زمن الهيمنة انتهى .. أبابيل اليمن تمزق الأسطول الذي لا
يحيى دعبوش
في عالمٍ لطالما حكمته القوة البحرية، كانت الولايات المتحدة ودول الغرب تفرض هيمنتها على المحيطات والممرات المائية دون منافس. لكن في البحر الأحمر، والبحر العربي، تغيرت القواعد، وأصبحت السفن الحربية الأكثر تطورًا مجرد أهداف سهلة تتطاير حولها النيران اليمنية من كل اتجاه، وعلى شواطئ البحر الأحمر، حيث يلتقي الحلم بمأساة الهيمنة، انطلقت الصواريخ اليمنية برصاصٍ من العزم والإصرار. لم يكن الهجوم وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط استراتيجي متقن استُخدمت فيه أسلحة مصممة محليًا تخرق دفاعات أسطول أمريكي اعتاد أن يرى في التكنولوجيا الدرع الواقي.
اليمن، البلد الذي حاصرته الحروب والمؤامرات لعقود، لم يكتفِ بالصمود، بل انتقل إلى الهجوم، وفرض واقعًا جديدًا في البحر الأحمر والمياه الإقليمية. بأسلحة صنعت محليًا، وباستراتيجيات غير متوقعة، قلبت القوات الجوية والبحرية اليمنية الطاولة على أعظم قوة بالعالم تمتلك أقوى أساطيل في العالم، مجبرةً أمريكا وحلفاءها على التراجع والخضوع لقواعد اشتباك لم يكونوا مستعدين لها، ما يجري في البحر الأحمر اليوم ليس مجرد معارك متناثرة، بل حرب استنزاف حقيقية تُخوض بأسلحة يمنية صنعت محليًا، لكنها تُرعب أضخم قوة بحرية في العالم، الذي لم يكن العالم يتوقع أن يصبح اليمن، المحاصر اقتصاديًا والمستهدف عسكريًا، قوةً بحرية تهز عرش واشنطن وحلفائها. لكن الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة التي تنطلق من اليمن أثبتت أن الهيمنة لا تُقاس فقط بحجم الأساطيل، بل بالقدرة على توجيه الضربات القاتلة في الوقت والمكان المناسبين.
أصبحت ما تطلق على نفسها القوة العظمي تتلقى الضربة تلو الأخرى، في حين تتراجع القطع البحرية الأمريكية إلى مواقع بعيدة عن مناطق الخطر، السفن التجارية الحليفة تُجبر على تغيير مساراتها خوفًا من مصير مشابه لما حلّ بالسفن المعادية، أنظمة الدفاع الأمريكية تفشل في اعتراض الهجمات المتتالية، والصواريخ اليمنية تخترق الحصون التكنولوجية دون عناء، هذه ليست مجرد عمليات عسكرية، بل إعلان واضح أن زمن السيطرة الغربية المطلقة قد انتهى.
وسط هذا المشهد، يواصل اليمن موقفه الثابت في دعم أبناء غ*ز*ة، مؤكدًا أن القضية ا*لفلس*طينية ليست شعارًا، بل مبدأ يُترجم على أرض الواقع، بينما يمطر الكيان الإ*سر*ائي*لي قنابله على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في غ*ز*ة، تواجه حليفته امريكا في البحر الأحمر والبحر العربي معركة لم تكن في حسبانها.
أنصار الله يربطون المعركة في فلسطين بمعركة البحر، مؤكدين أن العدو واحد والمواجهة لن تتوقف عند حدود اليابسة، قالها سيد القول والفعل السيد/ القائد عبدالملك الحوثي (يحفظه الله) من يق*ت*ل أطفال ونساء وشيوخ غ*ز*ة، لن يمر بسلام من مياه اليمن، لم تكن واشنطن تتوقع أن تواجه جبهة بحرية بهذا الحجم، لكنها الآن تجد نفسها بين نارين: نار المقاومة ا*لفلس*طينية على الأرض، ونار الصواريخ اليمنية في البحر.
أمريكا، التي كانت تهدد العالم بأسطولها البحري، باتت اليوم عاجزة عن حماية نفسها، تائهة بين الهروب والارتباك! واشنطن كانت تظن أن البحر الأحمر حديقة خلفية لأساطيلها، لكن اليمنيين قرروا أن يكسروا هذا الغرور، ويضعوا قواعد جديدة للمعركة، لم تعد أمريكا المتحكمة بالمياه الدولية، بل باتت تحت رحمة قرار صنعاء.. والهجوم قد يأتي في أي لحظة، ومن أي مكان.
ما يثير الرعب في أروقة البنتاغون ليس فقط الهجمات المتتالية، بل الأساليب غير التقليدية التي تستخدمها القوات اليمنية. فالحرب لم تعد تدور وفق القواعد الكلاسيكية التي تتفوق فيها أمريكا بالسلاح المتطور، بل تحولت إلى معركة تكتيك ومرونة وابتكار، حيث إن الضربات المتزامنة تستنزف أنظمة الدفاع المعادية وتجبرها على العمل بأقصى طاقتها حتى تنهار، استخدام الطائرات المسيّرة لمهاجمة السفن من زوايا لا تغطيها الرادارات الحديثة، خطط واستراتيجيات تعمل عليها القوات البحرية اليمنية، مع تواجد ترسانة من صواريخ بحرية بمديات غير متوقعة تجعل السفن الحربية الأمريكية في مرمى النار حتى خارج المياه الإقليمية اليمنية، هذا النهج حرم القوات الأمريكية من ميزة التفوق التكنولوجي، وجعلها في موقف دفاعي دائم، تتحرك فقط لتجنب الضربات، بدلًا من فرض سيطرتها كما اعتادت.
مع كل هجوم يمني، تتحول السفن الحربية الأمريكية إلى قطع حديد محترق تطفو على سطح البحر، لتُعلن نهاية عصر الهيمنة المطلقة. “، بل عن كيفية النجاة من هذا المستنقع الذي غرقت فيه. اليمن، الذي كان يُنظر إليه كبلد محاصر ومنهك، أعاد رسم معادلة الصراع البحري، ليُسقط أسطورة القوة التي لا تُقهر، ويؤكد أن من يملك الإرادة والصمود، لا يخشى أي أسطول، مهما كان حجمه.
لقد انتهى زمن الهيمنة، وبدأ زمن الردع.. والعالم يشهد على ذلك في كل ضربة توجهها صنعاء إلى قلب البحر الأحمر!، وعمق الكيان الإ*سر*ائي*لي.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.