الحوار الهاديء

لماذا البطريرك ساكو في مجلس الأمن؟ أين أحزابنا وممثلينا في السلطة؟

الكاتب: جاك يوسف الهوزي
جاك يوسف الهوزي: لماذا البطريرك ساكو في مجلس الأمن؟ أين أحزابنا وممثلينا في السلطة؟
مقدمةيعتبر تواجد شخص أو وفد يمثل مسيحيي العراق في منبر كبير كمجلس الأمن الدولي فرصة كبيرة لطرح قضية مسيحيي العراق ( لا أقول الكلدان – الآشوريين – السريان ) لأن مجلس الأمن والمجتمع الدولي ينظر إلينا كأقلية مسيحية، ومن الطبيعي أن يوجّه دعوته لأهم مرجع ديني يمثّل هذه الأقلية ليسمع صوتها ومعاناتها، رغم علمنا جميعاً بأن ممثلي الدول المؤثرة في هذا المجلس يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن الوضع التعيس الذي تعيشه الأقليات ليس في العراق وحده وإنما في جميع دول العالم، وأن البطريرك ساكو أو غيره لايمكنه التأثير على القرار الدولي المرتبط بمصالح الدول العظمى التي ليست على إستعداد للتضحية بأسواقها من أجل مجموعة إثنية أو دينية ولاتهمها كثيرا التجاوزات المستمرة عليها أو القوانين المجحفة بحقها في دول كثيرة تربطها بها علاقات تجارية واسعة.مهمة حساسة ومسؤولية كبرىكُنّا نتمنى أن لايُحْشَر البطريرك ساكو في مثل هذه الأمور، ليس لعدم كفاءته، وإنما لما تتطلبه من حنكة ومراوغات سياسية يجيدها أُناس متمرسون في هذا الحقل المليء بشتى أنواع الكذب والخداع.كما أن تمثيل الكلدان والآشوريين والسريان بوفد ديني يُعتَبَرْ إلغاءً للدور القومي لهذه المجموعات الأثنية (إنْ لم نكن نعتبرها مجموعةً واحدة) بسبب ضعف هذا الدور وتأثيره السلبي على الساحة لأسباب أصبحت واضحة بعد السجالات العقيمة التي مَلَّ الجميع منها.لهذا السبب، كان علينا أن لانتوقع أكثر مما قاله أو طالب به غبطة البطريرك ساكو في كلمته أمام أعضاء مجلس الأمن، فالرجل إنطلق من موقفه كمرجع ديني كبير، يعلم بأن الأضواء مسلطة عليه، وإنَّ كلامه يجب أن يكون موزوناً ومُعَبِراً في آن واحد، لذلك ساق كلامه بدقة وحذر شديدين لكي لايُفَسّرَ بأنه هجوم على السلطات أو أتباع الديانات الأخرى، لأن أي تفسير خاطئ لكلامه قد يكون له أثر كارثي على المسيحيين عموماً.والحق يقال، أن غبطته نجح في إيجاد التوازن المطلوب في خطابه ونقل صورة واضحة لمعاناة أبناء شعبنا، رغم أن البعض يرى بأن ذلك لايمثل سوى الحد الأدنى المطلوب.لماذا البطريرك ساكو؟هناك سؤال مهم يطرح نفسه:لماذا البطريرك ساكو وليس ممثلي شعبنا في الحكومة والبرلمان؟برز دور الكنيسة بشكل ملفت بعد سيطرة د*اع*ش على الموصل وسهل نينوى وتشريد عشرات الآلاف من المسيحيين، حيث ساهمت الكنيسة بشكل كبير في تخفيف معاناتهم وبحسب إمكانياتها، وتحرك أقطابها وخاصة البطريرك ساكو محلياً ودولياً وإلتقى بمسؤولين كبار شرح لهم الوضع التعيس لأولئك المشردين وناشدهم بمد يد العون لهم والعمل على عودتهم الى مناطقهم المغتصبة.كان لفرنسا عن طريق كنيستها ودبلوماسيتها دور كبير في بروز البطريرك ساكو كقائد ديني ودنيوي للمسيحيين العراقيين، قابله إختفاء أي دور فعال لأحزابنا السياسية وممثليها في السلطة بحيث أصبح البطريرك رجل المرحلة ويُنظَرُ إليه على أنه الممثل الشرعي لأبناء شعبنا.ولكن رغم هذا كله، كان من الأفضل – برأينا المتواضع – أن لايكون الوفد المرافق لغبطته دينياً وإنما يضم ممثلين عن أحزاب شعبنا من الذين في السلطة وخارجها ليأخذ طابع الشمولية لكي لايُنظَرَ الى معاناتنا على أنها دينية فقط، رغم أن ظاهرها يبدو كذلك.إستنتاجات١- لايحق للقوميين المتشددين أن ينتقدوا دور الكنيسة أو البطريرك ساكو ومطالبته بخطاب أشد، عليهم القيام بهذا الدور مستقبلاً، ولكن عليهم إثبات أنفسهم أولاً ليكونوا أهلاً لذلك.٢- لا دور لأحزابنا وسياسيينا داخلياً وخارجياً، فإذا كان دورهم هامشياً في هذه المرحلة الحساسة والمهمة من تاريخ شعبنا، متى يكون لهم دور إذاً.٣- إنَّ فصل الدين عن الدولة لايعني أن لايكون هناك تنسيق أفضل في مسائل مهمة كهذه بين رجال الدين والسياسيين والعلمانيين…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!