الحوار الهاديء

تحية لأسقف ابرشية اربيل الكلدانية واطفالها

تحية لأسقف إبرشية أربيل الكلدانية وأطفالها وهم ينشدون لمريم العذارء بلغة وطقس وفنون أجدادهم العظام – هل هذه بوادر نهضة كلدانية حقا؟
لم أتمالك ودمعت عيناني وأنا أرى وأسمع حشدا من الأطفال الكلدان وهم ينشدون بلغتنا المقدسة ومن جواهر حوذرتنا المقدسة نصوصا منتقاة من الأدب المريمي المشرقي، وهي تحف فنية وموسيقية من الروعة في مكان.
ملكني الفخر بهذه الإبرشية وأسقفها وكذلك ملكني الحزن والدمع. هذه ظاهرة على الكلدان الأصطفاف حولها ومساندتها ودعمها وتعميمها.
الأناشيد الخمسة هي كما يلي:
الأول، يمثل باكورة الألحان في كنسية المشرق، وهو على وزن ومقام ܡܢܘ ܣܦܩ
الثاني: هو اللحن رقم أربعة ويأتي على وزن ومقام ܣܗܕܐ ܒܪܝܟܐ
الثالث: هو اللحن الثامن، ويأتي على وزن ܢܬܛܝܒ ܒܕܚܠܬܐ
اللحن الرابع، على وزن ومقام ܐܢܬܘ ܢܘܗܪܐ
اللحن الخامس، على وزن ومقام ܟܪܘܒܐ ܘܣܪܦܐ
مع الأسف، ليس لدي الوقت الكاف كي أنسخ النصوص مع ترجمتها ولفظها بالكرشوني لكثرة الأشغال.
بيد أنني سعيد جدا بهذا العمل وأمل من أسقف أربيل الأستمرار في نهج النهضة الكلدانية المباركة هذه. ولما لا، أليست إبرشية حدياب (أربيل) واحدة من أقدم إبرشيات وأكثرها تنويرا في تاريخ كنيسة المشرق.
هذه الإبرشية العريقة تعد واحدة من اعرق الإبراشيات في كنيسة المشرق وأرتقت في نهاية القرن الثالث الى الميطرابوليطية أي رئاسة أسقفية وكانت تتبعها تسعة عشر إبرشية.
وحدياب (اربيل) شهيرة بمدارسها وملافنتها نذكر على سبيل المثال لا الحصر الجاثاليق إيشوعياب الثالث، الشاعر كوركيس وردة (الذي تعود له الكثير من المريميات في تراثنا) وإسحق النينوي، وخانيس القرداحي ونرساي الشاعر وغيرهم كثر.
نتطلع إلى أسقف أربيل الحالي بالتعاون مع أشقائه من أساقفة كنيسة المشرق الأخرين في المدينة الى تدشين نهضة كلدانية تستند الى إحياء التراث والطقوس واللغة والفنون الكلدانية. هذه ظاهرة نهضة وأمل ان لا تخبو هذه المرة.
الكثير من القسس والأساقفة الكلدان وإبراشياتهم وكنائسهم أخذت ترى أن بدون اللغة والطقوس والفنون والآداب والريازة لا نهضة ولا خصوصية وطنية كانت أم كنسية.
وأرى كيف ان بعض القسس والأساقفة أخذوا يفتخرون بزي أجدادهم من القلنسوة الكلدانية (ششتا) بعمقها البابلي وغيرها من الرموز وهم يرتدونها بفخر وعز في المناسبات،فهنيئا لهم.
من هنا أقدم المقترحات التالية وبتواضع جم لأسقف أربيل ومن خلاله لكل الإبراشيات الكلدانية:
أولا، تأسييس جوقات كنسية من الأطفال والشبان وهم ينشدون ويرددون ويتعلمون ويعممون التراث والطقوس والفنون الكلدانية في كل إبرشية وكنيسة في العراق وخارجه.
ثانيا، أرجو من أسقف أربيل تأسيس أكاديمية تعني بالتراث والطقس واللغة والفنون الكلدانية بعد أن تم منع تدريسها في المعاهد الكلدانية التابعة للبطريركية في السنين العجاف الأخيرة. وهو على مقدرة لذلك فالذي يؤسس الجامعات ويقيم المستشفيات في امكانه تأسيس اكاديمية تعني بالتراث الكلداني بلغته وطقوسه وفنونه وآدابه وريازته.
ثالتا، أمل أن تؤسس نواة للأكاديمية هذه في كل إبرشية كلدانية وعلى الخصوص في المهجر وأخص أوروبا بالذات حيث الاحظ ضياع الكلدان لإنعدام المركزية وكثرة التدخل في شؤونهم من جهات شتى.
ومرة أخره تحية لأسقف أربيل وأقبل جبين الأطفال الكلدان واحدا واحدا.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!