مقالات دينية

اوراق الخريف (القسم الرابع)

خلق الله الكون وكل مافيه بتدبير الهي حكيم وعظيم يفوق الادراك ،ثم خلق النظام اللامتناهي وخلق الانسان في وسطه لكي يتنعم هذا الاخير بنعم وعطايا الله ومواهبه اللامحدودة المجانية ويبقى مرتبط بعلاقة مقدسة مع الخالق.
اعطاه الخالق ايضا امتياز خاص عن طريق العقل وهو حق الاختيار في سلوكه ،وتصرفاته ،وأرادته …
لكن هذا الانسان بسبب سوء التصرف بهذا الخيار اخفق وخالف ارادة خالقه وسقط في الخطيئة التي أهلكته وجلبت له الموت الابدي …..
يقول لنا الكتاب المقدس بعد السقوط؛(ملعون الارض بسببك ،بمشقة تأكل منها طول أيام حياتك …وبعرق جبينك تأكل خبزا ،حتى تعود الى الارض ،فمنها اخذت ،لانك تراب والى التراب تعود(تكوين 3: ١٧-١٩)
بسبب هذه المعصية جلب الانسان حكم الموت على نفسه واصبح منفصلا عن الله
هكذا دخل فايروس الخطيئة الاصلية خطيئة معصية الله الى طبيعة الانسان بسبب ادم وحواء ابي البشرية ،وتلوث جميع البشر بها ولم يبقى واحدا ….
يقول الكتاب (الجميع زاغوا وفسدوا معا ،ليس من يعمل صلاحا ،ليس ولا واحد(رومية 12:3)

منذ ذلك الوقت انقطع حبل الوريد بين الله الخالق والانسان ، وبدأ الاخير يتخبط في حياته ويميل يوما بعد يوم الى الشر لانه فقد النعمة ،وفايروس الخطيئة بدأ يتكاثر وينتشر في طبيعته البشرية الفاسدة الزائلة ،نتيجة ذلك ظهر الموت والفناء ،وفقد الانسان كل عطايا خالقه المجانية له .
ظهر بعدها الكره والحقد والانانية وفتحت عيون الانسان على معرفة الشر ،ظهرت الج#ريم*ة لاول مرة بين قاين وهابيل حتى ق*ت*ل قاين اخاه هابيل (تكوين 8:4) .وطيلة مسيرة الانسان في التاريخ تفاقم الشر والخطيئة حتى وصل ذروته ،فكان الطو*فا*ن وكانت سادوم وعامورة ،واصبح ق*ت*ل الانسان لاخيه الانسان امرا مباحا بسبب الشر والطمع والكبرياء والسلطة ، اضرم نار الحروب في كل مكان بين البشر ،وذهب الملايين ضحية الظلم وشر الانسان بحد السيف ،والى يومنا هذا .

كلما تطور الانسان في المعرفة والعلم والتكنولوجيا الحديثة زاد في الشر والاثم والخطيئة ….هذا ما نشاهده هذه الايام ..اذن لم يبق شيئا مما اوصى به الله للبشر من تعاليم الهية سماوية الا وخالفها هذا الانسان ،فجلب سخط الله على نفسه .اختفت مخافة الله ،لابل زاد الكفر والاهانة له ،فقدت القيم والفضائل الانسانية ،زالت الاخلاق وعوضت بالفساد والشر ،عوض المحبة زادت الكراهية ،عوض السماح زاد الانتقام ،عوض العدل زاد الظلم ،عوض العون والمساعدة زاد الابتزاز التسلط وحب التملك ،عوض الرحمة والمودة زادت القساوة والعداء ،عوض النقاوة والنعمة زاد الدنس والاثم ،تلاشت الاخلاق ،تبدل الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ،بدأوا يمارسون الفحشاء امام الرب ،وهذا الانسان ما زال يستمر باقتراف ابشع الشرور امام الله دون اي اكتراث ..وهكذا غرق هذا المخلوق في وحل الخطيئة ولم يستطع الخروج منه ،فقد الحياة الابدية ، فقد النعمة الالهية ،والنعيم السماوي الذي خلق لاجله ،ووعد بالعذاب الابدي في جهنم …..

كيف اذن ؟هل يبقى الانسان في هذه الحالة المهلكة ؟محروما من النعمة والخلاص الالهي ؟ هذا ما نشاهده في القسم القادم ….

الشماس
ايشو توما

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!