مقالات دينية

الصعود … وأنا وإن أرتفعت أجذب اليّ الجميع

الكاتب: وردااسحاق
 

الصعود … وأنا وإن أرتفعت ، أجذب أليَّ الجميع

 
( صعد الله بتهليلٍ ، الرب بصوت البوق ) ” مز 5:46 ”
تجسد المسيح وولد من العذراء مريم لكي يصبح آدم الثاني ، طاع الآب وخضع له حتى الموت من أجل أعادة الأنسان الى مكانته الأولى بعد الخليقة وقبل السقوط .
فبموته متنا معه وبقيامته أقامنا معه ( وأقامنا معه وأجلسنا معه في الأماكن السماوية في المسيح يسوع  ) ” أف 6:2 ” . قام المسيح من بين الأموات وبقي مع تلاميذه 40 يوماً ، وبعدها أنطلق أمام أنظار أكثر المؤمنين الى السماء لأنه لا بد أن يعود من حيث أتى . وكما قال ( خرجت من عند الآب ، وقد أتيت الى العالم وأيضاً أترك العالم وأعود الى الآب ) ” يو 16 :28 ” . لم يكن المسيح من هذا العالم ، بل أتى الى هذا العالم . فمملكته ليست من هذا العالم أيضاً ” يو 36:18 ” . في بيت عنيا وقبل أن ينطلق الى السماء بارك الحشد المؤمن بيديه المباركتين ثم أنفصل عنهم وصعد الى السماء ، فسجد له الجميع ” لو 24: 50-52 ، أع 9:1 ” . صعد في مجد عظيم أمام أنظار المؤمنين متحدياً قوانين الجاذبية ، وبعد ذلك أخذته سحابة ، وأختفى عن الأنظار ، وكذلك سيأتي على السحابة مع الملائكة القديسين ” أع 11:1 ” لكي يرفعنا نحن معه على السحاب فنكون معه على الدوام ” 1 تس 17:4 ” صعد الى السماء وجلس الى يمين القدرة . لم يكن طريق الجلجثة والصليب نهايته كما ظن أحبار اليهود الذين دفعوه الى الموت ، إنما كانت بداية لكل أمجاده … لهذا كل من يتألم مع المسيح على هذه الأرض ويحمل صليبه ويقتدي خطواته لا بد أن يتمجد معه .
رفع المسيح عن الأرض بمجد ” 1 تي 16:3 ” هذا ما حصل أمام أنظار المؤمنين ، وماذا حصل في العالم اللامنظور وكيف أستقبل هناك ؟
   نقول ، صعود المسيح يثبت لنا وللعالم أجمع آلوهيته . إذاً يجب أن يستقبل هذا الأله العائد الى عرشه السماوي أستقبالاً يليق به كملك الملوك وخالق الكون . فلكي نتعرف على ما حدث له في طريق الصعود علينا أن نبحث عن النبؤات التي تفسر لنا بقية الطريق بعد أن حجبه السحاب عن الأنظار . يقول المزمور ( صعد الله بتهليل ، أرتفع الرب وسط ذوي نفخ البوق . رنموا لله ، رنموا . رنموا لملكنا ، رنموا . لأن الله هو ملك الأرض كلها . رنمو له قصيدة حمد . مَلَكَ الله على الأمم ، الله جلس على عرشه المقدس ) ” 5:46-8 ” . أي أن أستقبال الله الملك كان بهتاف وتهليل وصوت بوق فأصبح باكورة الداخلين الى الأمجاد السماوية كما سبقنا في قيامته والتي صارت عربوناً لقيامتنا وللحياة الأبدية .
صعد المسيح الى السماوات لكي يدخل الى قدس الأقداس السماوية حاملاً معه دم نفسه الذي سفكه على الصليب عوضاً عنا فحقق فداءً أبدياً ” عب 12:9″ .
تقول الآية ( قم أيها الرب الى ديارك ، أنت وتابوت عزتك … ) ” 1 أخ 41:6″ . تابوت العهد الذي كان ينقله الملك داود وهو يرقص أمامه والكهنة يحملون التابوت المقدس ليضعوه في أفضل مكان ، كان أستقبال تابوت العهد بأكرام وفرح . التابوت كان يرمز الى العذراء مريم أما محتوياته فترمز الى الرب يسوع الذي حمل من قبل الكهنة . وكل هذا كان رمزاً لصعود المسيح وأنتقاله . وهكذا استقبل المسيح الحي القائم من بين الأموات من قبل ملائكته القديسين والرب الآب كان في أستقبال أبنه المنتصر ، الله هو أب المسيح الروحي والأزلي . أما داود فهو هو أب المسيح حسب النسب وكما ناداه الأعمى والكنعانية ( يسوع أبن داود ) لهذا كتب ( يسوع أبن الله الذي جاء من نسل داود من الناحية البشرية ، ومن ناحية روح القداسة ، تبين بقوة أنه أبن الله بالقيامة من بين الأموات … ) ” رو 1: 3-4 ” . في الأرض أستقبل بالصنوج والدف والرقص ، هكذا استقبل الملك في مملكته بمجد أعظم أشترك في استقباله كل أجواق الملائكة . داود كان راعياً لغنم وأبنه يسوع صار راعياً للبشر .
 ترك يسوع أورشليم الأرضية الى أورشليم السماوية . نعم قام الرب يسوع من بين الأموات وصعد الى دياره وبعده صعد تابوت عزته ( مريم )  . صعد يسوع فلبس كهنته السماويين ثيابهم الموشاة ورنم في أستقباله أتقياؤه .
صعد المسيح منتصراً الى السماء وجلس عن يمين الآب لكي نرفع نحن أنظارنا وأفكارنا من هذا العالم وننظر الى حيث كنزنا وملكنا ومملكتنا الجديدة والى المنازل التي أعدها لنا البكرالصاعد وحسب وعده ( وأنا أمضي لأعد لكم مكاناً ) ” يو 2:14″ ونحن نؤمن بأقواله وعهوده وننتظر مجيئه العظيم لكي يأخذنا معه ، بل نصعد معه متحررين من الألم والعذاب وسلطان الخطيئة والموت الى الحياة الأبدية التي أعدها لنا المخلص .
ليتبارك أسم الصاعد الى السماوات
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
 

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!