مقالات سياسية

هسة ارتاحت الدودة وراح انام وأنا مرتاح !

توقفت الحرب الغريبة العجيبة في لبنان بإنتصار المقاومة شرّ إنتصار ( مادام اكو وقف للحرب يعني إنتصار ) ! هذا ما سيكرره ويغرده الفلاسفة السلجوقيين على محطات وفضائيات كل محور المقاومة ! راح يبدأون يضحكون ويتمصخرون على ذقون مكاحل أطرافهم السالفة ! مادام هناك شيء على الأرض ( حتى لو كان على الخريطة ) إسمه المقاومة يعني إنتصار ! حتى لو كانت تحت المجهر وفي موت سريري دماغياً ، يعني إنتصار ! حتى لو قضى على جميع رجالها وقادتها ولكن بقى هناك طفل يعني إنتصار ! حتى لو تم تدمير كل البنية التحتية المدنية والعسكرية وقطع كل بوادر التواصل بينها وبين الجيران ولكن بقى هناك خط تلفون واحد لم يُقطع بعد يعني إنتصار ! حتى لو تم تقويض وتجميد كل المحاور وأسلحتها وهيبتها واسمها ولكن لم تنتهي نهائياً ، يعني إنتصار ! حتى لو تم ضرب الأم وتركها وحيدة مُترنحة وجريحة في دماءها ولكن الأب يتنفس ، يعني إنتصار ووووووو كله إنتصار ، كل بقاء يعني إنتصار ! ماشي يا عمي والله نفرح لإنتصاراتكم ! ولكن كيف انتصرتم ! هذا يحتاج لبعض الوقت !

الكل يعي بأن الأم وح*زب ال*له كانوا قد راهنوا على المعركة البرية ودخول الجيش الصهيوني في انفاق ذلك الحزب المبارك كي يتم قنص الجنود الص*ها*ينة وبالتالي الإفتخار بذلك الإنجاز والذي كان حلم ووهم إنتصارهم ، ولكن منذ اليوم الأول ذكرنا لهم وللجميع ( خاصة السلجوقيين ) بأن لا دخول ولا معركة ارضية ستحصل ، سيتم تدمير الجبهه من الفوق لا اكثر ولا اقل ، وهذا الذي حصل تماماً !

بعد عام ألفان وستة الحزب كان موجوداً وقويا وقام ببناء نفسه وقدراته وكوادره طول العقدين المنصرمين بطريقة سلسة ولكن بعد هذه الضربة المريرة والكبيرة كم سيحتاج الحزب لبناء نفسه وكوادره ! ستون عام ! عادي ! بس إشلون راح ننتظر كل هذه الفترة لنرى لون الإنتصار القادم !

هذه الضربة كانت من أقوى وأشد كل الضروب السابقة ! لم تترك عدوة الله شخص واحد من جماعة الله على قيد الحياة ! قطعوا كل الأذرع ، نسفوا كل المعابر ، دمروا ذراع إيران والذي كانت تتفاخر في الدفاع عن نفسها فيه ، قنصوا كل قادة الله ، دمروا كل المواقع والمخازن ، هدموا اكثر القرى الجنوبية ، حيّدوا الأذرع السورية والعراقية والحوثية ، هدموا غ*ز*ة على رؤوس أهلها ، قضوا على الفصائل ا*لفلس*طينية ، اهلكوا كل القادة الحمساوية ولم يبقى غير لحظة إعلان عن إنتصار المقاومة ! ماشي عمي ، إنتصار ، إنتصار ، ولكن كيف هذا ما سيخبرنا عنه القرن القادم ، ابقوا صامدين ومرتاحين للقرن القادم وسترون بأنفسكم !

إس*رائي*ل ربحت المعركة وبكل معنى الكلمة ! والمصيبة التي لا يعلمها المنتصرون هي إنهم يتوقعون بأن وبما إن بقى هناك كم نفر في الأنفاق سوف ينتصرون في القادم ! ولكنهم لا يعلمون بأن إس*رائي*ل سوف لا تسمح بقيام لأحدهم مستقبلاً ! إس*رائي*ل ستضرب ورسمت لنفسها قانوناً وحقاً في ذلك أي نقطة وأي تجمع وفي أي مكان عندما تراه خطراً عليها ! أي المنطقة كلها ستخضع لقانون ورحمة إس*رائي*ل وهي أصلا بلا رحمة وخارجة عن القانون .

لأكثر من نصف قرن قادم سوف لا تسمح ببناء عش عصفور في الجنوب وغ*ز*ة والقطاع والضاحية إطلاقاً ! لا تنسوا هذا الكلام !

إيران رحبت بوقف القتال ، غ*ز*ة سبقتها واعلنت إستعدادها لوقف القتال ( من جانب واحد طبعاً) وباقي الاسرى والجثث ستعود إلى تل ابيب وح*ما*س ستختفي من المشهد نهائياً ومع هذا لقد إنتصرنا !

لقد تم قص كل الأذرع والأجنحة الإلهية في المنطقة وسيعودون لتكملة قنص جناح الأم والتي أضحت وحيدة جريحة في العرين ، ومع هذا إنتصرنا ! ماشي ، سنسميه إنتصار معنوي ……..

هناك أمور أخرى كثيرة سيُعقبها وهناك ترتيبات جديدة ستتخذها إس*رائي*ل تجاه كل شخص يدعوا المقاومة بعد الآن وامور كثيرة أخرى لا نرغب في الإطاله فيها ، لهذا وصلنا إلى السؤال المتكرر :

لماذا إذن غزوة اكتوبر ! ما الجدوى منها ! وما منفعتها ! مَن الذي قرر القيام بها ولماذا ! إذا لم يجيبني احد سوف لا تهدأ الدودة ولا اقدر النوم . هل كل هذا الدمار والق*ت*ل والتصفية من اجل لحظة وقف الحرب وبالتالي للقول بأننا إنتصرنا ! إذا هيجي عادي ، هسة ارتاحت الدودة وراح انام وأنا مرتاح ! إذا إنتصرنا فهذا شيء رائع ! صادقاً الضربة التي وجّهت لأحزاب الله حتى لو عاون وساعد الله في إعادتها او ترميمها سوف يفشل ! أنتم لا تعلمون  ماذا فعلت إس*رائي*ل في هذه الضربة وكيف ستستمر لعقود طويلة أخرى ! هذه هي البلوة ، هذا هو الإنتصار !

الآن بدأ السلجوقيين يتلهون ويغطون عوراتهم بتكرار او الحديث عن ضربة إيران القادمة ! الله يقصف عنوقكم ورؤوسكم التافهه ! إذا كانت الأم قد تفاوضت مع الشيطانة نفسها وتوسلت لوقف هذه الحرب فكيف لها أن تضرب من جديد وهي أصلاً بلا أجنحة ! إشلون راح تضرب ! صفح ! بالمقلوب ! او يمكن راح تضرب بأسنانها !

انتهى كل شيءٍ ، وسيعود لبنان إلى وضعه مع الت*حر*ش به من قِبل الجماعات التي كانت في الإنفاق وستخرج بعد الإنتصار لتلتهي مع الحكومة اللبنانية القادمة ! سيبدأون من الصفر ، ولكن صادقاً حتى هذا الصفر سيكون فقط على حساب الشعب اللبناني وحريته ومعيشته لا اكثر ولا اقل ! وهذه هي المصيبة ! لم يقضوا على ذلك الصفر ! ليس ببعيد أن تقوم إس*رائي*ل بترتيب لحرب اهلية قادمة في ذلك البلد الفقير كي يقضوا بأنفسهم على انفسهم ! هذا المشهد ليس ببعيد على ناظري ! الحزب وإن قامت له قومة سوف لا يمكن له أن يتجه إطلاقاً نحو الجنوب وليس أمامه غير البحث على إنتصار في الشمال ، وهذا الذي سيفعله ، وهو المطلوب للصهيونية الغبية الغشيمة المنهزمة دوماً ! وراح يبدأ السلجوقيين بالسلجقه من جديد ، والله فكرة ! إنتصار جديد ولكنه شمالي مو جنوبي !

هل تتذكرون عندما ذكرت بأن كل قادة الحزب وح*ما*س وسوريا سيكونون قرباناً للفقيه ! هل رأيتم بحياتكم أغلى من هذه القرابين ! لقد تبخرت كل جثث هؤلاء القرابين وحتى لا نعلم أين هي بقايا مثواهُم ! إلا إذا كانوا شهداء عند ربهم يرزقون ! وهذا ايضاً إنتصار ! إنتصار لو مو إنتصار ! لكل فلم نهاية ، ولهذا الفلم ايضاً نهايته ، ولا ارى غير نهاية إنتصارية ، أي صحيح مات كل الممثلين والمشاركين والمخرج والمنتج والكاتب وكل العاملين فيه ولكن بقت هناك شاشة سيعرض عليها الفلم ، وهذا هو الإنتصار العظيم !

نيسان سمو 27/11/2024

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!