مقالات دينية

أبرز الملامح العظيمة في العذراء مريم

أبرز الملامح العظيمة في العذراء مريم

أبرز الملامح العظيمة في العذراء مريم

بقلم / وردا إسحاق قلّو

قالت العذراء ( هوذا منذ الآن ستطوبني جميع الأجيال ) ” لو 48:1 “

هذا هو المقال ( 27 ) أكتبه عن العذراء مريم .  آيات كثيرة في العهد القديم ذكرت العذراء وتنبأت بدورها في خلاص البشر لأن الله أختارها لتكون أماً لأبنه الوحيد فرفع شأنها ووصف دورها ونقاوتها ومكانتها ، فيصفها الوحي كملكة فيقول ( … قامت ملكة عن يمينك بذهب أوفير ) ” مز 10:45 ” وستجلس الملكة عن يمين إبنها

  ولدت العذراء مريم من أبوين عاقرين مؤمنين . لم يقطع أملهما برأفت الله ورحمته ، بل إستمروا بالصلاة والتذرع لكي يزيل عنهم ذلك الهم الذي كان المجتمع يحسبهُ عاراً . فمَّنَ الله عليهما بأعظم بنت في التاريخ والذي بنسلها سحَقَ رأس الحية . إنها العذراء مريم ، حواء الثانية ، التي ظلت عذراء من دنس الخطيئة لأن الله أختارها لتكون الهيكل الطاهر التي فيها يتجسد إبنه الإله . بعد ولادتها نذرت إلى الهيكل وسرعان ما فارق الوالدين هذ الحياة لتعيش كطفلة يتيمة الأبوين في الهيكل . وكان همها الوحيد العبادة وحفظ آيات الكتاب المقدس وقصصهِ الكثيرة . فلا عجب في ترتيلها لنشيدها العظيم الذي نقله لنا البشير لوقا في ( 1: 46-56 ) وهذا يدل على حفظها لكلمة الله في سفر صموئيل النبي ، من نشيد حنة أم صموئيل ( 1 صم 2 ) وكذلك المزامير وغيرها .

   أوصى الروح القدس العذراء كما أوصى للرسل والأنبياء كتبة الأسفار المقدسة ، فبالروح قالت ( منذ الآن جميع الأجيال تطوبني ) وقد تم ذلك في حياتها الأرضية وسمعت بأذنها التطويبة الأولى لها من نسيبتها القديسة إليصابات عندما زارتها ، فقالت لها ( طوبى لمن آمنت : فسيتم ما بلغها من عند الرب ) ” لو 45:1 ” . وأيضاً طوبتها إمرأة أمام أبنها يسوع عندما قالت له ( طوبى للبطن الذي حملك ، والثدين اللذين رضعتهما ) ” لو 27:11″ . رد يسوع في الآية اللاحقة فقال للمرأة مؤكذاً لها لتطويب أمه بتطويب ثالث ، فقال لها ( بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفونهُ ) لأن لا يوجد هناك أكثر من مريم أمه تستحق هذا التطويب ، ليس لمجرد أنها حملتهُ ، ومنها أخذ جسده ودمه ، وإنما أيضاً لأنها كانت تحفظ كلمة الله وتعمل بوصاياه .

كما تحقق لها تطويبات كثيرة في جميع الأجيال اللاحقة ، وسوف تستمر إلى مجىء إبنها الديان . كما نالت مريم التكريم من ملاك الرب عندما قال لها ( السلام لك أيتها الممتلئة نعمة . الرب معك  ، مبارك أنت في النساء ) ” لو 28:1 ” وكررت عبارة ( انت في النساء ) أليصابات في نفس الإصحاح الآية ( 43 ) .

   عاشت مريم فقيرة ، لكنها كانت غنية جداً في الروح والإيمان ، ومملوءة فرح ونِعَم ( مت 28:1 ) لهذا قالت عن نفسها ( وتبتهجُ روحي بالله مخلصي ) إنه فرح روحي بالله والذي لا يقاس بفرح العالم . .

  عاشت العذراء على قاعدة الإتضاع ، وتواضعها كان مصدر قوتها ، لأن بالضعف تكمن قوة الله ، لهذا لم تقل أنا أم الرب ، بل قالت ( أنا أمّةُ الرب ) أي خادمتهُ ، فرفعها الرب إبنها فوق الجميع ، وأن قال عن يوحنا المعمدان بأنهُ الأعظم بين مواليد النساء ، فكان يقصد من بين الرجال الأنبياء والمرسلين ( لو 28:7 ) لكن الطوباوية مريم أعظم من يوحنا المعمدان ، بل هي أعظم من كل رؤساء الملائكة ، ومرتبتها تأتي مباشرةً بعد الأقانيم الإلهية الثلاثة . 

  ومن الملامح العظيمة والأساسية في مريم ، صمتها المستمر بكل عظائم الله في حياتها ، فكانت تحفظ كل شىء في قلبها الطاهر لتتأمل به ، وصمتها العجيب يرمز إلى قوة تقواها وعمقها في الإيمان وكأنها كانت تعيش في الروح بين السماويين وهي على الأرض ، ولا بد من أنها كانت تعيش مع رؤى سماوية فترى ما لا يراه أحد .

   ومن صفاة العذراء محبتها وخدمتها ليس لأبنها الإله فحسب ، إنما محبتها كانت تشمل لخدمة الكثيرين فعانت مشقة الطريق لأبنها . وخدمتها الشفاعية في عرس قانا الجليل عندما عرضت مشكلة أهل العرس لأبنها فنهض في الحال ليلبي طلبها ففهمت ما قال لها فإستمرت في هدفها لتقول للخدام ( مهما قال لكم إفعلوه ) ” يو 5:2 ) وهذه الوعظة القصيرة لها لم تقتصر في حينها لعمال العرس بل كلامها موجه إلى كل الأجيال اللاحقة ، فتقول لهم ( إفعلوا ما يقول لكم إبني في الإنجيل ) هكذا ينبغي أن نتمثل نحن اليوم لوصيتها ونطيع أوامر إبنها الإله على الدوام .

 لتلمسنا شفاعة كلية الطهر مريم وبركاتها ، ونعمها تسندنا في أيام غربتنا في هذا العالم . ولأبنها المجد الدائم .

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” 16:1 “.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!