مقالات

عباس ياسر الزيدي واطروحته للدكتوراه عن (تاريخ الصحافة العراقية منذ نشأتها حتى 1936)

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
قبل عشر سنوات كتبت مستذكرا اخي وزميلي وصديقي العزيز المرحوم الدكتور عباس ياسر الزيدي الذي غادرنا متعجلا وقلت فيما كتبت في مدونتي :” الدكتور عباس ياسر الزيدي استاذ التاريخ الحديث في قسم التاريخ -كلية الاداب -جامعة الموصل .عملت معه خلال السنوات 1975-1978 وكان يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة عين شمس 1975 عن اطروحته الموسومة : تاريخ الصحافة العراقية منذ نشأتها وحتى 1936 ” . تركت القسم وانتقلت الى كلية التربية وعملت رئيسا لقسم التاريخ فيها قرابة 15 سنة من 1980 حتى 1995 وقد انتقل الدكتور عباس ياسر الزيدي الى قسم الاعلام بكلية الاداب -جامعة بغداد وبقي بضعة سنوات علمت بعدها انه سافر الى الجزائر للعمل في جامعاتها وسمعت بخبر وفاته هناك وقيام شقيقه زميلنا الاستاذ الدكتور كاصد رحمه الله بحمل جثمانه ودفنه في العراق .الدكتور عباس كان صديقا حميما لي وامتلك ذكريات جميلة عنه ..وهو من مواليد سوق الشيوخ 1942 انسان بسيط ومحب للاخرين وله دراسات وبحوث منشورة في الصحف والمجلات وقد اسهم في ندوات ومؤتمرات عديدة وله اولاد اكبرهم الطبيب الدكتور عمار ..رحم الله صديقي الدكتور عباس الزيدي وجزاه خيرا على ماقدم .
اقول وبعد سنوات طويلة اهدتني الاخت الطالبة اسراء سالم شريف وهي التي انجزت رسالة عن (جريدة الموصل) مشكورة نسخة من اطروحة الدكتور الزيدي فوقفت عندها وانا الذي سبق لي ان رأيتها سنة 1975 وهي بين يدي صاحبها وقد تبرع بنسخة منها الى المكتبة المركزية بجامعة الموصل ومن الجميل ان يشير المرحوم الاخ الدكتور عباس ياسر الزيدي الى ان الدكتور محمدصديق الجليلي قد زوده بنسخ من جريدة (موصل) التي صدرت يوم 25 حزيران 1885 ويشكر المرحوم الاستاذ عبد الواحد باش اعيان الذي زوده بأعداد من جريدة ( بصرة) العثمانية التي صدرت سنة 1895 ويشكر الاستاذ قصي محب الدين الخطيب صاحب الممكتبة السلفية في القاهرة الذي فتح مكتبته امامه كباحث فإطلع على عدد كبير من الصحف العراقية وشكر السيد عبد الرزاق الحسني والدكتور فاضل حسين والدكتور يوسف عز الدين والاستاذ خيري العمري .مثل هؤلاء هم من خلدوا لانهم فتحوا قلوبهم قبل مكتباتهم لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا فإستحقوا الذكر والتمجيد .
الاطروحة تتألف من تمهيد وتسع فصول هي على التوالي : الصحافة العراقية قبل الدستور 1869-1908-الصحافة العراقية في العهد الدستوري 1908- 1914 – الصحافة العراقية في عهد الحكم العسكري البريطاني 1914-1920- صحافة العهد الملكي الدستوري 1920-1936 – الصحف الحزبية المعارضة – الصحف السياسية الحكومية – الصحف الادبية .
الاطروحة رائدة والمشرف عليها مؤرخ جهبذ هو المرحوم الاستاذ الدكتور احمد عزت عبد الكريم شيخ المؤرخين المصريين واحد رواد المدرسة التاريخية العربية المعاصرة استاذ التاريخ الحديث السابق بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، وصاحب المؤلفات العلمية الرصينة والرائدة في موضوعاتها والاطروحة قدمت الى قسم التاريخ بكلية الاداب – جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية سنة 1975 .
من الجميل ان في الاطروحة ملاحق مهمة منها : نص قانون المطبوعات العثماني للسنة 1909 ونص قانون المطبوعات رقم (82) العراقي للسنة 1931 ونص قانون المطبوعات رقم (57) العراقي للسنة 1933.
وفي الاطروحة خاتمة يقول فيها الطالب انه وجد من خلال دراسته لتاريخ الصحافة العراقية منذ نشأتها في 15 حزيران – يونيو 1869 وحتى سنة 1936 وهي السنة التي وقع فيها اول انقلاب عسكري في العراق والوطن العربي ان للصحافة العراقية اثر كبير في القاء الضوء عن المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاسهام في حلها وكانت تتناول تلك المشاكل بحرية تامة خاصة بعد اعلان دستور 1908وفي عهد الاحتلال البريطاني تواصلت الصحف مع هموم الناس وتظلماتهم ومشاكلهم وبدأت تتحدث عن ضرورة التخلص من الاستعمار البريطاني وواكبت الثورة الكبرى 1920 وعبرت عن قيمها ومبادئه وكانت خير وسيلة اعلامية واعتمد عليها الثوار واهتمت الصحافة ببناء الدولة العراقية الحديثة ووضع اسسها الراسخة ولم تنس قضية فلسطين وطموح العرب نحو التحرروالوحدة وبين 1922 و1936 نشطت الصحافة الحزبية واصبحت لسان حال الاحزاب الحكومية والشعبية المعارضة . لهذا يحق لنا ان نفتخر بالصحافة العراقية وبتاريخها الثر .
رحم الله اخي وصديقي عباسا .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!