مقالات دينية

أسلوب وغايات شهود يهوه في تشويه الأفكار

الكاتب: وردا اسحاق

 

أسلوب وغايات شهود يهوه في تشويه الأفكار

بقلم/ وردا أسحاق قلّو

تشارلز ت . راسل الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لجماعة شهود يهوه ، عندما كان مراهقاً راودته وأزعجته أفكار جهنم ، ومصير الأشرار في النار الأبدية ، فبدأ يكتب على الجدران عبارات تحذر الناس من الهلاك في تلك النار المحرقة ، فأخذ يبحث عن حل ليطمئن على  مصيره الأبدي . وهكذا كان يعيش قبله مارتن لوثر بأوهام ، قبل أن يدخل إلى الدير  ليصبح كاهناً . دفعت راسل تلك الأفكار إلى الأنشقاق من البروتستانتية لينتمي إلى جماعة السبتيين الأدفنتيست الذين ينكرون عقيدة وجود الجهنم فاقتنع وتشبع من تلك العقيدة الخاطئة

عند بلوغه الثامنة عشر من العمر أختلف مع السبتين أيضاً في عقيدة ( الكفارة ) فأنفصل عنهم ، ثم كوّنً له جماعة مستقلة دون أن يدرس اللاهوت . وبعد ذلك صار له ديناً مستقلاً عن كل المذاهب المسيحية ، أستخدم أساليب كثيرة لقيادة جماعته منها الكذب ، فأدعى بمجىء المسيح القريب ، ومنذ تلك الفترة التأسيسية أصبح الكذب عند خلفائه تقية من أجل الخداع ، يستخدمون آيات الكتاب المقدس بغزارة محاولين ربح الضعفاء . عندما يتم محاصرتهم أثناء الحوار يتَبعونَ أسلوباً أعتباطياً بارع الدهاء لأجل زرع الشك وربح الخصم . فعندما يتم محاصرتهم وفضحهم بآية أو نص قاطع يتملصون فيكون ردهم سيل من الآيات لأجل التحدي ، لكن لا نجد فيها ما يربط لموضوع ، أو يربطون الحوار بموضوع آخر للخروج من المأزق .كذلك يدّعون أن نسخ الكتاب المقدس التي يستخدمها المقابل ترجمتها غير صحيحة لكي يتوهم بأن كتابه محرف . العهد الجديد أقل أهمية عندهم من العهد القديم مدعّين بأنه قابل للتأويل ، أو أمتدت أليه أصابع التلاعب ، وهذا الأسلوب هو مسطرةً يهودية مشهورة في تاريخ البدع ، غايتها زرع زوان الشك في الأفكار .

شهود يهوه مبدعون في نشر طرق خاصة للتفسير والتأويل مع تحريف بعض النصوص عن معانيها الأصلية والغاية منها لأضاعة الحقائق الجوهرية في المسيحية ، ومصلحته تصب في وعاء دينهم الجديد المغاير لكل معتقدات المذاهب المسيحية . كذلك لا ننسى أسلوب التملص والخفاء والأعتماد على الكذب . لهذا فالجدال معهم مرهق جداً . وحتى في ترجمتهم الأنكليزية للعهد الجديد تم تشويهها . لكي نقطع عليهم دابر التملص سنذكر النصوص الأصلية من اليونانية والعبرية ، هذه اللغات الأصلية التي يجهلوها قادتهم الذين يدعّونَ كذباً بمعرفتها ، فراسل ورثرفورد لم ينعم الله عليهم بمعرفة اللغتين الأصلية ، ومنهم تعلموا شهود يهوه بعد تسعة عشر قرناً بعد المسيح . في الترجمة السبعينية لم نجد لفظة ( يهوه ) حيث كانت تكتب ( كيريوس ) والتي تعني الرب . سنتناول أسم ( يهوه ) في مقال مستقل ، ولمذا فضلها شهود يهوه على لفظة ( الرب ) من دون كل الفصائل المسيحية ؟

العهد القديم كتب باللغة العبرية والقليل من السريانية وتم ترجمته إلى اليونانية من قبل اليهود الذين كانوا يتكلمون اليونانية . كما ألف اليهود مؤلفات دينية كثيرة باليونانية ، ومن المؤلفين اليهود فيلون الفيلسوف المعاصر للمسيح ، أّلّف كتبه باليونانية ، فاليهود المتشتتين كانوا أكثر عدداً من يهود الآراضي المقدسة ، فالترجمة اليونانية الشهيرة ب ( السبعينية ) كانت المرجع الأكبر الذي استشهد به كتَبة العهد الجديد . كما أستمرت اللغة اليونانية لغة للكنيسة حتى القرن الثالث في روما نفسها وفي بعض الكنائس لحد اليوم . فالكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية كانتا أمينتين في نقل التراث المسيحي المكتوب باليونانية إلى اللغات الأخى بكل أمانة ودقة ، فمن هو راسل وخلفائه الذين ظهروا بعد 19 قرناً لكي يفرضوا نسخ كتابهم على النسخ الأصلي المتداولة في كل الكنائس الأصلية !

ختاماً نقول : غاية شهود يهوه من الحوار هو لتشويه الأفكار ، فعقائد دينهم لا تتفق مع تعاليم الأنجيل المقدس ، وهم بعيدين كل البعد عن كل الطوائف المسيحية في أمور كثيرة بسبب تعاليمهم وتفسيرهم لآيات الكتاب المقدس لمصلحة اليهودية  . فالجهد الذي نبذله معهم ضائع لا محال . والمسيح المخلص ليس من نصيبهم لكونهم أعداء الأنجيل ، لهذا من الأفضل عدم الحوار معهم ، بل طردهم وغلق الأبواب بوجوههم وتحذيرهم لعدم العودة . كذلك عدم قبول دعواتهم وكتبهم ، هكذا نُطبِق وصية الرسول يوحنا لكل المؤمنين الحقيقيين ، قال :

( إن جاءكم أحد بغير هذا التعليم ، فلا تستقبلوه في بيتكم ، لأن من يسلّم عليه ، يشاركه في أعماله الشريرة ) ” 2يو 10-11 ”     

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!