مقالات دينية

كيف يخرج نفس الإنسان من جسده

كيف يخرج نفس الإنسان من جسده

إعداد / وردا إسحاق قلّو

 رغب القديس البار يوحنا الهدوئي ، أصله من نيقوبوليس في أرمينيا ، أبصر النور في 8 كانون الثاني 454م ، بعد وفاة والديه أخذ حصته من الميراث وغبتنى لنفسه كنيسة على أسم والدة الإله، ثم إعتزل هو وعشر من الفتية أترابه فيها وسلكوا في الحياة الرهبانية المشتركة ، عمره يومذاك كان ثمانية عشر ربيعاً . أهتم بضبط معدته ليعيش حياة التقشف وأحتقر الغرور ، وعشق السهر والصلاة وحفظ العفة ، وأنه لا سبيل إلى النسك الحق بغير الصحو والطهارة والتواضع .  في الثامنة والعشرين من عمره إستدعاه متروبوليت سيسطيا بعدما ذاع صيته وسيرته الطاهرة وجعله عنوة أسقفاً على مدنة كولونيا ، لم يشأ أن يغيرطريقته النسكية فكان راهباً في دار الأسقفية همّهُ نقاوة القلب وعفّة الجسد . ثبت في الأسقفية تسع سنوات فرّ بعدها من ضوضاء العالم . ذهب إلى أورشليم ، ولجأ إلى بيت الغرباء .  وصلى هناك بدموع ليهيده الرب إلى مكان يخلد فيه إلى الهدوء . وذات ليلة ، فيما كان يتمشى في باحة الدير تطلع إلى السماء فأبصر فجأة ، نجماً مضيئاً في شكل صليب يدنو منه ، وصوت من النجم يقول له ( إذا كنت ترغب في الخلاص فاتبع هذا الضوء ) تحرك يوحنا لتوّه بإتجاه النجم فتحرك الضوء أمامه وقاده إلى دير كبير أسسه البار سابا المتقدس وكان سابا آنئذ على رأس مئة وخمسين ناسكاً يسلكون في فقر شديد . وهم ممتلئون من مواهب الروح . لم يشأ الرب أن يكشف لرئيس الدير هوية يوحنا ، فجعله في مصاف المبتدئين . بعد خدكته وطاعته وإتضاعه أعطاه سابا قلاية ليخلد فيها إلى الوحدة والهدوء . عاش هناك في الوحدة . أراد القديس سابا أن يسيمه كاهناً لما رأى فيه من فضيلة وكمال ، حضر رئيس الأساقفة لسيامته ، لكنه أراد أن يعترف أمامه قبل السيامة [انه كان أسقفاً على أحدى المدن في ارمينيا ، فبعد أن عرف بأنه أسقف تعجب وإستدعى القديس سابا وقال له أن يترك يوحنا وشأنه لأن ما لديه يحول دون صيرورته كاهناً ، ولما قال هذا صرفهما .  

الآن لنترك تفاصيل سيرته الطويلة لندخل في موضوع كيفية خروج النفس من الجسد .

   مما يحكى عنه ايضاً أنه رغب مرة القديس يوحنا في معرفة كيفية خروج النفس من الجسد . وفيما كان يسأل الله بحرارة أن يمّنَ عليه بذلك ، إذا به يخطف بالروح إلى بيت لحم ويعاين في رواق الكنيسة ، هناك رجلاً صديقاً لم يسبق له أن إلتقاه ، هذا كان مطروحاً على الأرض وعلى أهبة الموت . وقد رأى يوحنا نفس الرجل تتلقاها الملائكة وتحملها إلى السماء مصحوبة برائحة الطيب والتراتيل . وإذ عاد إلى نفسه أشتهى أن يرى بعينيه الحسيتين ما إذا كان الأمر قد حدث كما رآه بروحه أم لا . فقام لساعتهِ وسافر إلأى بيت لحم ، وجاء إلى الكنيسة فوجد الرجل عينه مطروحاً حيث عاينه أولاً . فضمّهُ إلى صدره وتبرك به وقام فدفنه ثن عاد إلى قلايتهِ .

 رقد القديس يوحنا الهدوئي بسلام في الرب ممتلئاً نعمة ، وهو في الرابعة بعد المئة . في الثامن من شهر كانون

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!