مقالات دينية

عيد الصعود وعودة يسوع

مشرف

مشرف المنتدى الديني       

 

 

Image may contain: 3 people

من يوميات أـسقف لمناسبة عيد الصعود عودة يسوع

عندما شهد التلاميذ ان يسوع سياتي من جديد ليدين الأحياء والأموات فإنهم في نفس الوقت اكدوا انه حي رغم انفصاله عنهم وارتفاعه . وبدلا من ان يحزنوا على انفصاله عنهم نراهم فرحين ! هذا في وقت كان العالم هو هو حيث يتعرضون للإضطهادات وقت كتابة الإنجيل. كيف كانوا فرحين في وقت ان صلب المسيح كان علامة عار وفشل .
الجواب الوحيد هو انهم كانوا مؤمنين كليا انه حاضر بينهم . فالصعود ليس المغادرة الى منطقة اخرى بقدر ما هو حضور بشكل آخر .
ان عربون هذا الحضور هو الإيمان الشخصي بان الروح القدس حال علينا .
لذلك اعتقد لا فائدة من الإهتمام بالزمن العالمي اي حساب سنوات وغيرها كمل يفعل البعض، لأن الزمن لدى المؤمن هو زمن الهي لا عالمي .
لنتذكر هنا ماذا حصل فوق جبل التجلي حيث لم يفهم بطرس ذلك في البداية لتعلقه بالزمن الأرضي.
لنتذكر كيف ان مريم العذراء لم يبق لتسعة اشهر الحمل اهمية بعد وعد الملاك لها بحلول الروح عليها.
لنتذكر كيف ان 40 سنة ضياع بني اس*رائ*يل في سيناء لم يبق لها معنى بفضل الغيمة وعمود النار.
لنتذكر حضور الله كنسيم للنبي ايليا بعد 40 يوم صوم فنسيها.
لنتذكر مار توما الذي انتظر اسبوعا لم يؤمن بالقيامة حتى يلمس يسوع ولكن عندما ظهر للتلاميذ وله تحول كليا.
انه سر العلاقة الحبية بين المؤمن ويسوع والذي لا يفهمه من يعيش وسط ضوضاء العالم وشهواته.
ربما الكثيرين يفهمون من عيد الصعود هو سكب الماء الواحد على الآخر فقط!
ان ما اكتبه يبدأ بالتحقق فينا من يوم المعمودية حيث يحل روح القدس علينا. لكن الحدث الكبير بحاجة للفهم الروحي العميق والا مجرد طقوس وصلوات وحفل طعام.
المستقبل عند المسيحي هو الآن فالتلاميذ الذين كانوا ينظرون الى السماء وقت صعود يسوع قال لهم الملاكين: اذهبوا الى الجليل اي عيشوا الواقع لا تبقون في عالم ثان. يسوع دعاهم لبذر بذور الملكوت.
الجليل هو حيث حقيقة صراع الكنيسة مع الشر، كي يكون المسيحي طبيبا شافيا مثل ربه.
كل ما نحتاجه هو السهر، عمل الخير، السعي لتلمس الحقيقة، ان نكون عادلين، ان نرى الجمال في خلق الله. ان نصلي ونقول: تعال ايها الرب يسوع.

يقول البابا بندكتس ان يسوع يأتي ثلاث مرات: اولا باللحم والضعف، ثم بالروح والقوة، واخيرا بالمجد والجلال.

لاحظوا وصف الإنجيل لآخر مشهد ليسوع بالجسد عند الصعود كيف كان . كان يباركهم بيديه، فيسوع دائما يديه مفتوحتين يباركنا.
+ المطران حبيب هرمز

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!