الحوار الهاديء

الانتخابات القادمة حربٌ معروفةٌ بدايتها مجهولةً نتائجها

رضوان العسكري

الانتخابات القادمة حربٌ معروفةٌ بدايتها مجهولةً نتائجها

اعتدنا سابقاً على حرب انتخابية معروفة اطرافها, وصراعات حزبية مكشوفة اوراقها، ادواتها الاساسية التقسيط المتبادل, والاستهداف الشخصي للحزب وزعيمه والمرشح وعائلته، والتنكيل بالمشاريع الانتخابية ان وجدت عند بعض الكتل والاحزاب، لكن هل نشهد ذات الاسلوب في الانتخابات القادمة؟ ام هناك اساليب جديدة مبتكرة؟.
الادوات التي استخدِمت سابقاً اصبحت معروفة ومستهلكة، وهذا لا يعني انها غير مؤثرة في الشارع العراقي، الذي استطاع الاعلام الممول المدعوم خارجياً من التأثير فيه، والتحكم بقراره المهزوز المتغير بين اللحظة والاخرى، لكن مع هذا يحتاج الى اساليب جديدة مملوءة بالقسوة، لار*ها*ب جزء معين من الناخبين، وارغام آخرين على الصمت، تحت ذريعة الحرية والديمقراطية المزيفة، التي يتم فصالها حسب الاهواء والرغبة.
طبعاً الاساليب التي سيتم اتخاذها لن تكون مفاجئة، او مبتكرات جديدة، بل استخدمت في حرب سابقة، من قبل دعاة الاصلاح والتغيير وممن عزفوا على سمفونية (نريد وطن)، الذين (أُدْخِلوا) في سُبات مؤقت الى وقت معلوم من قِبل أسيادهم.
حرق المقرات الحزبية, وتمزيق البوسترات الدعائية, والاعتداء على المكاتب الانتخابية، والتعرض الشخصي على المرشحين، من ابرز سمات تلك الحرب، التي ستخلق جواً انتخابياً ملتهباً مرتبكاً في المرحلة القادمة.
الاحزاب الاسلامية ومرشحيها هم الهدف الاساسي في ذلك الصراع، وستصوب الغالبية العظمى من سهام الاستهداف اتجاههم، لكن لا يعتقد انهم سيلتزمون الصمت حيال ذلك.
حينها لن تكون النتائج الانتخابية القادمة وردية, ولن يكون المرشحين (المستقلين ابناء انبياء), لأنهم جزء من مجتمع اعتاد على الفوضى والرشا والتزييف، واستغلال حاجات الناس.
نتائج تلك الحرب ستجعل الغالبية الشيعية هم الحلقة الاضعف من بين الآخرين، وستجعلهم خاضعين لأي شرط ومن اي جهة، من اجل امتلاك رئاسة الوزراء، التي ستنتج حكومة ضعيفة هشة لا تقاوم اي رياح عاصفة، وسيستغلها الجميع ومن كل الطوائف الذين اعتادوا على تقمص الفرص واستغلال الضعف من اجل بناء مماليكهم على انقاض الدولة, وفشل الحكومة, وفقر الشعب, وسيلعن الناخبين الحكومة التي ارادوها ان تكون هكذا، حينها ستكون هناك ضبابية قاسية على المشهد السياسي، وعلى نتائج تلك المشاريع المفتعلة، الموكلة الى المجاميع المأجورة، التي حرفت وغيرت مسار التظاهرات التي عقدت عليها جميع الآمال، حتى اصبحت ملعونة منبوذة ينتظرون موتها بأسرع وقت ممكن.
حينها ستكون نتائج الحرب الانتخابية قاسية، تصنع حكومة ضعيفة، عاجزة عن الايفاء بوعودها، غير قادرة على تلبية الاحتياجات الاساسية لديمومة الدولة، وتغطية حاجات الشعب الضرورية، ناهيك عن ما ستؤول اليها تلك الحرب من نتائج غير متوقعة تذهب بالعراق الى المجهول، وسيزداد الامتعاض من حكم الشيعة وادارتهم للعملية السياسية، وسيقاد الشارع العراقي باتجاه اسقاط الحكومة الشيعية، والضغط عليهم برفع ايديهم ان ادارة الدولة، وايكال الامر الى غيرهم، وهذا ما تم العمل عليه منذ عام 2014 والى الآن، بعد ان اصبحت ايران هي الحليف الوحيد للشيعة، بعد غلق جميع الحدود بوجه حكومة ما بعد 2003 ورفضها وعدم الاعتراف بها من قبل دول الجوار.
يبقى السؤال: كيف ستدير امريكا مصالحها بوجود النفوذ الايراني؟ وكيف ستتعامل الدول العربية مع حلفائها المتواجدين داخل العملية السياسية؟ وكيف ستحرك ايران ادواتها داخل العراق للمحافظة على مصالحها؟ وكيف سيفهم الشارع العراقي تلك الاحداث الدائرة ضمن حدوده الجغرافية؟ وكيف سيميز بين السياسيين ممن يقدم مصلحة بلده على مصالح الدول الاخرى؟ وماهي الادوات التي ستستخدم ضده لجعله الخائن من بين الجميع؟ وكيف ستكون نتائج الحرب الانتخابية القادمة؟.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!