الحوار الهاديء

كابوس روسيا الاخير كابوساً علينا !

لابد من مقدمة قصيرة لهذا الكابوس قبل أن نفيق منه .

عندما دخلت القوات الروسية العملية العسكرية الكبيرة في كييف ( عاصمة الغرب ) إنقسم العالم بين مؤيد ومعارض ( أنا كنت اول المعارضين ) . فلا احد توقع بأن تقوم روسيا بهذه العملية الكبيرة ومواجهه الغرب دون أن تكون قد درست وحللت واستنتجت كل الاحتمالات . والدليل على ذلك هو إنحياز دول كبرى كثيرة للجانب الروسي متحدية هي الاخرى انياب الغرب القوية . كل المشاهد التي عكستها العملية كانت تقول بأن الروس يتقدمون وينجعون وفي كل الجوانب ومنها الإقتصادية . فعملية قطع الغاز والنفط عن اوروبا او الإمتناع عن شرائه وتحويل وجهاته الى دول اخرى بعيدة لم يكن غير بالضربة القوية على الغرب ، بدأ التعامل بالروبل والإستغناء عن الاخضر مع الكثير من الدول والشركات العالمية هو الآخر كان إنتصاراً غير مسبوق ، نجاح مواجهه الآلة الغربية في كييف كان إنجاز لا يقل عن الإنجاز الإقتصادي ، صورة الثقة التي كانت تعكسها موسكو للعالم في مواجهه الغرب ( ليش ما إتگول الشيطان هذا المرة ! شنو إتراجعت ) وآلته العسكرية والمتمثلة بصلابة الموقف في العملية وتحقيق الاهداف وقوة التماسك السياسي والعسكري وحتى الداخلي والإلتفاف والإستطاف مع ابو علي ( والله خائف لا يطلع ابو ميسون ) كلها كانت تعكس صورة المنتصر الحتمي ! يكفي للمقدمة والباقي تأملوا لوحدكم  فيها !!!

ماذا حصل ويحصل اليوم إذاً ! سنضطر إلى تجزئة  هذا التساؤل الى تفرعاته ومكوناته الاساسية كي تتوضح الصورة اكثر ! لماذا تمردالثعلب ( لا هذا مو ثعلب الصحراء ) ! لماذا سمحوا له لكل هذا الوقت حتى يقوم بتلك الخطوة العجيبة الغريبة ! ماذا كان في نيته الحقيقية ! كيف استاطع أن يسيطر على ثلاثة مدن ومقرات الجيش دون طلقة واحدة ! لماذا لم يعترضه الشعب الروسي ( كان الكل مشغول بسحب السلفي مع قوات الثعلب ) ! لماذا لم تعترضه قوة روسية واحدة ! هل كان فعلاً سيدخل موسكو دون إعتراض ! هل الحكومة الروسية بهذه الهشاشة كما يُطلق عليها الغرب اليوم ! والله فكرة  ! هل هناك ملل وتعب وضجر في قيادات الجيش نفسه !هل كان له شركاء في الجيش الروسي نفسه ! وهل للغرب يد في ذلك التمرد الغريب العجيب ! أم كانت فورة دم من شخص وجد نفسه مهدداً ومعزولاً بعد كل هذه التضحيات ! وكيف توقفت بعد أن كانت دباباته تتسابق على الخط السريع للوصول الى الكرملن ! واخيراً وليس آخراً  في هذه التساؤلات هل كانت لعبة روسية ضالعة فيها الإستخبارات والحكومة لأهداف معينة ! هناك العشرات من التساؤلات التي تتفرع من هذه الهوجة الغريبة ولكننا سنتوقف لأن علينا الإجابة عليها جميعاً ( راح يصير فلم هندي ) !

تعال عمي جاوب على كل هذا التساؤلات ! حتى الإستعانه بصديق لا ينفع ! ليش بقى صديق مو صرنا يتامى في الشارع لوحدنا ! ماراح اجاوب على سؤال واحد ! كل واحد منكم يجاوب كيفما اراد وشاء ! شنو آني سكرتير الامن القومي الروسي !

فقط ارغب في الإجابة على تساؤل واحد ، هل كان الروس يعلموا بهذه الحركة وهل كانت هناك قطعات اخرى ستتدخل عند إراقة اول قطر دم وهل فعلاً هناك هشاشة وضعف في الحكومة الروسية ! على اساس الإجابة على هذا التساؤل سلس ! هذه هي الورطة الكبيرة !

في كل العالم وفي ابسط الاحوال عندما تحصل مثل هكذا تمردات والدولة في حالة حرب تقوم الحكومة بتدمير وقمع هذا التمرد عن بكره ابيه( هم رْجعت للبكرة العراقية شول حالك لعد ) ! ولكن حتى هذا لم تفعله موسكو ! دخلنا في متاهة اعقد ! العالم جمه كان يتسابق ويشاهد ويستمتع لمعرفة السائق الاول الذي سيصل الى الرايه الحمراء والقيادة الروسية كانت مسافرة الى مينسك !

إذا استبعدنا بأن هناك يأس ( ليش تستبعد ) وضجر وملل وهشاشة وإرهاق في الجيش الروسي وحكومته من هذه العملية والشعور  بالتورط في مستنقع لم يحسبوا عمق وحْلهِ فلا اذهب غير للإستنباط الاول الذي خرجت به في سخريتي في الساعات الاولى من هذه الهوجة .

وهي إن ثعلب حارب في اكثر من دولة لصالح روسيا وقدم تضحيات كثيرة وخاصة في باخموت الاوكرانية ، وبسبب تتطلاعته الشخصية ولعدم السماح له من قِبل قيادات الجيش لتحقيق تلك التطلعات ولشعوره بتهميشة بعد سحب قواته للخلف قام بمحاولة إنقلابيه ( خاصة ) للوصول الى الكرملن والجلوس مع ابو سوسن ! لا نستبعد أن تكون الإستخبارات الغربية لعبت دور ما في هذا التحرك مستغلتةً فورة الثعلب لضرب اكثر من عصفور بحجر واحد ! اول العصفور كانت معتقدة بأن القيادة الروسية ستقوم بسحق التقدم نحو الساحة الحمراء للتخلص من الثعلب ،  وهذا كان هدف الغرب وهو التخلص من هذا البعبع والذي هو مصنف على لائحة الشيطان كار*ها*بي عالمي ( إشلون مُصنف كار*ها*بي عالمي ويضعون يدهم بيده ! هاي لا افتهمها ) ! والعصفور الثاني كان أن تراق دماء في الساحة ( هي بلا شيء حمراء كانت راح إتصير اسود غامق ) ومن ثم إدخال موسكو في متاهات داخلية وحرب اهلية ووووووووو !  والله حتى هاي ما استوعبها ! وبعدييييين ! هل كانت لهم خطة في تغيير ابو سندس والمجيء بعميل آخر لهم في الكرملن ! كيييييييف ! حتى هاي ما استوعبها ! أنا شخصياً استبعد هذاالشؤم لأنهم كانوا متيقنين بأن سيتم تدير القوة الفائرة قبل الوصول الى الساحة الحمراء ! إحنا ناقصين دم !

إذاً لا يبقى أمامنا غير قرصة داخلية لآذان أبو  زهيبة وتشويه سمعته دولياً اكثر فأكثر وتقديمه كدكتاتور  حقيقي في العالم ! أكثر من هيجي يعني !

فقط كنت اتمنى لو كان هذا المشهد وفي هذه الظروف قد حصل في دولة اخرى كالشيطانة مثلاً وهناك فرق عسكرية تتقدم لإحتلال نيويورك او لندن فماذا وكيف كانوا سيتصرفوا ؟؟؟؟؟؟ !!………

عملية عدم إعترض القوة الروسية للثعلب وتقدمه ومن ثم توقفه وسفره الى مينسك هي الاخرى تحتاج للآلوسي العراقي لتفسيرها !

أنا لا اعتقد بأن الرجُل قد خان صاحبه ولكنها فورة وهيجان من الموقف الذي آلت إليه ظروفه في الايام الاخيرة ، وبالتالي هاج وقام بمظاهرةإحتجاجية لا أكثر ولا اقل ! حتى لو كانت بعض القوى الغربية قد تدخلت وإستغلت الفورة فتم ادراك الامر وأستوعب الثعلب العملية ونتائجهامن مينسك فغيّر البوصلة وأتجه نحو مينسك بدلاً من موسكو !

هل سيتم إستخدامه هناك لاحقاً لا اعلم ! هل سيُشكل جيش جديد في مينسك للتدخل في قطع غرب اوكرانيا إن تطلب الامر لا علم لي ! هل تم الكشف عن بعض الثغرات وعن بعض الوحدات التي كانت تتعاطف معه لا اعلم ! هل كانت جمها مسرحية متقنه لا اعلم ولا اعتقد اصلاً ! هل تم التدارك والتفاهم والإتفاق في اللحظات الاخيرة ! هذا إحتمال قوي ! هل تشوهت صورة ابو فردوس وقلت هيبته ! من خلال إطلاته الاخيرة ووجهه المتغير نقول نعم ! ولكن كيف سمح لنفسه أن يصل الى هذه النقطة ! لا يوجد أمامي غير إنه وافق على الوصول الى ذلك لعدم إراقة الدماء وإعطاء كارت الإنتصار للغرب في ذلك الشأن ( هذا ذكرناه في اللحظات الاولى والدبابات تقترب من موسكو  ) ! هل سيتم تقييم العملية برمتها وتصفية وعزل بعض قادة الجيش في القادم ! يمكن ! بس إذا حصل ذلك هذا يعني إن كُل الذي سألناه ويردده الغرب من الضعف والهشاشه والتصدع ووووو الخ صحيح ! والله حْرنا وياك! ما إفتهمنا القصة ! دَوّختنا ببلاش ! ليش عبالكم آني إفتهمت الفلم !

الشيء الوحيد الذي تيقنتُ من هذا الكابوس هو جهل وتخلف كل المحللين العسكرين العرب ، خاصة الذين يقولون لماذا لا يوجد جيش على الخطوط السريعه ! لعن أبو الذي يمنح الشهادت العسكرية وحتى الطبية !! هل ترون جيوش على الخطوط السريعه الغربية ! إذا رغبت روسيا في نشر قوات عسكرية على خطوطها السريعه فستحتاج مالا يقل عن خمسون مليون عسكري !!

الذي إفتهمته من كل هاي المعمعة الغريبة العجيبة هو إنه يجب أن يكون درس مهم للإستفادة منه !

نيسان سمو 27/06/2023

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!