مقالات دينية

إكرام مريم العذراء

لنتأمل في هذا الأسبوع الأخير قبل يوم إنتقال أمنا العذراء إلى السماء بالنفس والجسد بالأسئلة التي تطرح من قبل بعض الأخوة المتشككين .

يقول بعض إخوتنا إن العذراء أدّت مهمتها بولادتها للمسيح فيجب أن تهمل كما يهمل الوعاء الفارغ ، أو العلبة التي أخنا منها كنزاً أو خاتماً ثميناً .

ولكن هل والدة الإله جرّة أو وعاء ؟ هل الجرّة من فخار ، وما فيها من سمن أو عسل أو فضة أو ذهب فليس من طبيعة الجرّة .

إن العذراء حَوَت المسيح ، أعطتهُ الجسد فهو عظم من عظامها ، ولحم من لحمها .

الجرّة ليست أم الكنز وإن أحتوتهُ ، والعذراء ليست بجرّة ، إنها أم الرب ( من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ ؟ ) ” لو 43:1 “

عندما نقول عن مريم ( أم الله ) لا نقصد أنها أم اللاهوت ، بل أم الإنسان يسوع الذي هو إله فوالدته الطبيب والمحامي ليست أم الطب ولا القضاء .

وتقول العذراء في ” لو 48:1 ” إن جميع الأجيال تطوّبها لأن القدير صنع بها عظائم ، فهل يطوّبها ويهنئها كل المسيحيين ؟

مع الأسف منهم فئات تتجاهل ولا تذكر أسمها !

يعترض علينا بعض الأخوة قائلين : تعتقدون أن مريم العذراء سلمت من الخطيئة الأصلية مع أنها قالت في ( لو 47:1 ) وتبتهج روحي بالله مخلصي !؟

نقول : لكن بلاغ البشارة الرسمي في ( لو28:1 يوَضح لنا الأمر في ( السلام عليك يا ممتلئة نعمة ” وهنا ممتلئة أي لا ينقصها نعمة أو المنعم عليها بحسب الأناجيل البروتستانتية ” الرب معك ” أي معها باستمرار من أول حياتها ” مباركة أنت في النساء ” أي أكرم من حواء قبل سقوطها في الخطيئة ” ) . فالملاك يعرفها بأنها دون سواها هي التي نالت الإنعام .

هذه الآية تبين بوضوح أن الله قد حرّف غضبه عن مريم منذ أول كيانها في أحشاء أمها التي حبلت بها بلا دنس الخطيئة الأصلية ، فيكون أنه تعالى سبق فخلصها بالوقاية لا بالمعالجة وذلك بفضل فداء ابنهِ المنتظر ، ومن أجل كرامة نفسهِ . وبهذا يكون الخلاص قد شمل مريم . وهذا الإمتياز هو حلقة من سلسلة الفضل الأعظم والإنعامات التي منّ بها عليها الرب القدير .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!