مقالات

إختفاء أطفال من باص مدرسة

تداولت وسائل الاعلام ومنصات التواصل مقطعاً مصوراً لحافلة مدرسية تنقل أطفالا يختفون فجأة في الهواء تاركين وراءهم حقائبهم ودفاترهم وأقلامهم وسط ذهول سائق الحافلة. الذي صرخ مذعوراً: (يا إلهي اين اختفى الأطفال ؟). .
وقد زعمت بعض المواقع ان الاطفال عبروا بوابة زمنية من بوابات الانتقال إلى العالم الآخر. من دون ان ينتبهوا إلى السائق الذي لم يبرح مكانه، ولم يعبر معهم، وظل ماسكاً مقود الحافلة. وما إلى ذلك من التخريفات والتفسيرات الخيالية. .
والحقيقة ان الفيلم برمته من إخراج وإنتاج هيئة مسيحية. تدعى: (Turning Point for God) تزعم انها متخصصة بمحاربة الإشاعات، ضمن حملة برهابس توداي (Perhaps Today)، بإشراف وتوجيه القس الاميركي ديفيد جيريمياه، في إطار تحذير العالم من مخاطر الاختطاف Rupture، والخرافات التي يؤمن بها بعض اتباع الكنيسة الإنجيلية الأميركية. وقد تم إنشاء تلك الهيئة عام 2012 للتصدي للإشاعات والفِتن، واحتوائها حتى لا تُشكل أي ضرر على المُجتمع، وذلك بذريعة: (فضح ناشِري الأكاذيب، الذين يسعون إلى إثارة الرأي العام، الامر الذي يستدعي توعية الناس وتوضيح الحقائق وتعزيزها بوثائق صادرة من المصادِر الرسمية). .
انا شخصيا أرى ان مشروع تمثيل هذه اللقطات واخراجها وتصويرها وتوزيعها ونشرها يراد منه التشويش على الرأي العام، لأنه من غير المعقول أن تجري عمليات مكافحة الإشاعات بالإشاعات نفسها. والدليل على ذلك هو هذه الأعداد الهائلة من المواقع التي تداولت المقطع ونشرته وعلقت عليه. وقد اشتركت بعض الفضائيات بعرض المقطع بقصد تخويف المشاهدين، وإدخال الرعب في قلوبهم. .
لم تفتأ الإشاعات تتطور وتتبلور حسب العصر الذي رُوجت فيه، إلى أن وصلنا إلى ذروتها هذه الأيام على صفحات منصات التواصل حيث أصبحت علماً قائماً بذاته يتم تدريسه في الجامعات والأجهزة الأمنية على حد سواء. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!