدوثها والى يومنا هذا
عاش الانسان الخاطئ بالتعاسة والرذيلة وفقدان النعمة ،وزاد في اقتراف الشر امام الله الخالق فتمادى في غله حتى وصل الامر به الى نكران الله لابل اهانته بنقض وكسر كل تعاليمه الالهية .

اصبح سلطان هذا العالم وملذاته الزائلة مركز تفكيره الوحيد ،احب مجد العالم والناس اكثر من مجد الله (يوحنا 2:43) المال اصبح عنده بديلا عن الله وتناسى ان المال هو عطية من الله للانسان ،لكنه زاد في عين الانسان اكثر من الله حتى اصبح المال الاها له .

رغم كل هذه الشرور التي يقوم بها هذا الانسان ضد الخالق ،اشفق الله على هذا المخلوق الخاطئ لان الله محبة ،لقد احبه لذا خلقه على صورته (تكوين 1-27-32) وهكذا بدأ تدريجيا يهيئ له مخطط الخلاص والفداء لكي ينقذه من الخطيئة المميتة ويقوده الى معرفة الحق الالهي من جديد

ارسل الخالق عددا وفيرا من الانبياء ووضع في فيهم شريعته وقوانينه لينير الطريق امام الانسان لحين بلوغ اكمال مخطط الخلاص …والعهد القديم مملوء بالكتب العديدة للانبياء لارشاد الانسان الخاطئ الى معرفة الله الخالق بالتوبة الحقيقية عن خطيئته ويبشره بمخلص لانقاذه من الهلاك ( هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ،ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا(متى1:23)

طهرت حكمت الله وتدبيره الخلاصي للانسان،ولكن عدالة الله الكاملة المطلقة لا تقبل الا بتنفيذ العدل الالهي المطلق بحق الانسان الخاطئ وهو دفع ثمن الخطيئة الذي هو الموت .( اجرة الخطيئة هي الموت (رومية6:23) والرحمة الالهية الكاملة المطلقة تريد خلاص الانسان لان الله محبة .من جهة اخرى من قرر القيام بالفداء هو الله هو فقط يستطيع القيام ذلك ،والله لا يموت ، الانسان لا يستطيع القيام بهذا العمل لمحدوديته البشرية امام الله الخالق هنا جاءت حكمة الله المطلقة ووجدت الحل :تجسد الكلمة اي المسيح ويصبح انسانا (الكلمة صار حسدا وحل بيننا (يوحنا:1:14)
بهذا التدبير الالهي توافقت العدالة الالهية مع الرحمة الالهية ودبرت فداء الانسان ان يكون بنفس الجسد البشري الذي اقترف به الخطيئة اي جسد المسيح كانسان .
اذن جاء الخلاص من الله مجانا للانسان رغم معصيته ،وفي ملئ الزمان بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بميلاد المخلص يسوع المسيح (لوقا33-26;1)

بعد ان عاش المسيح على الارض كانسان كامل مثل بقية البشر لكن دون خطيئة ، باشر بتنفيذ مخطط الخلاص والفداء الذي من اجله تجسد ،بدأ يكرز ببشارة الخلاص في كل مكان ويقوم بمعجزات امام عيون الناس ليؤكد للجميع انه المخلص المنتظر والموعود به ،(هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يوحنا 1:29)
قضي ثلاث و ثلاثين سنة على الارض حتى اقتربت وانت الساعة لكي يقوم المسيح بفداء جميع البشر (ايها الاب قد اتت الساعة ،مجد ابنك ،لكي يمجدك ابنك ايضا ،اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته ،وهذه هي الحياة الابدية ،ان يعرفوك انك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته(يوحنا 17;1-4)
تألم وصلب المسبح من قبل اليهود ليعطي الحياة الابدية للانسان ،وبقيامته جعل كل من يؤمن به يقوم من الموت الابدي موت الخطيئة وينال الحياة الابدية .

كل هذا ايها الانسان عمله المسيح المخلص مجانا لك ولخلاصك،قدم نفسه فداءا عنك ،سفك دمه الثمين المقدس على الصليب ،حمل اشد العذاب والاهانة لانه يحبك ويحب خلاصك ،(لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به (يوحنا 3;16)
بالنهايه الطريق مفتوح امامك ايها الانسان ،لا تحتاج شيئا سوى ان تؤمن به مخلصا لك ،وتتوب عن خطاياك وتحصل على الحياة الابدية مجانا .هذا ليس امرا عسيرا ،لا تريد ان تخلص ؟لا تريد ان تعيش الحياة الابدية مع الله ؟هل تفضل العذاب الابدي عن الحياة الابدية ؟
العاقل الحكيم هو من يعي ويقرر القرار الصحيح ،وهذه هي ابديتك ، القرار لك ايها الانسان قبل فوات الاوان ،لا تنسى انك حتما تسقط مثل اوراق الخريف …
تصور نفسك في وسط بحر وانت تغرق وليس لك اي امل في النجاة بل حتما تلاقي الموت ،واذا بشخص يمد لك الايدي ويريد انقاذك ،هل ترفض ؟لا اعتقد ذلك …
هكذا المسيح اليوم يمد لك ذراعيه ويفتح لك قلبه ويقول :تعال الي وانا اخلصك ،تعال الي وانا اريحك ،فقط ثق بي وامن وانا انجبك من الموت الابدي واعطيك الحياة الابدية …
هذه الايا م نعيش ذكرى الفداء والخلاص الذي قدمه المسيح المخلص لنا جميعا ،اننا نصوم ونصلي صوم الاربعين مثل مخلصنا عندما كان على الارض كانسان ،لتهيئ انفسنا الى التوبة وقبول الخلاص المجاني ،اكيد بعد الصلب والموت عن خطيئتنا سوف نقوم مع قيامة المسيح ونعود الى الحياة الابدية ،حياة النعمة .

(الله محبة ،ارسل ابنه الوحيد الى العالم ليس ليدين العالم بل ليخلص به العالم ،والذي يؤمن به لا يدان ،الذي لايؤمن به يدان ،وتكون الدينونة ان ابن النور قد جاء الى العالم ،وحب الناس الظلمة اكثر من النور (يوحنا3;17-19)

الشماس
ايشو توما

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!