مقالات دينية

موجز تاريخ الكنيسة في جنوب وادي الرافدين (1) 

موجز تاريخ الكنيسة في جنوب وادي الرافدين (1

المطران مار حبيب هرمز

موجز تاريخ الكنيسة في جنوب وادي الرافدين (1) 

قبل شعب منطقة جنوب وادي الرافدين الإيمان المسيحي في القرن الثاني الميلادي. وإن اول اسقف لأبرشية فرات ميشان (البصرة والجنوب حاليا) كان اسمه داود عام 258 ميلادية. ويعتقد ان لمار توما الرسول وتلامذته ومار اداي ومار ماري ومار اجاي دور في نشر المسيحية. والخليج كان وسيلة اتصال بين الهند، حيث قبر مار توما، ووادي الرافدين ثم جنوب تركيا حيث مملكة الرها المسيحية

عرقيا جذور شعبها كان خليط من عدة جنسيات: كلدوآشورية وسريانية ورومية وفارسية ويهودية وعربية وصابئية واخرىهؤلاء كلهم توحدوا في كنيسة المسيح ولغته الآرامية المقدسة والثقافة الكلدانية عميقة الجذور ووريثة السومرية. وقد ازدهرت المسيحية كثيرا بحيث كانت تمتد الأبرشية لمسافة 300 كلم شرقا وغربا و300 شمالا وجنوبا. كما واعتبرت الأبرشية الثالثة او الرابعة في تسلسل ابرشيات كنيسة المشرق. كان احيانا يخدمها خمسة اساقفة معا (في القرن الخامس مثلا). وكان فيها ثمانية اديرة رهبانية مثبتة تاريخيا وهي

1. دير العمال (الحكام) على الطريق نحو الكوت.  

2. دير الجماجم المشرف على الطريق بين شمال الكوفة وميشان.  

3. دير المحراق (دير المرة) واثاره في تل ريحة قرب لكش 60 كلم من الناصرية اي شمال غرب ميشان وجنوب نفر.  

4. دير الدهدار الذي ظل مفتوحا الى سنة 1225. يقع في ناحية الدير حوالي 80 كلم شمال البصرة تم تحويله الى حسينية.  

5. دير عبديشوع قرب الحيرة وسمي بهذا الاسم نسبة الى اسم الراهب المؤسس وهو تلميذ مار عبدا من ميشان.  

6. دير جابيل قرب البصرة.  

7. دير هزقل (حزقيال) الواقع بين البصرة وعسكر مكرم 

8. دير سرجس، ينسب الى راهبين من نجران. يقع بين الكوفة والقادسية.  

هذا عدا عشرات اخرى من الأديرة في اطرافها خصوصا حول الحيرة التي كانت احيانا تحت اشراف الأبرشية واحيانا مستقلة.  

تعرض شعبها الى اضطهاد الفرس بحيث استشهد رئيس اساقفتها عدة مرات وكمثال، استشهد رئيسها بوليداغ مع الجاثاليق مار شمعون برصباعي سنة 341م

يعتبر اسقفها مار عبد ايشوع قديسا في القرن الخامس لما قام به من آيات في جنوب المنطقة وصولا الى جزيرة البحرين حيث نشر المسيحية وعمذ اهلها. علما انه تم تأسيس ثلاثة اسقفيات في الخليج منها في قطر والبحرين وعمان حيث تم العثور على آثار كنائس في الكويت والبحرين والإمارات

لا توجد آثار مسيحية حاليا لتلك الفترة حول مدينة البصرة بسبب تدميرها من قبل الغزاة، ويحتمل وجود آثار كنائس في البصرة القديمة قرب مدينة الزبير لأنه كان فيها خمسة كنائس. وقد اندثرت لأنها لم تقاوم عوامل التعرية المناخية. علما ان لليهود قبر احد تلامذة النبي عزريا بين العمارة والبصرة ولازالت المدرسة اليهودية في العمارة

يتبع لاحقاً

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!